رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فتنة الإبراشي !


يسير المخطط الصهيوني ضد مصر كما يقول الكتاب.. يساهم الكثيرون فيه بالتآمر أو بحسن النية..إلا أن النتيجة في الأخر ـ للأسف ـ واحدة وهي أن المخطط يسير أيضا كما يقول الكتاب..ففي مصر لم تصل الحالة الطائفية إلى الانفجار أحيانا إلا بعد المرور بأكثر من مستوي نجحت أيدي خفية بوضعها في حياتنا بعناية..فقبل سنوات اختفت الأسماء المشتركة في مصر بين المسلمين والمسيحيين..عماد وعادل وسامي وأشرف وشريف بل وتوفيق وإبراهيم وغيرها..


واختفت أسماء سميحة وعايدة وسهير ونجوي وغيرها وحلت محلها الأسماء الأصولية التي من مجرد ذكرها يحدث الفرز فورا واكتشاف ديانة صاحبها.. فأسماء مثل أبو الدرداء ومعاذ وإسلام لا يمكن إلا أن تكون مسلمة والأسماء الأخري مثل بيتر واندرو ومايكل وديفيد لا يمكن إلا أن تكون مسيحية ( كتبنا عن الموضوع قبل سنوات وكان أول من اتصل مؤيدا عقب نشر الموضوع كان الكاتب الكبير الأستاذ جمال أسعد ـ اسمه جمال ـ وهو من يرفض لقب الكاتب القبطي ويصر على استبعاد التصنيف الطائفي تماما )!

انتقلنا بعد ذلك خطوة أخرى وبدعم الإعلام أيضا..فأصبحت الأخبار في الصحف مثلا -وبأيدي خفية أيضا- تستهدف التصنيف المباشر بحيث تتعود آذان الناس عليها..فأصبحنا نسمع عن "الأقباط" في الترشيحات الانتخابية للأحزاب وبعدها أصبحت معالجة-حتى -أخبار الحوادث تكون كالآتي "مصرع سائق توك توك مسيحي" و"مشادة بين مسلم ومسيحي تتحول إلى مشاجرة بين عائلتين" رغم أن ديانة القتيل في الخبر الأول لا علاقة لها مطلقا بالأمر كما أن مشاجرات عديدة بين مسلم ومسلم ومسيحي ومسيحي تتحول إلى مشاجرات عائلية دون أدنى علاقة بالديانة لكن المستهدف كما قلنا- وكتبنا وقتها أيضا-إلى اعتياد المصريين على التصنيف والمصطلحات!

الآن انتقل المخطط إلى الجد..لم يعد تفجير مصر طائفيا ممكنا بعد أن أفشل المصريون كل المخططات أو على الأقل لماذا نجهد أنفسنا (هكذا سيقول من يدير المخطط) في مصر أن كنا نستطيع تفجير المنطقة كلها ؟! المنطقة كلها من السهل تفجيرها طائفيا لأنها الخطوة المهمة والأساسية لبناء إسرائيل الكبري..وآن الأوان لإشعال الصراع الشيعي السني..هناك دول وجهات مشبوهة تمول جماعات وفضائيات على الجانبين لإشعال الفتنة..لا هذا يمثل الشيعة على حق..ولا ذاك يمثل السنة على حق..لكن الصدام السريع يحدث هكذا بسوء التفاهم الكبير..وبعدها الدم الدم !

مصر من ناحيتها أوقفت تقريبا كل الفضائيات الطائفية لكن تطل الفتنة على المنطقة من أماكن أخرى..ولكن ما يعنينا اليوم أن فكرة المذهبية تلك والتي سيهزمها شرفاء الأمة العربية لا نراها الآن في مصر للأسف إلا من برنامح "العاشرة مساء" لصحفي وإعلامي مرموق وقدير هو الأستاذ وائل الإبراشي المحترم..ويشاركه رئيس تحرير مرموق وقدير أيضا هو الأخ والصديق الأستاذ سامي عبد الراضي المحترم وكلاهما زميل عزيز وغال..

إلا أننا -صراحة -نقف أمام أمرين..إما أن البرنامج بصانعيه الرائعين لا يدركان أبعاد المخطط رغم إعلانه فعليا منذ سنوات بل ورغم مذبحة طائفية قبل فترة في إحدي قرى الجيزة كان بطلا فيها وبدرجة أو بأخري ضيف الإبراشي أمس! أو أنهما يدركانه إلا أن إدارة الحلقات تنفلت منهما وتتحول دون إرادتهما وتتحول إلى عرض طائفي بغيض.. وكلا الاحتمالين يحتاج إلى مراجعة فورية وعاجلة منهما..ونثق بالإطلاق في نياتهما ووطنيتهما..ولكن لا يحتمل ولا نحتمل في مصر الآن أن نشاهد دعوات الفتنة ودعاة المذهبية يحتلون هذه المساحات كل حين ومن برنامج واحد ووحيد هو للأسف " العاشرة مساء "!

من حق الزميلين العزيزين السعي للاستحواذ إلى نسبة كبيرة أو طاغية من المشاهدين لكن المعادلة الصحيحة لأي برنامج ناجح تستدعي أن تكون نسبة المشاهدة الكبيرة يتزامن معها الاحترام والرضا الكبير أيضا !
Advertisements
الجريدة الرسمية