رئيس التحرير
عصام كامل

«جراكن السولفاتان» السويدية لتنقية المياه.. حجاجوفيتش يقترح على الحكومة المصرية استيرادها.. وخبراء مياه: يجب دراسته أولا.. شحاتة: يقضي على مصانع التعبئة.. صيام: لا يناسب البيئة المصرية


غرق صندل محمل ب500 طن من الفوسفات كانت في طريقها لشركة النصر للتعدين، كان هذا هو الخبر الأكثر خطرًا خلال الأيام الماضية، خاصة أن الأمر يتعلق بمياه الشرب التي تدخل كل بيت مصر؛ مما دفع وزارة الموارد المائية والري إلى إعلان حالة من النفير العام لمعالجة الأمر.


ومن جانبها أرسلت وزارة الصحة، فريقا من قطاع الطب الوقائي، وأنه تم تحليل عينات من مياه النيل في المعامل المركزية التابعة للوزارة بقنا، وظهرت نتيجة التحاليل لتبين عدم تلوث مياه النيل، وأنها مطابقة للمواصفات، ولا يوجد أي مانع أو تحذيرات من شرب المياه.

وبعد مرور ثلاثة أيام على حادثة غرق الفوسفات في النيل، استيقظ أهالي مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية على حالة من الذعر والقلق بعد إصابة المئات من أبنائهم بالتسمم، على خلفية التأكد من تلوث مياه الشرب، حتى اضطر الأهالي للعزوف عن شرب المياه العادية، خوفا من الإصابة بالتسمم، وذلك عقب إصابة أكثر من 300 شخص من القرى المختلفة للمركز بحالات تسمم بسبب المياه نقلوا على إثرها لعدد من مستشفيات المحافظة، فيما انتفضت الأجهزة التنفيذية لتهدئة الأهالي عن طريق نشر سيارات بمكبرات.

جراكن السولفاتان
وفي خضم تلك الأحداث تقدم الرحال أحمد حجاجوفيتش بدعوة الحكومة المصرية لاستخدام "جراكن السولفاتان" المستخدمة في تنقية المياه لحل مشكلة التلوث والإصابة بالأمراض.

ويقول حاجاجوفيتش إن جراكن السولفاتان أو ما يطلق عليها بالعربية مياه الشمس من أفضل التجارب في العالم.

وعن استخدام تلك الجراكن ومدى فائدتها ترصد «فيتو» آراء الخبراء.

يقضي على مصانع التعبئة
ويقول الدكتور مغاوري شحاتة، أستاذ المياه ورئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للمياه الصحية، إن الاقتراح الذي يقدمه حجاجوفيتش، يعتمد على تنقية المياه باستخدام الأشعة فوق البنفسجية لقتل البكتريا، كعلاج سريع للمياه والتخلص من البكتريا والميكروبات.

ويكمل لو استخدم اختراع "السولفتان"، وأصبح متاحا للشعب شراءه، فسيتم إغلاق العديد من مصانع تعبئة المياه المعدنية؛ لأن الكثير منها يعتمد في إنتاجه على استخراج المياه من الآبار الجوفية، وتعالج فقط باستخدام الـ"يو في" أو الأشعة فوق البنفسجية، وهي نفس فكرة عمل "السولفتان"، ويتم إهمال مرحلة مهمة في تنقية المياه، وهي مرحلة المعالجة بالأوزون.

لا تناسب البيئة المصرية
ويقول دكتور جمال محمد صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، خبير المياه بزراعة القاهرة، إن هذا الاختراع يمكن أن يستخدم، ولكن في الأماكن البعيدة، والمعسكرات، التي لا توجد فيها مياه صالحة للشرب، ولكن لا يمكن تعميم هذه الفكرة على الشعب، فهذه الأفكار لا تناسب البيئة المصرية.

ويضيف، أن حل مشكلة تلوث المياه في مصر لن يأتي إلا بتطبيق القانون، قانون يمنع تلوث النيل من مخالفات الصرف الصحي، والزراعة، والصناعة، ولو تم تطبيق القانون لن نحتاج إلى مثل هذه الإختراعات.

استخدامه مستقبلا
ويقول حسين العطفي وزير والموراد المائية والري الأسبق، إن الواجب هو دراسة هذا الأختراع من كافة النواحي، الاقتصادية وتكلفة إنتاج وحدة منه، وكفاءته الخاصة، وماهي كمية المياه التي سيتم تنقيتها، ونواحي أخرى.

مضيفا، يجب أن نعرف ما هو التلوث الذي يمكن أن يعالجه "السولفاتان"، فهناك أنواع من التلوث لا يمكن معالجتها، كالتلوث الكيماوي، وعندما توافق عليه الحكومة ربما سيكون أحد الأشياء المستخدمة في المستقبل لتنقية مياه الشرب في مصر.
الجريدة الرسمية