رئيس التحرير
عصام كامل

الواسطة والمحسوبية في محافظة القليوبية


"الجميع سواء أمام القانون "، تظل تلك المقولة كلمات تكتب على الورق وترددها الألسن دون أن تجد لها تطبيقا فعليا على أرض الواقع، رغم قيام ثورتين وسقوط نظامين وتعاقب ست حكومات على مدى الأربعة أعوام الماضية، فمازالت "الواسطة، المحسوبية، والمصالح" سيف في يد كل صاحب سلطة، نافذا على رقاب البسطاء، يشهره أنى شاء بالحق مرة وبالباطل مرات.


قامت الدنيا ولم تقعد في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، عندما التجأ إعلامي بالمحافظ للتدخل وحل مشكلته مع جاره شقيق زوجته الذي يدعي "وحيد على" بعد أن خالف العقد الموقع بينهما، حيث تعدي على الطريق الممتد بين البيتين، واقتطع نصفه ليضع فوقه روث الماشية والمعدات الزراعية، وما تبقي من الطريق الذي لا يتعدى المترين أصبح الممر الوحيد للربط بين السكان بما فيهم الجار المعتدي.

تحرك على الفور رئيس المدينة، دون إخطار الحي وأجرى جولة ميدانية للمنطقة، وأجبر الجار على رفع الإشغالات عن الطريق، محذرا إياه من إعادة استغلال جزء من الطريق في تجميع الروث وتخزين المعدات الزراعية، ليستغيث "وحيد" قائلا:"أول مرة رئيس المدينة ينزل البلد يكون عشان يخليني أفضي الطريق، وسايب بقيت مشاكل البلد والزبالة إلى في كل مكان".

أظهرت تلك الواقعة صورتين شديدتى التناقض، تمثلت الأولى في اقتناص الحق بطريقة ملتوية، والثانية استغاثة المعتدي من ظلم الطريقة، فقد كان حريا بالمسئولين الانتفاض بنفس السرعة وبذات الحسم لتلبية مطالب أهالي طوخ وحل مشكلاتهم.
الجريدة الرسمية