رئيس التحرير
عصام كامل

الحجاب


بعد أن فشلت جهود أعدائنا في إثارة الفتن وافتعال الفوضى بدعوى ما سموه الربيع العربي ليحفز المنطقة جميعا للدخول في الفوضى الخلاقة دخلت الجهود مرحلة أخرى وهي إثارة الفتن بين الأديان وحتى في الدين نفسه بين الطوائف والتي استوعبتها مصر وعرف الجميع أين يكمن العداء وكيف يفكرون.


تظهر الآن على الساحة شخصيات إعلامية تحقق في أصول الدين وتثير التساؤلات التي ظاهرها الرحمة ومن باطنها العذاب بهدف الظهور أو إثارة ردود الأفعال بين الناس وما أن خمدت النار ظهرت نار أخرى في الفصل بين حرمة الحجاب من عدمه وهل هو فرض أم سنة أم أنه غير مقبول أم أنه مقبول ونظرا لأن الكثير تكلموا من المنظور الديني إلا أن الهدف من ذلك ليس الوصول إلى الحقائق بقدر ما هو صرف الناس عن العمل والدخول في غيبوبة من النقاش تارة ومن الجدل تارة لتزداد الفوارق الفكرية بين الناس ونظرا لأنه لا يمكن أن يجتمع الناس على رأى واحد فمنهم المؤيد ومنهم المعارض ومنهم لا هذا ولا ذاك ولا يهمه الموضوع من الأساس.

أفيقوا من الدوامات التي يضعها أعداءنا في الداخل والخارج.. أفيقوا مما يدفع بنا أعداءنا كالدمى إليه من الجدل العقيم..أفيقوا من غيبوبة إثبات الذات على خطأ الآخر لينتصر أناس وينهزم آخرون ولكننا للأسف في سفينة تعصف بها الرياح معا ولنتوقف عن البحث عما يثبت صحة الرأي ضد الرأى الآخر وفى النهاية لن تثمر المناقشات عن أي شيء والنتيجة هي تقادمنا وتقدم الآخرين علينا ونحن محلك سر.

حينها لا نلومن إلا أنفسنا على ما جناه علينا عقلنا وتفكيرنا وسننظر أين نحن في طابور التقدم الذي وصل فيه الآخرون إلى مقدمته وحققوا الرفاهية لأبنائهم ولكننا أورثنا أبناءنا الفقر والجهل ومازلنا نتلقى المعونات من العالم ومازالت كرامتنا تهان فلا أستطيع أن أصف لكم ما أشعر به حين يناقشني أحد الأجانب عن معونة نتلقاها منهم ويقول إنه الأولى أن تعود إليه بدلا من أن تذهب إلى آخرين لا يريدون العمل ولا يعرفون ثقافته وإنما يريدون للأسف.. الكلام.

الهدف أن ما يثار الآن على الساحة هو التركيز بشدة وبسرعة خاطفة على الاختلافات التي تصنع المشكلات الفكرية وعليها تثار البشر وتنفعل لتتصرف كالدواب.

لن نكون رد فعل لأفعال أعدائنا من يريدون لنا السوء ولسنا أقل منهم ذكاء وإنما سنتوقف لحظة لنفكر فيما يحاق بنا من بعيد ونحن مازلنا ندور في حلقات مفرغة أساسها الجهل والجدل.

الموضوع ليس حجابا وليس ديمقراطية ولا حرية ولا ثورية وإنما الموضوع هو الطعن في مواطن الخلاف التي هي في مجتمعاتنا..مواطن الضعف.
الجريدة الرسمية