إنشاء قناة فاروق الأول

في عام 1949 بدأت شركة قناة السويس في حفر قناة جديدة، ولهذه القناة قصة قديمة ففى عام 1859 بدأ فرديناند ديليسبس في حفر قناة السويس وبدأ من بورسعيد، وبعد اكتمال حفر الـ50 كيلو متر الأولى اصطدمت معاول العمال بمنطقة صخرية يصعب الحفر فيها، وتفاداها ديليسبس بالحفر حولها شبه قوس بلغ طوله 12 كيلو متر، واستغرق حفر القناة من بورسعيد إلى السويس 10 سنوات.

وعندما افتتحت قناة السويس لمرور السفن كان عرضها 23 مترا، وعمقها 8 أمتار، وبذلك لم تتسع القناة لسفينتين في وقت واحد.

وبعد عامين كما نشرت مجلة المصور عام 1951 ازداد عدد السفن التي تعبر القناة وظلت الشركة تعمل توسعات فيها حتى صار عرضها 60 مترا وعمقها 10 أمتار حتى أن الباخرة الكبرى "ايل دى فرانس" عبرتها بحمولة 47 طنًا وعبرتها المدينة العائمة وعرضها 54 مترا.

وبقيت المشكلة كما هي إذ لا يمكن أن تلتقى سفينتان في عرض القناة، فرأت الشركة مد القناة الجديدة بين طرفى القوس بين الكيلو 50 إلى الكيلو 62 في خط مستقيم وستمدها في الصخر الذي تفاداه ديليسبس وأصبحت مساحة القناة الجديدة 2،400،000 متر مربع، وسميت " قناة فاروق الأول".

وفى عام 1938 بلغ عدد السفن التي اجتازت القناة 1817 سفينة، وفى عام 1948 بلغت 8686 سفينة ثلثاها من حاملات البترول.

أنشئت شركة قناة السويس القناة الجديدة بعد اتفاق أبرم بين الشركة وبين الحكومة، ووافق البرلمان عليها في مادة تقول «إنشاء قناة فاروق وتعميق قناة السويس نصف متر وتعميق محطة رسو السفن في بحيرة التمساح بتكلفة 4،5 ملايين جنيه ستدفعها الشركة».