رئيس التحرير
عصام كامل

أسئلة محرجة للرئيس السيسي!!


سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعني أتقمص شخصية الإعلامي الكبير مفيد فوزي وأقول لك: الناس في بلادي حائرون.. تائهون.. يتهامسون.. يتغامزون.. وعن غرق «ناقلة الفوسفات» في نهر النيل يتساءلون.. فاسمح لي سيادتك أن أسألك: «إحنا عندنا فوسفات ولا لأ؟!».


خذ وقتك في الإجابة سيادة الرئيس.. لأن الإجابة خطيرة، وتتوقف عليها أمور كثيرة.. فإذا كانت الإجابة بـ«نعم»، فتذكر أن سيادتك ذكرت «نصًا»، في فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، في لقاء لك بالمثقفين، وكان على رأسهم محمد سلماوي: «بمنتهى الاختصار.. ما لدينا هو جبال من الجرانيت، ممكن تكون جبالا على امتداد البحر الأحمر حتى أسوان تصلح لعمل الرخام، بلا عدد».

وأضفت سيادتك: «إحنا عندنا الرمال البيضاء بنبيعها كده، ممكن يتعمل عليها شغل كتير، ولدينا بعض الرمال السوداء، ولدينا الجبس، وبالنسبة للفوسفات قيل لي إننا أخطأنا كمصر في مناجم "أبو طرطور"، صرفنا فلوس في غير محلها.. وفيما يخص الذهب، فالكلام إللي اتقال إن قدماء المصريين من 7 آلاف سنة خلصوا عليه».

والسؤال مرة أخرى سيادة الرئيس: «هل يوجد لدينا فوسفات أم لا؟ وهل الفوسفات الذي كان على متن الناقلة المحملة بـ500 طن وغرقت في النيل مستخرج من مناجمنا أم تم استيراده من الخارج؟».

سيادة الرئيس.. ماذا عن الفوسفات في المناطق الممتدة بين «إدفو وقنا»؟ ماذا عن الفوسفات في المنطقة بين «سفاجة والقصير»؟ ماذا عن «أبو طرطور» والمناطق الأخرى في صحراء مصر الشرقية والغربية؟

سيادة الرئيس قلتَ لنا «نصًا»: «الكلام بيعدي عندي على فلاتر، فلتر الصدق، وفلتر الأمانة، وفلتر الحق، ثم الآخر ده يرضي ربنا أقوله ولا مقولوش، أنا بتعذب أوي وأنا بتكلم لأن براجع كل الكلام كده، وكل عمري كده».

معنى ذلك سيادة الرئيس أنكم لا تتحدثون في قضية إلا بعد دراسة وتمحيص وتدقيق، وبناء على «معلومات» توضع بين أيديكم.. فإذا كانت هذه المعلومات التي قدمها المتخصصون لكم «مغلوطة»؛ فأنتم مَنْ تدفعون الثمن، ويستغلها المتربصون بكم لتشويه صورتكم، في الداخل والخارج.

سيادة الرئيس..إذا كان لدينا «فوسفات» فما الداعي لأن نتكتم عليه؟ أما إذا كانت أرضنا «عاقر»، لا تنجب مثل هذه «المادة»، فلماذا يتم تدريسه لطلابنا ضمن الخريطة التعدينية لمصر؟ وماذا نقول لكل لأولادنا حينما يسألوننا: إحنا عندنا فوسفات ولا لأ؟!
الجريدة الرسمية