رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عصام حجي.. "عالم" المصايب والكوارث !


عن أنباء فقدان القمر الصناعي " إيجبت سات " يندفع عصام حجي المهندس المصري في ناسا، أمس، ليقول: " شعرت بالحسرة وأنا أقرأ هذا الخبر المحزن الذي انتشر في مجال أبحاث الفضاء بشكل لا يوصف، وأنه مكتوب علينا نزرع في أرض الغرب، ونرجع بلادنا في صناديق.. شبابنا المقهور يموت وهو بيعدى البحر ويقف العالم يتفرج عليهم.. دقيقة صمت..لماذا لم يقف أي مسئول ثانية أمام ضميره ويسأل نفسه إلى متى سيستمر تهميش الشباب وتهجير العقول؟ نحن نستورد النجاح ولكننا لا نصنعه" !


السؤال هنا: هل لم يعرف عصام حجي أن خبر فقدان القمر تم تكذيبه ؟ وتم تكذيبه من روسيا قبل مصر؟ وهل لا يعرف أن " القمر" يديره المصريون وليس الروس؟ وأن أي أخبار بشأنه هي ملك للمصريين ؟ وهل لم تصله أنباء عمل القمر بكفاءة ونجاح ؟ هل لم يقرأ تصريحات الدكتور محمد نجيب الأستاذ بهيئة الاستشعار عن بعد بأن القمر يعمل بكفاءة عالية وأنه أثناء تصريحاته فالقمر فوق مصر وبعد دقائق سيكون فوق اليابان ؟

عصام حجي لم يقدم حتى الآن أي أمارة ليكون عالما معتبرا له إضافاته للعلم وليس فقط مجهودا عضليا يقوم به المئات من المهندسين..بل تجربة المصريين مع ناسا سيئة السمعة فقد ضمت لها من قبل من نعرفه ونعرف عقليته وقدراته الذهنية!

حجي اعتاد الإساءة إلى بلده وأهله..وليس لديه أي حجة ليقول إنه ينتقد من أجل أن يرى وطنه في صورة أفضل..فبالإضافة إلى نماذج العباقرة أحمد زويل ومجدي يعقوب وهاني عازر وفاروق الباز ومصطفى طلبة ومحمد الوحش وغيرهم إلا أننا اعتدنا على طلة حجي في المصائب والكوارث فقط وعندما تختفي الكوارث يملأ الفراغ بتصريحات سلبية للغاية ومحبطة بل ومسيئة لأعرق بلد في العالم تقدم شعبه بصورة سلبية ومهينة !

فحجي.. الذي هاجم بعنف وبشدة جهاز القوات المسلحة لعلاج فيروس سي ووصفه بأنه فضيحة علمية ورغم أنه تبرع بالتصريح دون أن يسأله أحد بل وكان وقتها مستشارا علميا لرئيس الجمهورية وكان الموقع يلزمه بالتأني أو على الأقل طلب معلومات قبل الحديث في أي موضوع..إلا أنه فسر موقفه بأن الجهاز كان يجب أن يمر بمراحل عديدة قبل الإعلان عنه..ولما فعل القائمون على الجهاز هذه الخطوات وأعلنوا وضع الجهاز تحت المزيد من البحث صنع حجي أذنا من طين وأخرى من عجين!

في برنامج " أمريكا بالعربي " الذي قدمه باسم يوسف يكشف حجي عن أسرار أخرى في حياته..فنعرف لأول مرة أنه تم رفضه من الجيش باعتباره غير لائق ذهنيا ونفسيا إلا أنه يقول إن القرار تسبب في ضياع منحة له إلى فرنسا كان مرشحا لها ! إذن الموقف من الجيش له رواسب في ذهن الرجل تنفجر كل حين..وعند إطلاق مركبة الفضاء " فيلة " قبل أشهر بمشاركة من حجي ومعه أربعة علماء مصريين آخرين وفضلا عن انتقاده للإعلام المصري لتجاهله للحدث وهو محق إلا أنه وبمنتهى العنف والقسوة على بلده يقول: "طموحات وأحلام وآمال تكسر واقعا ملأته أصوات الجهل والكراهية التي بنت للإحباط معبدا خالدًا وللجهل حصنًا منيعًا" والعبارة لا تليق بعالم يتحدث عن وطنه وشعبه وخصوصا وهو خارج البلاد !

مهما بلغت الملاحظات ـ مثلا ـ على الدكتور أحمد زويل ـ وهو من هو ـ إلا أنك لا يمكن أن تضبطه متجهما فلا نراه إلا مبتسما منشرح الوجه متواضعا..ولا يمكن أن تسمع عنه أو منه إلا ما يرفع اسم بلاده ويزيد من احترام غير المصريين لها.. ومن زويل لا يمكن إلا أن تسمع إلا كل ما يدفع همم المصريين إلى الأمام ويمنحهم الأمل وعندما يقول ملاحظة ما فيقولها بكل شياكة ممكنة وكل لطف ممكن..وحتى الآن لم نره يتغيب عن أية مناسبة وطنية حتى ظننا أنه يقيم في مصر..

ويبدو الفارق الأساسي بين زويل وحجي كالفارق بين عصرين..فقد نشأ كلاهما في زمن مختلف عن الآخر أثر فيه وتأثر به.. وتبقى مهمة من يعرف حجي أن ينصحه..وإما فليقل خيرا بحق وطنه ـ خيرا وليس باطلا ـ أو ليصمت !
Advertisements
الجريدة الرسمية