رئيس التحرير
عصام كامل

الدولة تمول الإرهاب !


تحيرنى الدولة المصرية، تدفع يوميا شهداء على أيدي الإرهاب وهى تمول أو تعد قيادات لهؤلاء، ولا أعرف هل تدرك ما تفعله أم أنها غائبة بالرغم من المواجهة العلانية بين الدولة والإرهاب، بل بين الشعب المصرى بأكمله والإرهاب الذي خرج من عباءة الإخوان أو بأيدي الإخوان المجرمين.


أقيمت دورة لإعداد قيادات الصف الثانى بالوزارات المختلفة، وتم ترشيح عدد من القيادات التي من المفترض أنهم خلاصة الوزارات، في الأسبوع قبل الأخير من الدورة قال أحد المحاضرين: كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة شم النسيم...!!
فإذا بأحد الدارسين يقول من نهاية القاعة: ماليش دعوة بعيد النصارى...!!

صمتت القاعة خاصة أن هناك زملاء مسيحيين، الأسوأ من هذا هو أن الذي تحدث وألقى بجهله وغبائه كان ملتحيا..! وهنا لابد أن ننوه لأمرين، الأول أن هذه العقلية لا تدرك مدى ما تقوله، لأن ما يردده ليس ضد الإسلام وكل الأديان والأعراف فقط ولكنه ضد الإنسانية التي تتقدم على كل الأديان، الأمر الثانى: هل هذا هو الكادر أو والقيادة التي تصرف عليها الحكومة أو الدولة لقيادة مصر في القريب؟ هل تم ترشيح هذا بالخطأ وهو أمر يحاسب عليه من قام بترشيحه، أم أنه متعمد وهذا يعنى أن الذي قام بترشيحه قيادة أكبر تابعة للتنظيم الماسونى الإخوانى الإرهابى، وهذه مصيبة أكبر!!

موقف آخر، عند توليه منصبه الجديد لاحظ أن أحد العاملين، يذهب كثيرا للسفارة الأمريكية، وسأل عنه قيل له أنه إخوانى، فما كان من هذا الموظف الجديد إلا أن ذهب إلى وكيل أول الوزارة وأبلغه بما يحدث من هذا الشاب الإخوانى خاصة أنه كان تلميذه في الكلية، فما كان من السيد الوكيل إلا أنه قال:هو يعنى الحكومة مش عارفة، الغريب أن وكيل الوزارة الهمام قبل أن يترك منصبه رقى هذا الشاب الإخوانى وأعطاه مسئولية أكبر، وأصبح مسئولا عن موقع جماهيرى!!

هل هذا الوكيل بلا رؤية أو وعى ؟ هل هذا الرجل هو الآخر أحد الكوادر الإخوانية النائمة في كل وزارة؟؟ هل الدولة غافلة عن هذا الغث الذي يحدث من القيادات المفترض أنها تقود وتصنع الرأى العام ؟

هذه ليست نماذج فردية، ولكن ستجد في كل موقع تصرفات وقيادات على هذا النحو المدمر، وإذا كانت الدولة المصرية تعتقد أن الإخوانى يمكنه التوبة، تكون مخطئة، ولم تتعلم الدرس الذي خطه بأيديهم الإخوان في كتبهم، فهم يعتبرون "التقية" واجبة حتى يتم النجاة من مأزق السجن أو الاضطهاد، بل يعنى أن الدولة المصرية لم من درس الرئيس الراحل أنور السادات، عندما أخرجهم من السجن، وأعطاهم حرية الحركة في مصر كلها، ومنها الجامعات والتي كان عمر التلمسانى زبونا في ندواتها، ومع هذا تأمروا على الرئيس السادات، وقد اعترف بخطئه بالإفراج عنهم، وكلنا نعرف أنهم اغتالوه في يوم احتفاله بعيد انتصار 6 أكتوبر، ومن قبل تأمروا على الملك فاروق بالتواطؤ مع المحتل الإنجليزى، وغدروا بالزعيم جمال عبد الناصر، وحاولوا قتله في الخمسينيات.

ماذا تريد الحكومة بالضبط ؟ هل تريد حقا تطهير مصر من إرهاب التنظيم الإرهابى الأول في العالم الإسلامي وليس مصر فقط ؟ هل هي جادة في ذلك ؟ لو أنها جادة في ذلك عليها الانتباه جيدا فيما يحدث بين أروقة الحكومة أولا وجميع الوزارات بلا استثناء، عليها الانتباه جيدا أن هناك من رجالها يبعونها بأبخس الأثمان، على الدولة المصرية أن تعى أن بناء قناة سويس جديدة أو إنشاء ألف مصنع أسهل بكثير من بناء الإنسان، بل إنسان واحد، عليها أن تدرك أن القادم أصعب بكثير، لأن أعداء هذا الوطن لن يناموا، وهؤلاء في الداخل ومن الخارج، فعلينا تطهير أنفسنا من الخونة في العديد من المواقع الحساسة، علينا أن تدرك الدولة المصرية أن مسئوليتها اجتثاث أعداء الوطن وليس الصرف عليهم لتدميرنا فيما بعد.
الجريدة الرسمية