رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بطل معركة «أبو عطوة» في ذكرى تحرير سيناء: الإعلام ظلم الكثيرين من الشهداء منفذى البطولات


  • *هناك بطولات كثيرة سقطت من التاريخ
  • *هذا هو سيناريو عودة الجنود المصريين بعد 67 من سيناء
  • *الإعلام ظلم "الشهيد إبراهيم الدسوقي" قائد المجموعة 139 صاعقة
  • *الشباب يعاني من جهل للتاريخ بسبب الدولة التي لم تسمح بتدريسه
  • *معركة أبو عطوة غيرت مجرى العمليات العسكرية عقب الثغرة 
يروي اللواء صادق عبد الواحد أستاذ الإستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية في حوار لـ"فيتو"، أن حرب أكتوبر بها الكثير من البطولات التي سقطت من التاريخ رغم أهميتها، ومن تلك البطولات معركة أبو عطوة التي حدثت على مشارف الإسماعيلية حيث إنها غيرت وجه نصر أكتوبر 1973 بالكامل.

ويقول صادق: «بدأت معركة أبو عطوة يوم 22 أكتوبر عندما فتح العدو ثغرة بغرب قناة السويس وكانت الكتيبة 139 صاعقة بقيادة إبراهيم الدسوقي هي الموكلة للتصدي لقوات العدو واشتبكنا معهم واستشهد إبراهيم الدسوقي أثناء محاولته وضع قنبلة لتعطيل رتل دبابات العدو من التقدم نحو الإسماعيلية ونجح في تفجيرها ولكنه استشهد بالقنبلة نفسها وتوليت أنا قيادة الكتيبة واعترضنا العدو وقمنا بعمل كمائن على طول طريق أبو عطوة وكبدناه خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ونجحنا في توقفه».
وأضاف: «كان هدف العدو احتلال مدينة الإسماعيلية حتى يحدث خللا في إستراتيجية الجيش الثاني الذي كان يعمل بالجبهة وأيضا احتلال مدينة بورسعيد، وقوات الصاعقة المعروف عنها أنها تنفذ ضربات خاطفة ثم تهرب ولكنني قمت باحتلال منطقة أبو عطوة حتى لا يعود العدو مرة أخرى، مما جعله يطور الهجوم إلى السويس التي وصل إليها يوم 24 أكتوبر».
وإلى تفاصيل الحوار:

*هناك معارك وأبطال منسيون كيف ترى تعامل الإعلام معهم عقب حرب أكتوبر؟
هناك شهداء نفذوا بطولات لم يحصلوا على حقهم إعلاميا بكافة وسائله مثل البطل الشهيد إبراهيم الدسوقي قائد المجموعة 139 صاعقة والذي يتم الخلط في بطولاته بين الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي وكلاهما بطل ولكن الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال استشهد يوم 18 أكتوبر في جبل مريم بالقرب من أبو عطوة والشهيد إبراهيم الدسوقي استشهد يوم 22 في أبو عطوة.

*كيف استطاعت كتيبة صغيرة مثلكم أن تعترض قوات العدو التي عبرت من الثغرة ؟
كان دور كتيبتى خلال حرب أكتوبر عام 73 مهمًا للغاية وهدفها تعطيل قوات العدو على المحور الساحلي وتأخير وصوله إلى السويس في اتجاه الغرب وتعطيل العدو 24 ساعة على هذا المحور، حيث كنا كتيبة صغيرة من الصاعقة ومكلفين بالتأمين من بورسعيد حتى "الكينا" أسفل الكاب المواجهة للكيلو 35 ووقت الحرب قمت بتدريب المقاومة الشعبية ببورسعيد وكنت مسئول نقطة الكاب وتسلحنا بالمدفعية، والمسافة بين بورسعيد والكاب وتسمى "رقبة الوزة" مسافة صغيرة جدًا.

* أهم البطولات التي قمت بها ؟
هناك عملية تمت بعد نكسة 67 تسمى بـ "رجوع الشاردين" أي "الجنود"، ولم يعرف بها الإعلام إلا من فترة قليلة وهى عودة المنتشرين في الصحراء من الجنود حتى لا يتم أسرهم من قوات العدو بعد النكسة، وذلك عن طريق إنشاء قاعدة ببحيرة البردويل لتجميع الجنود فقمت بعمل نقطتين في اتجاه العريش المحور الساحلي وبئر العبد، ولم أكن أعلم وقتها بطبيعة المهمة ومن يصدرها ومعظم القوات المسلحة لم تعلم بها وكانت عن طريق مراكب الصيد من بورسعيد تحت إشراف المخابرات الحربية والعامة ومحافظ بورسعيد، ليؤمن المواد التموينية وكل احتياجات العرب في مناطق بئر العبد وغرب العريش وسيناء في مقابل رجوع الشاردين "الجنود" وكان دورًا وطنيًا من قبل العرب ودورًا كبيرًا من القوات المسلحة خاصة الصاعقة في الظروف الصعبة التي تمر بها القوات المسلحة. 
كان دوري وقتها توزيع المواد التموينية على السكان بالمنطقة لتجميع الجنود بالنقطتين اللتين كنت مكلفًا بحمايتهما وتجميع الجنود منها على مراكب الصيد والعودة إلى بورسعيد وفى مدة 15 يومًا قمت بإعادة 10 آلاف جندي وحتى لا يقعوا في الأسر وعلمنا بعدها أن المهمة كانت بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والفريق محمد صادق بنفسهما ونجحت المهمة ولا أحد يعرف بها.
أما مهمتي في موقعة أبو عطوة كانت ضمن وحدة مجموعة الصاعقة 139، وبقيادة العقيد أحمد أسامة إبراهيم وكتيبة بقيادة الرائد على أمين وكنت رائدا ورئيس عمليات الكتيبة وقتها، ومهمتي كانت إعادة تنظيم عمليات للقوات العائدة من الشرق للتصدي للقوات الإسرائيلية التي عبرت في الثغرة وهي مهمة قصيرة وتنظيمهم في أبو عطوة وما حولها وأشرف عليها وإعادة تمركز الكمائن التي سبقت هذه العملية ومحاولة الدخول عن طريق الكمائن في مدخل مدينة الإسماعيلية.
قوات العدو كان هدفها الاستيلاء على مدينة الإسماعيلية، لأنها نطاق الجيش الثاني واتجاه رئيسي للقوات المسلحة بسيناء واحتلال مدينة الإسماعيلية ومدخل بورسعيد نتيجة التخطيط الإسرائيلي ولكن أعمال قوات الصاعقة التي لم تبق بمكان معين ولم تتسلح بأسلحة ثقيلة، وكنا نتمسك بالأرض وخاصة بعد رسالة الرئيس أنور السادات بأنه يتابع المهمة وأرسل رسالة للمجموعة بالإصرار، والحقيقة التي أود الإشارة إليها دائما أن الفضل الأول في انتصار حرب أكتوبر يرجع للرئيس الراحل محمد أنور السادات لاختياره هذا التوقيت.

*نريد إلقاء الضوء أكثر على معركة 22 أكتوبر وكيف كانت الروح المعنوية لجنودنا؟
يوم 22 أكتوبر قوات العدو تقدمت حتى تقابلت مع الكمين الأول بقيادة الرائد إبراهيم الدسوقي واستشهد فيها لمنع العدو من الدخول وحدثت خسائر لدبابة وعربتين لقوات العدو، ولكن هذه العمليات مخصصة لقوات الصاعقة ودور القوات الصاعقة دائما تغيير المكان وتنفيذ العملية والعودة إلى الوحدة، ولكن تدخلت الكتيبة لتأمين المنطقة ونظمت الكمين الأساسي الذي وقعت فيه الاشتباكات والعدو قام بقصفنا بالطائرات والمشاة في وقت واحد، وتم الرد عليهم بالمدفعية بقيادة العميد عبد الحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثاني وقتها وأنا نظمت كمينًا بالتعاون مع النقيب حامد شعراوى، ونقيب عزت في الخلف المكلف بحمايتنا.

*ماذا عن حادث استشهاد أحد جنود الكتيبة ؟
«الجميع أبطال ولا يستطيع أحد إنكارهم، فهناك زملاء استشهدوا أمام عيني ولا أستطيع أن أنساهم ومنهم النقيب سراج الدين بالإضافة إلى جندي أصيب في برج تليفزيون بعد إطلاق صاروخ على أحد الجنود بالبرج، وتعلق في الهواء مما دفع النقيب سراج إلى أن يصعد أعلى البرج لإنقاذه، فأطلق العدو صاروخًا آخر عليهما فاستشهد هو والجندي وهذا يدل على الروح التي كانت عليها العناصر المقاتلة وقت الحرب "كقلب رجل واحد" لا أحد يخشى الموت».

*ماذا عن وضع سيناء الآن ومحاربة الجيش للإرهاب بها؟
الوضع الأمني الحالي الذي تمر به سيناء، هناك بعض البؤر الإرهابية التي تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة بتصفيتها وهى قادرة على تحقيق مهمتها بنجاح، لأن القوات المسلحة ليست وحدها على قلب رجل واحد إنما الشعب وراءها سند وداعم، والتنسيق بين القوات المسلحة والشعب على درجه عالية من التفاهم والامتنان من الشعب للقوات المسلحة على أداء دورها.

*ما هو الشيء الذي تتمناه الآن في مصر؟
أولا أطالب بضرورة تسجيل البطولات التي قمت بها أنا وزملائي في المعارك التي تم نسيانها من قبل الإعلام وإعطاء أبطالها حقهم حتى يعرف الشباب تاريخ هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم وهم مؤمنون بالنصر أو الشهادة وكانوا أصحاب عقيدة ومبدأ أن تظل مصر مرفوعة الرأس دائما والشباب ليس لديه ذنب في حالة الجهل التي يعيشها عن أكتوبر، فالذنب في المسئولين الذين اختزلوا الحرب في بطولات فردية ولم يعطوا الكثيرين حقهم في الإعلام، ولابد من تدارك الخطأ قبل فوات الأوان.
Advertisements
الجريدة الرسمية