رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الهزة الأرضية والهزة الفكرية


يقول علم الأرض ( الجيولوجيا ) إن الأرض شابة فتية يافعة صغيرة العمر نشطة وكل الدلائل تؤدي إلى ذلك في داخلها وعلى ظهرها..فعلى سطحها الرياح والأمطار والعواصف والسحب والبرق وفى داخلها الحركة الدائبة للصخور والتيارات الهوائية والحرارة والضغط التي تولد الطاقة الرهيبة التي تجد طريقها إلى التفريغ على سطح الأرض من أماكن ضعيفة في صورة زلازل وبراكين بعض منها يقضى على الأخضر واليابس إذا كان شديدا..


ومثل ذلك الزلزال الذي ضرب مصر اخيرًا وكان في حدود المعقول ولم يسبب اضرارا عكس زلزال ١٩٩٢ ويطلق على الزلزال الهزة الارضيّة لأن الطاقة الهائلة التي تتراكم في مكان ما داخل باطن الأرض تفرغ أكثرها مرة واحدة وفى سرعة فائقة وتحرك البلاطة الأرضيّة وقد تسبب فالقا أو تزلق فالقا كان موجودا من قبل وهذه الحركة السريعة الخاطفة ( عدة ثوان ) تؤدي إلى حركة عبر أساسات المنشآت من مبانى وكباري وطرق مسببة تلفا ودمارا وانهيارات لتلك المنشآت وخصوصا إذا كان مركز الزلزال قريبا من أماكن الكثافة السكانية وطبعا ما له من خسائر في الأرواح والأموال وفقدان المسكن والفوضى العارمة وما يتبعها من مشاكل والمعروف علميا أن قلب باطن الأرض يتكون أساسا من الحديد والنيكل وهو جزءان الداخلي صلد والخارجى سائل ثم يليه طبقة المانتل mantle تعلوها القشرة الأرضيّة التي تتكون طبقتها العلوية من بلاطات اليابسة طبقا لنظرية بليت تكتونك plate tectonic وهي تعرف بالبلاطة الأوربية والبلاطة الأفريقية وغيرها.

وتتحرك هذه البلاطات طبقا لتحرك الطاقة داخل الأرض وتسبب حركة البلاطات في الزلازل واتساع البحار أو تضييقها والمعروف أيضا أن حرارة باطن الأرض نحو خمسة آلاف درجة مئوية تنخفض تدريجيا إلى خمسة وعشرين على سطحها..ويتوقع العلماء أن يزيد اتساع البحر الأحمر وأن يضيق البحر الأبيض المتوسط وهذا ليس الآن ولكن بعد عمر مديد -عدة آلاف من السنين يعنى من يعيش في ذلك الزمن يستطيع أن يذهب إلى إيطاليا بالسيارة أو على ظهر جمل...

أما عن بلادنا فالمباني الحديثة العالية تستطيع أن تمتص صدمة الزلازل الشديدة لأن عامل الأمان بها يزيد على الأربعة يقابله واحد فقط في بلاد العم سام لأن التقنية عندهم عالية جدا وعلى ذلك فلا خوف على المباني العالية ولكن علينا أن نراعى المباني القديمة ذات الارتفاع المنخفض..في الواقع لسنا بحاجة إلى الهزةً الأرضيّة لكننا في أشد الحاجة إلى الهزة الفكرية.. لنقضي على العبودية التى أصبحت من ثقافتنا وكذلك ثقافة الخوف والنفاق وعبادة الطاغوت..هزة فكرية تبين لنا أن نتمسك بثقافتنا الإسلامية التي لا مثيل لها..لا أن نحملها التخلف الفكري..
Advertisements
الجريدة الرسمية