رئيس التحرير
عصام كامل

سر انتهاء عاصفة الحزم ! «٣»


عندما انطلقت عاصفة الحزم أيدتها واشنطن بوضوح وقوة وأعربت عن استعدادها لردع أي عدوان تتعرض له المملكة العربية السعودية.. ولكن بعد وقت قصير بدأت واشنطن تتحدث عن ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة في اليمن وأنه يتعين أن تعود كل الأطراف فيه إلى مائدة المفاوضات للتوصل إلى هذا الحل الذي لا يستبعد طرفا من الأطراف.


وهكذا كان التأييد الأمريكي لعاصفة الحزم مشروطا وليس مطلقا.. وأهم هذه الشروط ألا تستمر هذه العاصفة طويلا وأن تتمخض في نهاية المطاف عن عودة الأطراف إلى التفاوض مجددا للتوصل إلى حل سياسي وليس عسكريا للأزمة اليمنية.

ومن هنا يمكننا أن نضع أيدينا على أحد أسباب انتهاء عاصفة الحزم وهو طلب واشنطن في البداية ألا تطول ثم طلبها فيما بعد.. خاصة بعد التوصل إلى اتفاق المبادئ مع إيران بخصوص ملفها النووي.. إيقاف هذه العاصفة لإتاحة الفرصة وتهيئة الظرف الملائم لعودة الأطراف المعنية إلى مائدة المفاوضات.. وبالطبع من المفهوم أن المملكة العربية السعودية ستقدر أو تضع في اعتبارها الموقف الأمريكي في هذا الصدد، خاصة وأن هذا الموقف الأمريكي له تأثيره على الموقف الأوربي، فضلا عن أن روسيا أيضا كانت ترغب في إيقاف العمليات العسكرية..

ولعل هذا السبب تحديدا هو السبب الأهم لانتهاء عاصفة الحزم لأنه إذا ما استرجعنا حرص المملكة العربية السعودية على التأكد من عدم معارضة واشنطن، إطلاق عاصفة الحزم قبل الإعلان عنه، ولعلنا نتذكر كيف أن أول إعلان لانطلاق هذه العاصفة تم بواسطة السفير السعودي في العاصمة الأمريكية.. أما استمرار الأعمال العسكرية في ظل عملية الأمل التي أعقبت عاصفة الحزم فإنه يعود إلى تأكد الحوثيين للعودة إلى مائدة التفاوض.
الجريدة الرسمية