رئيس التحرير
عصام كامل

طبيب المنتخب السابق: إكرامى رفض السفر لبتسوانا لما عرف أن الشناوى سيبدأ المباراة


  • أنا ضحية إصابة الشناوى في مباراة السنغال 
  • «الطب الرياضى» في مصر «ما بيأكلش عيش»
  • بعض خريجى التربية الرياضية بالأجهزة الطبية للفرق "صدق إنه طبيب"
  • "توماك" مدرب أحمال فاهم والأجانب يقدسون رأى الطبيب 
  • مجلس الجبلاية انقسم حول بقائى مع الفراعنة 
  • أحد أعضاء الجهاز الفنى وراء استبعادى
  • إيهاب على برىء من إصابات لاعبى الأهلي بالصليبى 
  • الاتحاد المصرى للطب الرياضى مشروعنا للحفاظ على صحة اللاعبين
  • لا بد من تطبيق رخص الاحتراف على الأجهزة الطبية للفرق الرياضية

أدار الندوة: زغلول صيام
أعدها للنشر: يوسف شعبان
عدسة: وفاء حسن


تولى رئاسة الجهاز الطبى للمنتخب الأول في عهد الأمريكى بوب برادلى، واستمر في منصبه في عهد خلفه الكابتن شوقى غريب، وأشاد الجميع بخبرته وكفاءته الطبية، حتى جاءت إصابة حارس مرمى المنتخب الأول أحمد الشناوى في مباراة السنغال بتصفيات أمم أفريقيا الأخيرة وما صاحبها من جدل إعلامي، حول إشراك اللاعب في المباراة وهو مصاب وحقنه بمادة الكورتيزون ليشارك في المباراة لتضعه في موقف المتهم.. إنه الدكتور طارق سليمان طبيب المنتخب الوطنى السابق.. حل ضيفًا في صالون "فيتو" ليكشف لنا الكثير من الحقائق حول إصابات لاعبى الفراعنة....

*كيف تقيم وضع الأجهزة الطبية في مصر سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات ؟
الجهاز الطبى لأى فريق لا بد أن يكون على رأسه طبيب متخصص في طب العظام وإصابات الملاعب، ومعه أخصائى علاج طبيعى ومدلك، وللأسف هذا غير متوافر في مصر إلا في المنتخبات أو الأندية الكبرى التي لديها إمكانيات مادية كالأهلي والزمالك وأندية الشركات الكبيرة مثل إنبى وبتروجت وغيرها، أما في الأندية الصغيرة فالوضع غير مطمئن.

*وما هي الآثار السلبية لعدم وجود جهاز طبى متكامل في بعض الفرق ؟
للأسف هناك أندية تستعين بدكتور علاج طبيعى على رأس الجهاز الطبى لفرقها، وهذا مؤشر خطير، لأن دكتور العلاج الطبيعى، ليس لديه إلمام بالأمراض الطبية الأخرى، فضلا عن أن الفريق عندما تكون لديه سفرية إلى إحدى الدول الأفريقية يحتاج لتطعيمات للتحصين ضد بعض الأوبئة المنتشرة في هذه الدول، ودكتور العلاج الطبيعى خلفيته غالبا ما تكون محدودة في هذا الأمر.

*وهل الأجهزة الطبية في الفرق المصرية يتم تقديرها بما يتناسب مع الدور المهم الذي تقوم به ؟
للأسف التعامل مع الأجهزة الطبية للمنتخبات أو الأندية في مصر غير مرضى بالمرة، بدليل أن الأجهزة الطبية دائما ما تأتى في المرتبة الأخيرة من الاهتمام، عند تشكيل الجهاز الفنى لأى منتخب أو فريق، فيتم إخطار الجهاز الفنى والإدارى أولا ثم يأتى بعد ذلك التفكير في تشكيل الجهاز الطبى للفريق، كما أن مرتباتهم ومكافآتهم تقل كثيرا عن باقى أعضاء الجهاز الفنى والإدارى، وهو شىء مؤسف، علمًا بأن رؤساء الأجهزة الطبية للمنتخبات والفرق الكبرى يهملون عياداتهم وأعمالهم الخاصة نتيجة عملهم بالمنتخبات وهو ما ينعكس عليهم ماديا بالسلب.

*هل ترى أن خريجى التربية الرياضية غير مؤهلين للعمل بالأجهزة الطبية للفرق الرياضية ؟
بالعكس أي جهاز طبى لأى فريق رياضى لا بد أن يكون به بعض خريجى التربية الرياضية، كمدرب الأحمال وأخصائى التأهيل والمدلك، ولكن لا بد أن يكونوا مؤهلين بشكل علمى قبل العمل في المجال، خاصة أن بعض خريجى التربية الرياضية ممن يعملون في الفرق المصرية، ممن اكتسب بعض الخبرات من خلال احتكاكه بالأطباء يظن نفسه قد أصبح طبيبا فيقوم بوصف أدوية أو تدريبات معينة لبعض اللاعبين المصابين قد تتسبب في إنهاء حياتهم في الملاعب وهو أمر تكرر كثيرا في مصر وقضى على لاعبين موهوبين في بداية حياتهم الكروية.

*كيف ترى خطورة المنشطات التي يحصل عليها بعض اللاعبين في صورة مكملات غذائية ؟
بدون شك هذه المكملات الغذائية، أحيانًا يكون لها آثار سلبية على اللاعب خاصة إذا ما تم تناولها بعيدا عن إشراف طبيب الفريق، أو أن يتم تناولها عن طريق طبيب غير فاهم أو مدرك لمدى خطورتها وقد تتسبب في كارثة طبية للاعب إذا ما تم تدارك الأمر سريعا، والمدهش أنها كانت تصادفنى مع لاعبين قادمين من أندية كبيرة كالأهلي والزمالك، خاصة أن بعضها كان يحتوى على المنشطات المحظورة من الاتحاد الدولى.

*وكيف كنت تتعامل مع هذه الحالات ؟
كنت أحرص في بداية كل معسكر على مطالبة اللاعبين بالإفصاح عن أي أنواع من الأدوية أو المكملات الغذائية التي يتناولونها، ومنعت الكثير منهم من تناولها حتى لا تؤثر على صحتهم ومستقبلهم الكروى، فضلا عن أن بعض هذه الأدوية قد تتسبب في خسائر كبيرة للمنتخب إذا ما أجرى تحليل منشطات لهؤلاء اللاعبين في المباريات الرسمية.

*هل إصابة أحمد الشناوى في مباراة السنغال كانت وراء استبعادك من الجهاز الطبى المعاون للأرجنتينى كوبر ؟
بدون شك فإن أزمة إصابة أحمد الشناوى في مباراة السنغال بتصفيات الأمم الأفريقية الماضية، لعبت دورًا كبيرا في عدم وجودى في الجهاز الطبى الجديد للفراعنة، ولست حزينا لذلك، ولكن ما أحزننى هو تعليق شماعة الفشل والهزيمة أمام السنغال على الجهاز الطبى، علمًا بأن الشناوى شارك في التدريبات بشكل قوى قبل المباراة والجهاز الفنى كله أشاد بحالته البدنية وقرر إشراكه في المباراة، ولكن عندما أصيب في بداية المباراة "جابوها فيا أنا".

*هل عرض عليك الاستمرار مع المنتخب من أعضاء اتحاد الكرة ؟
بالفعل طلب منى بعض أعضاء المجلس العمل ضمن جهاز الأرجنتينى كوبر، وحدث انقسام داخل المجلس في هذا الأمر، ولكن أحد أعضاء الجهاز الفنى لا داعى لذكر اسمه كان متمسكًا بوجود الدكتور مجدى عبد العزيز معه ضمن الجهاز وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الجهاز الفنى حاليا.

*وما حقيقة اتهامك لشريف إكرامى بإدعاء الإصابة لعدم استكمال مباراة غانا الشهيرة التي هزم فيها المنتخب 6\1 ؟
لم اتهم شريف إكرامى بإدعاء الإصابة في مباراة غانا، بالعكس أنا خرجت بتصريحات تليفزيونية في اليوم التالى للمباراة لأؤكد أن اللاعب تعرض لكدمة شديدة أثناء تصديه لهدف غانا الثانى ولكنه تحامل على نفسه لإكمال المباراة، والدليل أن محمد يوسف المدير الفنى للأهلي وقتها اتصل بى وشكرنى على موقفى من شريف إكرامى وتبرئة اللاعب أمام الرأى العام من تهمة التهرب من المباراة.

*وماذا عن تهرب المحمدى وإكرامى من مباراة بتسوانا الأولى في تصفيات أمم أفريقيا الأخيرة ؟
المحمدى كانت لديه رغبة مسبقة بعدم السفر معنا إلى بتسوانا لتأكده من عدم المشاركة في المباراة، وكلف طبيب فريقه الإنجليزى بإبلاغى بأنه يعانى من تقلص في عضلات الظهر، وعندما حضر المحمدى اصطحبته ومعه شريف إكرامى الذي اشتكى من إصابة بالقدم، وقمت بعمل أشعة رنين مغناطيسى للثنائى فأكدت الأشعة سلامتهما، ولكن إكرامى تمسك بعدم السفر إلى بتسوانا بعد تأكده من مشاركة أحمد الشناوى في المباراة على حسابه، وهذا يدفعنى لمطالبة المسئولين في اتحاد الكرة باتخاذ عقوبات شديدة في مثل هذه الحالات حتى لا يتهرب اللاعيون من المنتخبات الوطنية بداعى الإصابة.

*بماذا تفسر كثرة إصابات لاعبى الأهلي بالرباط الصليبى في الأعوام الأخيرة ؟
أعتقد أن كثرة إصابات لاعبى الأهلي ترجع في الأساس إلى كثرة مشاركات الفريق في أكثر من بطولة في وقت واحد وعدم حصول اللاعبين على الراحة السلبية الكافية في فترة ما بين المواسم، وبالنسبة للظاهرة بشكل عام فأرى سببها الاعتماد على مدربي أحمال غير مؤهلين.

*أي الفترتين أفضل بالنسبة لك، العمل مع برادلى أم شوقى غريب ؟
الفترة التي قضيتها في جهاز بوب برادلى كانت الأفضل بالنسبة لى، ولم تشهد ظهور أي إصابات أو مشاكل طبية بين لاعبى المنتخب الأول، والسبب بالمناسبة ليس له علاقة ببرادلى أو شوقى غريب ولكن السبب ببساطة التفاهم التام الذي كان موجودا بينى وبين مدرب الأحمال في جهاز برادلى مستر "توماك" لأنه كان مدرب أحمال فاهم جدا، كما أن برادلى كان يحترم رأيى الطبى جيدًا وينفذه حرفيًا.

*ترى ما هي أسباب اعتذار مجدى عبد العزيز عن قبول منصب طبيب المنتخب في جهاز كوبر ؟
كما قلت لك في البداية فإن أطباء العظام المعروفين مثل مجدى عبد العزيز وأحمد عبد العزيز وطارق سليمان، لديهم أعمالهم الخاصة وعياداتهم وعائدها المادى بالنسبة لهم يفوق ما سيحصلون عليه من المنتخب بكثير، ولذلك فهم يفضلون التركيز في عملهم الخاص، خاصة أن مرتبات الأجهزة الطبية في مصر ضعيفة للغاية.

*كيف يتم الارتقاء بالطب الرياضى في مصر من وجهة نظرك ؟
الطب الرياضى في مصر يحتاج إلى الاهتمام من جانب المسئولين عن الرياضة في مصر، خاصة أننا نملك أطباء متخصصين في الطب الرياضى وجراحة العظام على أعلى مستوى، ولكن يحتاجون لكيان متخصص، يمكنهم من خلاله تقديم ما لديهم من خبرات في هذا المجال.. وبالمناسبة فإن الدكتور محمد عراقى والدكتور على رمضان ومعهما عدد كبير من المتخصصين في الطب الرياضى يسعون الآن لإنشاء ما يعرف بالاتحاد المصرى للطب الرياضى.

*وما الدور الذي يمكن أن يقوم به هذا الاتحاد بعد إنشائه ؟
هذا الاتحاد سيكون المرجعية التي يتم من خلالها تقنين أوضاع جميع العاملين في مجال الطب الرياضى في مصر ليس فقط على مستوى الأطباء ولكن على مستوى أخصائي العلاج الطبيعى ومدربى الأحمال من خريجى التربية الرياضية الذين يعملون داخل الأجهزة الطبية لجميع الفرق الرياضية، سيتم إخضاعهم لاختبارات محددة كشرط للحصول على رخصة العمل داخل الأجهزة الطبية للفرق الرياضية.
الجريدة الرسمية