رئيس التحرير
عصام كامل

العلاقة بين إسلام بحيري والراقصة برديس!!


عزيزي القارئ.. قبل أن يذهب «عقلك» بعيدًا، دعني أوضح لك أن العلاقة بين «الباحث التنويري» إسلام بحيري، والراقصة «برديس»، ليست علاقة «جسدية»، أو «جنسية»، بل هي علاقة «تلاقح فكري»، و«زواج منهجي».. فكل منهما يدعي «الاجتهاد».. فـ«إسلام» طالب بضرورة تنقية وتجديد «التراث»، وتطويره بما يواكب العصر؛ و«برديس» استجابت لهذه الدعوة، وقدمت لنا «كليبها الإباحي» بتوزيع «جديد» لأغنية «يا واد يا تقيل»..!


«منطق» الاثنين «واحد».. فهما ضربا المعايير المجتمعية عرض الحائط، ولم يخضعا لأي ضوابط منهجية، أو أخلاقية، أو حتى معرفية.. فـ«بحيري» اختار تقديم «الإثارة الوسطية الجميلة»، عن طريق «التطاول» و«إهانة» العلماء والفقهاء والأئمة، بـ«الاجتزاء» من كتب «التراث»، وعرضها بطريقة «مثيرة»، على قنوات «مثيرة»؛ لإبهار الجماهير المتعطشة لـ«الإثارة».. وهو نفس منهج «برديس» التي رأت أن «التراث الفني» ليس حكرًا على أحد؛ لتبرير هذا «اللامؤاخذة»!

«الباحث التنويري» زعم أنه ألقى بحجر؛ لتحريك المياه في بِرْكة التراث «الديني»، متسلحًا بأدوات «بالعقل والمنطق».. و«الرَّقاصة» زعمت «تجديدها» للتراث «الفني» بتقديمها «اللامؤاخذة»، متسلحةً بـ«عصا المكنسة» والـ«بيبي دول»..!

«الرَّقاصة» أكدت عدم ندمها على تقديم «اللامؤاخذة» بهذه «الإباحية»، مشددة على أنها لم ترتكب «خطأ» واحدًا.. وعندما هاجمها كبار النقاد والإعلاميون وكثير من الجمهور، كان ردها: «فيه ناس كتير معجبين بالكليب ده»!.. وهو يكاد يكون نفس منطق «إسلام» الذي لا يمل من ترديد مقولته: «يكفيني إن جمهوري مقتنع باللي بقوله»!

«الرَّقاصة» لم تكتفِ بهذا الرد فقط، بل راحت تقول إنها «لا تهتم برأي المعارضين لها»، مؤكدة أنها أدت -ما تسميه كليبًا- بطريقة أكثر «احتشامًا» من الراحلة «سعاد حسني»؛ مستدلة بأن «اللامؤاخذة» حقق نسبة مشاهدة أعلى من الذي حققته أغنية «السندريلا»!.. وهو أيضا منطق «إسلام» الذي يرى أن جمهور برنامجه «المثير» في تزايد مستمر!

إن منطق «الحكم للجمهور»، الذي ينتهجه «بحيري، وبرديس» وأمثالهما، لهو «حق يراد به باطل»، لأنه منطق تحكمه الأهواء والغرائز، وغير خاضع لـ«ضوابط»، سواء كانت هذه الضوابط أخلاقية، أو دينية، أو اجتماعية..

وإذا كانت «الرَّقاصة» استدلت على نجاح «اللامؤاخذة» بنسبة المشاهدة العالية، فهي على حق.. لأننا في زمن تنتصر فيه «قلة الأدب» على «الأدب».. ومشاهد «الإثارة» تتفوق على أفكار «الاستنارة».. وجمهور البرامج الموجهة إلى «النُص التحتاني» أضعاف أضعاف البرامج التي تخاطب «النُص الفوقاني».. بدليل أن أعلى نسبة مشاهدة، على مستوى العالم، تحققها «الأفلام الإباحية»، لكن هل معنى ذلك أن نتسابق لتقديم خدماتنا لهذه الجماهير بـ«مزيد من الإباحية»؟!
حسبي الله ونعم الوكيل..
الجريدة الرسمية