رئيس التحرير
عصام كامل

دولت أبد مدت «دولة أبدية»


قامت الدولة العثمانية على يد مؤسسها عثمان الأول عام ١٢٩٩ ميلادية، وسقطت عام ١٩٢٣ أي أنها استمرت قائمة لما يقرب من ٦٠٠ سنة، ووصل عدد الولايات العثمانية إلى ٢٩ ولاية بخلاف السيادة الاسمية على عدد من الدول والإمارات الأوربية تحت حكم السلطان الذي كان يحمل لقبي خليفة المسلمين وأمير المؤمنين، كانت هذه الدولة تحت حكم السلطان سليمان القانوني قوة سياسية وعسكرية عظمى ثم أصيبت بالضعف والتفسخ وأخذت تفقد ممتلكاتها شيئا فشيئا وانتهت عام ١٩٢٣ بعد توقيعها على معاهدة لوزان وقامت الجمهورية التركية التي تعتبر نفسها حاليا الوريث الشرعي للدولة العثمانية، وكانت هذه الإمبراطورية العثمانية أسوأ الإمبراطوريات فكانت تدعى دولة الأغوات والخيانة تتفتت عن داخلها.


وقبل دخول هذه الدولة بسبع سنوات قامت بأبشع مذابح التاريخ ضد الأرمن، كانت المذبحة مدبرة، تتم عن تطهير أثني ديني عرفي دموي راح ضحيته نحو مليون ونصف المليون نسمة، كما تمت مهاجمة مجموعات عرقية مسيحية وقتلها مثل السوريان والكلوان والآشوريين واليونانيين.. جرائم إبادة جماعية، كما طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم وأجبروهم على السير لمئات الأميال في الصحراء كما هو الحال الآن في سوريا، ويضم أرشيف الفاتيكان صورة تظهر أرمنيات معلقات على الصليب عاريات يتم صلبهن أثناء الإبادة من قبل الجنود الأتراك.. ثم ذلك في صحراء دير الزور في سوريا، وقام وقتها الأهالي بإخفاء أطفال الأرمن ويدعون أنهم أطفالهم من أجل حمايتهم.

وكان المسئولون الأتراك في تلك الأوقات مع اقتراب نهاية إمبراطوريتهم يحلمون ببناء إمبراطورية تركية تبدأ بتركيا الحالية وتمتد في آسيا، وهذا الحلم التوسعي ما زال قائما حتى اليوم خاصة بعد فشل تركيا في الانضمام للاتحاد الأوربي ويسعى أردوغان الآن لتحقيق طموحاته التوسعية مستعينا بالتنظيم الدولي للإخوان وتشجيع القلاقل والانقسامات في الدول العربية حتى تتم السيطرة عليها لهذا السبب هو لا يطيق مصر ولا يطيق رئيسها ويملأ الغل والكراهية صوره تجاه من وقف وسد عليه الطريق لتحقيق أحلامه التوسعية.
الجريدة الرسمية