رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل ينتصر المتشائم ؟!


تقرير السعادة العالمي عن مصر الذي صدر مؤخرًا عن الأمم المتحدة أشار ضمن ما أشار إلى أن العالم يعيش حالة فجة من التغييرات والتناقضات رغم ما تحقق من تقدم تكنولوجي هائل، فمليارات من البشر لا يزالون يعانون الفقر والجوع، ولا يجدون قوت يومهم.. ورغم ذلك فقد وضع مصر في آخر قائمة الدول السعيدة شعوبها، متغافلًا ما مرت به من سنوات عجاف بعد ثورة يناير، توقف فيها الإنتاج، وسادت فيها الاضطرابات والصراعات السياسية والانقسامات والاستقطابات الحادة، والاحتجاجات والإضرابات الفئوية وما صاحبها من انفلات أمني وأخلاقي وإعلامي وتدهور في الأوضاع الصحية بفعل التلوث وانهيار الخدمات الصحية التي تقدمها الدولة، وكذلك تزايد معدلات الفقر والبطالة، وتراجع الدخل الحقيقي بفعل الارتفاع المتواصل للأسعار وزيادة معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية للعملة الوطنية، وتدهور مستوى المعيشة.


لكن السؤال ألم ينجح المصريون في عبور الأزمة بالفعل.. ألم يشاركوا بنسب مرتفعة في الاستحقاقين الأولين، فأنجزوا دستورهم واختاروا رئيسهم وفوضوه بمحاربة الإرهاب ومنحوه الدعم والغطاء الشعبي، وشاركوا في بناء المشروع القومي الأهم وهو قناة السويس الجديدة بمعدلات أذهلت العالم كله.. ثم توجت القيادة نجاحات المصريين بالمؤتمر الاقتصادي وإنجاز خطوات مهمة في مفاوضات سد النهضة، والمشاركة في عاصفة الحزم ضدد التمدد الإيراني في المنطقة العربية، وتوجيه ضربة ناجحة لداعش في ليبيا.. أليس ذلك كله انتصارات متتالية.. فهل ينتصر المتشائم.. وهل يفلح المقهور في قهر الصعاب والتحديات..؟!

ما جاء به تقرير السعادة العالمي يقفز فوق هذه المعطيات ويتجاهل الفارق الهائل بين ما يشعر به المصريون اليوم، وما كانوا فيه منذ أكثر من عام في ظل غمة الإخوان.. صحيح أن المشكلات عديدة وعميقة ووليدة تراكمات سنوات وعقود من الفساد.. لكن لا أحد ينكر أن الأحوال تتحسن، الاقتصاد يكتسب ثقة عالمية يومًا بعد الآخر.. وها هي تصنيفاته الإيجابية تزداد.. ومعدلات النمو ترتفع.. وعجلة الإنتاج دارت، والأمن يتحسن والقوة الناعمة لمصر تستعيد عافيتها.. وثقة الشعب في المستقبل تعود بفضل رئيس يعلم حدود مسئولياته ومقتضيات الأمن القومي ودور مصر ومكانتها إقليميًا ودوليًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية