رئيس التحرير
عصام كامل

المشكلة ليست في مبارك أو مرسي.. المشكلة في الشعب


بادئ ذو بدء، الحكم الأخير ضد الرئيس المعزول محمد مرسي "هو عنوان الحقيقة " وهو ما أكده حكم المادة 100 من دستور 2014 " تصدر الأحكام وتنفذ باسم الشعب، وتكفل الدولة وسائل تنفيذها على النحو الذي ينظمه القانون....". باعتبار أن مصر هي دولة سيادة القانون واستقلال القضاء المصرى وهو ما نص عليه صراحة في المادة 94 من دستور 2014 "سيادة القانون أساس الحكم في الدولة.وتخضع الدولة للقانون، واستقلال القضاء، وحصانته، وحيدته، ضمانات أساسية لحماية الحقوق والحريات.


لكن كيف يكون الرئيس محمد مرسي "محرضا" وفق ما جاء بمنطوق الحكم الصادر بتاريخ 21 أبريل 2014 وما نصت عليه المادة 40 من قانون العقوبات من أنه يعد شريكا في الجريمة أولا: كل من حرض على ارتكاب الفعل المكون للجريمة إذا كان هذا الفعل قد وقع بناء على هذا التحريض، ثانيا: من اتفق مع غيره على ارتكاب الجريمة فوقعت بناء على هذا الاتفاق، ثالثا: من أعطى للفاعل أو الفاعلين سلاحا أو آلات أو أي شيء آخر مما استعمل في ارتكاب الجريمة مع علمه بها أو ساعدهم بأي طريقة أخرى في الأعمال المجهزة أو المسهلة أو المتممة لارتكابها..

وهو يملك السلطة الفعلية في البلاد وفقا لنص المادة 132 من دستور 2012 التي تنص: "رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة، ورئيس السلطة التنفيذية، ويرعى مصالح الشعب، ويحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه.

والمادة 137 "ويؤدى رئيس الجمهورية أمام مجلسى النواب والشورى قبل مباشرة مهام منصبه اليمين الآتية: أقسم بالله أن أكون مخلصا، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة..." ويملك أدوات الدولة باعتباره يشارك رئيس الوزراء في أعمال الوزارة وفيما يخصها بالتالى لم يستغل أدوات الدولة في منع ارتكاب الجريمة لأنه كان موجودا بقصر الاتحادية ولم يحاول منع حقن دماء المصريين والمشكلة الأكثر خطورة أنه اختزل الدولة في أشخاص وحولهم إلى مليشيات وبلطجية لتحميه واجتمع بهم أي توافر لديه العلم الكافى النافى للجهالة بالواقعة فكيف يكون محرضا وهو أصلا فاعل أصلي في الجريمة، وإذا لم يكن هو فاعلا أصليا في الجريمة فمن يكون هو الفاعل الأصلى إذن التكييف مخطئ !!

الحقائق الغائبة والكاذبة في محاكمة القرن:
المشكلة ليست في مبارك وخطئه في حق هذا الشعب، والوصول به إلى التخلف وعدم الإحساس بآدميته أو وجوده أو مكانته بين شعوب العالم سواء العربى أو الآسيوى أو الأوربى ولكن المشكلة في هذا الشعب الذي انساق وراء خزعبلات شيطانية رسمها البعض من ذوى النفوذ وذوى النفوس المريضة الحقودة التي تعبث ضد مصالح مصر والعالم العربى واستغلها البعض من أبناء هذا الشعب لأنفسهم لشعورهم بالفشل والانطواء والانكسار والمذلة والمهانة فأتت الفرصة للانقضاض فانقضوا على الدولة ورئيسها لكن القدر لم يمهلهم الفرصة وذلك لضعفهم وعدم وجود سند لهم في الشارع أو الدولة فانقض عليهم الإخوان في صورة محزنة مخيبة مذلة بعد صفقة لم تستمر طويلا.

ولكن القدر لم يمهل الآخرين الفرصة للحقد والكراهية والأنانية والعداء للجميع والتحدى للآخرين وحب الذات والسيطرة والهيمنة فانقضوا على الدولة والقوى السياسية كفريسة اعتقدوا أنها مستساغة لهم وساعدهم وشاركهم الجميع من أصحاب النفوس الضعيفة من القائمين على الدولة المصرية إلا أنهم رغم هذا وذاك لم يلاقوا إقبالا أو حفاوة أو ترحيبا من الشعب الطيب فانقض الأخير عليهم في ثورة عارمة يوم 30/6/2013 وبالتالى الجميع شركاء في الجرم الذي ارتكب في حق هذا الشعب والدولة المصرية ونظرا لإحساس الجميع بما ارتكبوه من أخطاء جسام في حق هذا الشعب طيلة ثلاثة أعوام منذ اليوم الأول 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013 جعل من محاكمة مبارك أو مرسي أشبه بالمحاكمة الهزلية التي ستنتهى في نهاية المطاف إلى براءة مرسي كما برئ مبارك فالأخير حكم عليه بـ25 سنة ثم نقض الحكم من قبل النيابة العامة ومحامى مبارك " الديب " وانتهى في النهاية إلى براءة مبارك وهو ما سيجرى لمرسي.

ففى 21 أبريل 2015 حكم على مرسي بالمؤبد 20 عاما أي أقل من مبارك بـ5 أعوام وأمام مرسي مرحلة نقض سواء من النيابة العامة أو من محاميه وهو ما انتهى إليه دستورنا 2014 " المتهم برىء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية عادلة، وتكفل له فيها ضمانات الدفاع عن نفسه. وينظم القانون استئناف الأحكام الصادرة في الجنايات. وتوفر الدولة الحماية للمجنى عليهم.... "

وفى النهاية ستحكم المحكمة ببراءته لنقولها بملء الفم العيب ليس عيب مبارك أو عيب مرسي وما ارتكباه في حق هذا الشعب الطيب المتسامح من تخلف وبطالة وفقر ومرض وتعذيب وخروج مرسي على الشرعية القانونية والدستورية وما أعقبه من أحداث عنف سواء في الاتحادية أو المقطم أو التحرير أو الإسكندرية أو البحيرة أو غيرها من محافظات الجمهورية أو التعدى على مؤسسات الدولة وجعل أعضائها أضحوكة أمام الشعب وأمام العالم ولن ننسى ما قاله السلفيون من محبي مرسي أثناء اعتصامهم أمام المحكمة الدستورية: "أعطنا إشارة وإحنا نعبيهم في شكارة" ولكن العيب فينا كشعب لأننا مش عارفين إحنا عايزين إيه حتى لو عرفنا إحنا عايزين إيه مبنعرفش نتمسك بحقنا بالطول والعرض أمام أي قوة أو سلطة في الدولة ولو تمسكنا بحقنا مبنعرفش نحافظ على مكتسباتنا التي حصلنا عليها بعد معاناتنا الطويلة وهذا راجع إلى طيبتنا أو خيبتنا "سمها زى ما أنت عايز تسميها" وهذا راجع في النهاية إلى فشلنا وتخلفنا عدم تطورنا أو نهضتنا في المنطقة العربية التي نعيش فيها فالجميع تقدم وتطور وإحنا محلك سر.


الجريدة الرسمية