رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

باحث في الشأن الإيراني: طهران لن تدخل في حرب مباشرة مع العرب لكنها تحارب بالوكالة


  • مساعى السعودية لتشكيل تحالف سنى يضم تركيا ومصر "فاشلة" 
  • عاصفة الحزم "شوكة" فى نعش الشيعة
  • تركيا تنظر الى إيران باعتبارها "العدو الذي لا يمكن معاداته" 
  • اتجاهات سياسية في إيران تعتبر أن الجيش العربى موجه صوب بلادهم
  • طهران تتبنى سياسة عقلانية عكس ما يصوره البعض
  • إيران تملك قدرة على إجراء حسابات على الأرض وتبيان مصادر التهديد والفرص
  • لابد من وجود حاضنة عربية للشيعة باعتبارهم عربًا


قال محمد عباس ناجى، الباحث الاستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، إن مساعي المملكة العربية السعودية لتشكيل تحالف سني مصرى سعودى تركي فى ظل تنامي نفوذ إيران فى المنطقه العربية، وهيمنتها على القرار السياسي في 4 دول عربية "العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن" تواجهه معوقات جسام أبرزها الخلاف الدائر بين مصر وتركيا لدعم الأخيرة جماعة الإخوان، فضلا عن العلاقات الاقتصاية القوية بين إيران ونظيرتها التركية والتى تجلت بزيارة أردوغان الأسبوع المنقضى لطهران، كلها أمور تزيد الوضع تعقيدا للحيلولة دون التوصل الى تشكيل حلف سنى مشترك.

أوضح ناجى خلال حوار لـ "فيتو" أن إيران لن تدخل فى حروب مباشرة مع العرب ولكنها ستحارب بالوكالة من خلال تقديم الدعم المادى واللوجستي لحلفائها فى الإقليم، مضيفًا أن حماس على رأس الجماعات الإسلامية المتحالفة مع إيران، لافتا إلى أن هناك سمة تحالف بين الأمريكان والإدارة الإيرانية فيما يتعلق بالملف النووى والقضايا الإقليمية فى المنطقة. 


- ما موقف إيران من تشكيل جيش عربي مشترك وموقفها من عاصفة الحزم ؟
بالطبع تنتهج موقفا رافضا أو متحفظا على الأقل، خاصة أنها كانت حاضرة بقوة وبشكل محورى في المداولات التي شهدتها القمة العربية حول تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة التدخلات الخارجية والتحديات العديدة مثل التنظيمات الارهابية.. وبالتالي هناك بعض الاتجاهات السياسية في إيران تعتبر أن تشكيل هذا الجيش موجه بالأساس صوب إيران، كذلك مخاوف إيران من احتمال أن تشكل عملية "عاصفة الحزم" بداية لتكوين حشد إقليمي، بدعم دولي، لمواجهة دورها الإقليمي الذي تسعى إلى فرضه، لا سيما بعد تزايد احتمالات إبرام اتفاق نووي مع مجموعة "5+1 " كذلك اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للعملية العسكرية، وهى خطوة اعتبرتها إيران بمثابة "رسالة طمأنة" من جانب واشنطن تفيد التزامها بأمن حلفائها الخليجيين، خاصة بعد تزايد شكوك دول مجلس التعاون الخليجي في مدى التزام واشنطن بذلك في ظل مساعيها الحثيثة لإبرام صفقة نووية مع إيران، ودون شك، فإن مساهمة قوى إقليمية أخرى، مثل مصر والمغرب والأردن في العملية العسكرية، فضلا عن دعم قوى إقليمية ثالثة لها مثل تركيا، لن يكون محط ارتياح من جانب إيران، التي كانت تسعى دوما إلى الحيلولة دون تبلور محور إقليمي مناهض لطموحاتها في المنطقة.

- هل تلتزم إيران الصمت أم تمارس نوعًا من الضغوظ والتدخلات لإفشال التكتل العربى العسكرى ؟
إيران تحرص دائمًا على عدم التدخل العسكرى بشكل مباشر، واعتادت توكيل بعض الحلفاء للدفاع عن مصالحها فى المنطقة العربية، وبالتالي قد تلجأ لمساعدة الحوثيين أو تصعيد بعض الأزمات فى المنطقة، وربما الخيار الأخير تأجيج حالة عدم الاستقرار أو تأليب بعض المجموعات الداخلية في بعض الدول من خلال الدعم المادى واللوجستيى، وفي حالة ما إذا استمرت العمليات العسكرية ضد الحوثيين أو إذا حدث تدخل بري واسع النطاق، فقد تتجه إلى تدريب وإرسال متطوعين للمشاركة في المواجهات العسكرية داخل اليمن إلى جانب الحوثيين، على غرار ما فعلت في سوريا والعراق، فقد مثلت الميليشيات الشيعية المسلحة التي شكلتها وتدربها متغيرا مهما ساعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة زمام المبادرة من جديد وتحقيق مكاسب مهمة على الأرض، وأسهم، إلى جانب قوات الأمن والجيش العراقية و"البشمركة" الكردية، في الهزائم التي تعرض لها تنظيم "داعش" داخل العراق في الآونة الأخيرة.

- هل من الممكن أن تكون إيران طرفا فى حرب محتملة قادمة فى المنطقة ؟
لا أعتقد ذلك، هي حريصة على عدم المواجهة المباشرة فإيران دولة تتبنى سياسة عقلانية على عكس ما يصوره البعض، فهي لها قدرة على إجراء حسابات على الأرض وتبيان مصادر التهديد والفرص، دون الدخول بشكل مباشر فى حرب غير محسوبة العواقب.  

- برأيك هل نحجت إيران فى استدارج السعودية لفخ اليمن لإضعاف أكبر دولة ترأس القطب السني فى المنطقة ؟
إيران حاولت من خلال وجودها في اليمن الضغط على السعودية من خلال محاصرتها من الشمال في سوريا ومن الجنوب في اليمن ومن الشرق، باعتبارها حجر عثرة للحيلولة دون بسط نفوذها على البحرين، والمواجه الأول للمخططات الإيرانية فى الإقليم العربى. 

- إلى أى مدى تصل الأطماع الإيرانية فى المنطقة ؟
إيران تريد أن يتم الاعتراف بها باعتبارها القوة الإقليمية الأهم في المنطقة، وهي تحاول استثمار المفاوضات النووية لانتزاع اعتراف دولي بها كقوة رئيسية فاعلة فى الشرق، كما أن بعض الاتجاهات داخل إيران تتحدث عن الطموحات الإمبراطورية الإيرانية القديمة، وضح ذلك فى تصريحات بعض الساسة الإيرانيين أمثال على يونسي عن حلم تكوين إمبراطورية إيرانية فى الشرق عاصمتها بغداد. 

- من هم حلفاء إيران فى الشرق والغرب ؟
حلفاء إيران في المنطقة العربية كثر يأتى على رأسهم النظام السوري وبعض الميليشيات المسلحة مثل حزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي والميليشيات الشيعية في العراق والحكومة العراقية ذاتها، كذلك الحوثيين فى اليمن، وعلى الصعيد الخارجى تربطها علاقات الاستراتيجية وطيدة مع كل من روسيا وبعض دول أمريكيا اللاتينية مثل فنزويلا الدولة التى تتنهج سياسة ندية وعدائية لأمريكا.

- هل تتوقع حربا قادمة بين إيران ودول الخليج ومن سيتحالف معها فى حال نشوب حرب ؟
لا أتوقعها إلا في حالة مهاجمة إيران وهذا احتمال ضعيف، وبالتالي لن تندلع حرب مباشرة، لكن من الممكن نشوب حروب بالوكالة في بعض دول المنطقة، مثل اليمن وسوريا والعراق وربما لبنان، تتورط فيها دول الخليج على اعتبار أنها الدول الأكثر استقرارًا فى الوطن العربى ومنوطة بالدفاع عن باقى دول المنطقة انطلاقًا من مبدأ الاصطفاف العربى لمواجهة التحدديات المخاطر الخارجية.
 
- هل هناك سمة تحالف سنى بين مصر والسعودية وتركيا رغم الخلاف الدائر بين مصر وتركيا لدعم الأخيرة جماعة الإخوان فى مصر لمواجهة المد الصفوى بزعامة إيران ؟
تصاعد الحديث عن احتمالات تحالف مصري سعودي تركي مع تزامن زيارتي الرئيسين المصري "عبد الفتاح السيسي" والتركي "رجب طيب أردوغان" للمملكة العربية السعودية، وسيكون هذا التحالفُ المزمع نوعًا من الاصطفاف السني لمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي حاليًّا في المنطقة، والمتوقع أن يتزايد في حال التوصل إلى اتفاق أمريكي-إيراني بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي سيحمل تغييرات إقليمية مع الاعتراف الدولي بالدور الإيراني الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من أهمية تشكيل تحالف سني قوي يضم المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا، فإن هناك معوقات تعوق إمكانية تحقيق هذا التحالف، لا سيما مع اختلاف مواقف ومصالح دول التحالف المحتمل حول قضايا المنطقة وأزماتها، والتي تهدد إمكانية نجاحه نظرا لدعم تركيا جماعة الإخوان التي اتخذ بعض قادتها من تركيا ظهيرًا إقليميًّا لهم بدا واضحًا في تأسيس ما يسمى البرلمان الإخواني. 

فضلا عن أن الموقف التركي من إيران لا يتوافق مع المواقف والسياسات الخليجية والمصرية منها، فتركيا تنظر الى إيران برؤية مختلفة، فهي بمثابة "العدو الذي لا يمكن معاداته" أي أن هناك خلافات كبيرة بين الطرفين، لكن اعتبارات كثيرة لا تسمح بتحول تلك الخلافات إلى خصومة إقليمية أو صراع إقليمي محتدم بين الطرفين، بل على العكس، فإن تركيا ترتبط بعلاقات اقتصادية قوية مع إيران، ويضاف إلى ذلك تدخل أنقرة لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني، فضلا عن مساعدتها لإيران على الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب تلك الأزمة.. وتمثل الأزمة السورية خير مثال على طبيعة العلاقات بين تركيا وإيران، فرغم أن تركيا تدعم قوى المعارضة وتسعى لإسقاط نظام الأسد، وإيران تلعب دورًا رئيسيًّا في دعم الأخير، إلا أن ذلك لم ينعكس سلبًا على العلاقات القوية القائمة بينهما، بما يعني في المقام الأول أن من الصعوبة دخول تركيا في حلف معادٍ لإيران.

- هل تتلاقى المصالح الإيرانية الأمريكية الإسرائيلية فى المنطقة فى حال تشكيل جبهة دفاع عربى مشتركة؟
من ممكن أن يحدث نوع من التوافق الإيراني الأمريكي حول بعض الملفات الإقليمية فى الفترة القادمة والمتوقع أن يتزايد في حال التوصل إلى اتفاق أمريكي-إيراني بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي سيحمل تغييرات إقليمية مع الاعتراف الدولي بالدور الإيراني الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لكن من الصعب الحديث الآن عن جبهة مشتركة مع إسرائيل.

- هل الشيعة هم "مخلب قط " لصالح إيران داخل المنطقة العربية ؟
ليس كل حلفاء إيران فى المنطقة أصحاب المذهب الشيعى بل هناك جماعات محسوبة على المذهب السنى حليفة إقليمية ورئيسية كحركة حماس وهي حركة سنية، هناك انطباع خاطئ أن كل الشيعة موالون لإيران، لابد أن تكون هناك حاضنة عربية للشيعة باعتبارهم عربًا لأن الابتعاد عنهم واتهامهم بالتبعية لإيران يسهل على الأخيرة التأثير فيهم وتجنيدهم لتنفيذ مخططاتها للمنطقة. 
Advertisements
الجريدة الرسمية