رئيس التحرير
عصام كامل

مشاريع سيناء «حبر على ورق».. الحكومات ترصد المليارات والنتيجة «صفر».. ترعة السلام ووادي الوتير أهم المشاريع المتوقفة وقطار الشرق حلم المصريين.. وخبراء يؤكدون: سيناء تحتاج من يستغله


يوافق اليوم ذكرى تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي بعد أن خاضت مصر حربًا كلفتها دماءً غالية، وأعقبها معركة في التحكيم الدولي خرجت مصر منها منتصرة أيضا من معركة شرسة.


واليوم مضى من الوقت 34 عاما على تحرير سيناء، ولا تزال معظم المشاريع الخاصة بها تتصدر عناوين الصحف، ولم يتم تنفيذ أي منها، وحتى الآن المشروع الوحيد الحقيقي الذي ينفذ بالفعل، هو مشروع قناة السويس الجديدة، الذي تبناه الرئيس السيسي.

ثورة 25 يناير وبداية التنمية
منذ قيام ثورة 25 يناير، أتجهت الأنظار إلى سيناء، فبدأ الأمر عقب شهرين من تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم، خصصت وزارة المالية 10 ملايين جنيه كموازنة تجارية لجهاز تنمية سيناء، فضلا عن تخصيص موازنة استثمارية للجهاز، أعقب ذلك تخصص مرسي 4.4 مليار جنيه كاستثمارات عامة.

وعقب عزل مرسي، رصدت حكومة حازم الببلاوي، نحو 4.4 مليار جنيه، منها ‏2.2‏ مليار جنيه من الخطة الاستثمارية و‏1.8‏ مليار جنيه من مشروعات الخطة العاجلة و‏400‏ مليون جنيه من موازنات الهيئات الاقتصادية، ثم أعقبها حديث الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور، في ذكرى تحرير سيناء العام الماضي، بربط تنمية سيناء بمشروع محور قناة السويس الجديد المزمع تنفيذه.

ترعة السلام حلم لم يكتمل
يقول الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعى وأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة إن أشهر مشروع لم ينفذ في عهد الرئيس السابق مبارك، مشروع ترعة السلام، وبناء قرى متكاملة؛ تحوى أكثر من ثلاثة ملايين مواطن يعيشون في سيناء.

ويضيف نور الدين، أن المساحة المستصلحة بجوار الترعة 600 ألف فدان منهم 400 ألف داخل سيناء، كما أن المشروع كان يضم 29 قرية متكاملة بها مدارس وملاعب، وطرح هذا المشروع منذ 40 عاما لكنه ترك في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكان يحتوي أيضًا على مشروعات سمكية وأسواق ومشاريع زراعية.

ويوضح نور الدين أن مشروع الـ200 ألف فدان في جنوب سيناء صالحة للزراعة وكانت مستصلحة للبدو والعرب في سيناء لكى يغيروا نشاطهم ونخلق نظامًا جديدًا، ويوفر المشروع المنتجات الزراعية في القرى السياحية في شرم الشيخ وغيرها من مدن جنوب سيناء، لكنه لم يكتمل.

ويشير إلى أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك سحب المخصصات المالية من المشروع، وبدأ مشاريع أخرى قائلا: "مبارك كان عامل زى الجراح يفتح بطن مريض ويسيبه ويدور على غيره"، مؤكدا أن سيناء مساحتها كبيرة فهى تبلغ 3 مرات مساحة إسرائيل.

قطار الشرق
ويقول الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادى إن مشروع قطار الشرق مشروع ضخم كان سيربط سيناء بالقاهرة، ويربط مصر بالسعودية، لكنه لم ينفذ، مع أن هذا المشروع الضخم كان يتم استخدامه في نقل البضائع وركاب من القاهرة إلى سيناء في أوقات قصيرة جدا.

ويضيف النحاس، مشروع قناة السويس الجديدة الذي ينفذه الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان مطروحا أيضا في عهد مبارك لكنه لم ينفذ، وكذلك مشروع وادى التكنولوجيا ومقره في الإسماعيلية ومشروع المثلث الذهبى كل ذلك لم يتم تنفيذه.

وادي الوتير
يقول الخبير الاقتصادى الدكتور حسن الشاعر، إن وزارة الزراعة طرحت مشروع وادي وتير، منذ عشر سنوات في عهد مبارك، ويقع الوادي جنوب سيناء، ليحصر السيول التي تنزل في سيناء، في خزانات لتروي الأراضي بها بعد ذلك، ولكن الرئاسة لم تلتفت إلى المشروع.

ويضيف: السيول تهدد مدينة نويبع وتدمرها، لذلك كانت أهمية هذا المشروع للاستفادة من السيول، وهناك مشروع سهل الطينة، الذي طرحته الوزارة ولم ينفذ ويقام على 55 ألف فدان لم يستصلح منها غير 15 ألف فدان في عهد مبارك وحتى الآن لم يكتمل.

مبارك ومشروعات سيناء
يذكر الدكتور حامد مرسي، دكتور الاقتصاد بجامعة قناة السويس، بعد إعادة سيناء إلى الوطن في الخامس والعشرين من أبريل، وضعت خطة من الوزارة لتنمية سيناء بتكلفة تبلغ 75 مليار جنيه، وتمتد هذه الخطة حتى 2017، وتهدف إلى تسكين 3 ملايين مواطن مصري في سيناء.

يستكمل قائلًا: ولكن مع الوقت تحولت سيناء من تنمية شاملة لمجرد شريط ساحلي على ميناء العقبة شرقًا، وعلى البحر المتوسط شمالًا، وقال الرئيس مبارك، للكفرواي وقتها يكفي ما قمنا به في سيناء ولا تقم بأي مشاريع.

ويضيف أن مشروع ترعة السلام كان من المفترض أن يخترق وسط سيناء، حيث توجد أرض سهلية يمكن فيها الزراعة، ولكن المشروع تحول فجأة إلى شمالها، وتوقف بعد ذلك، موضحا أن الثروات الموجودة بها كثيرة منها المنجنيز، والبترول، والرمال البيضاء التي تبلغ نسبة نقائها إلى أكثر من 90 %، وهي أعلى نسبة نقاء في العالم.
الجريدة الرسمية