رئيس التحرير
عصام كامل

خبير مياه دولي: 8 مليارات متر هدر المياه سنويًا والري بالغمر كارثة


  • حملة إنقاذ النيل بداية.. وإزالة التعديات الحكومية أسهل من الخاصة
  • المليون فدان ليس أفضل المشاريع.. والاعتماد على المياه الجوفية "خطر" 
  • 3 سيناريوهات لسد النهضة.. وعلاقة مصر بحوض النيل حل للمشكلة 


مشكلة المياه في مصر هي ثقافة المواطنين، ونهدر 8 مليارات متر مكعب سنويًا من توصيل المياه للحقول، وثيقة النيل مهمة وسد النهضة يتوقف على علاقة مصر مع دول حوض النيل، الآبار العميقة خطر وهناك مشاريع أفضل من المليون فدان وتوشكى تمت محاربته منذ خروجه للنور.. كانت هذه أبرز نقاط حوار الدكتور عباس أبوضيف خبير المياه الدولي بجامعة الأزهر وإلى التفاصيل: 

*ما هي مشكلة المياه في مصر؟
مشكلة مصر تكمن في محدودية الموارد المائية، فنصيب الفرد الحالي من المياه 680 مترا مكعبا من المياه سنويًا أي أقل من الحد الآمن المقرر بألف متر مكعب سنويا، بجانب بعض الدراسات التي أشارت إلى أن نصيب المواطن المصري من المياه في عام 2050 سيكون 350 مترا مكعبا سنويًا وهو أقل من الحد الحرج للآمن المائي المقرر بـ500 متر مكعب سنويا، بجانب الزيادة السكانية التي تتطلب توسعًا في الأراضي الزراعية وهو ما يحتاج إلى مياه غير موجودة.

*ما هي أوجه إهدار المياه لتلك الموارد المائية المحدودة؟
أخطر ما يهدد مصر هو إهدار المياه خاصة فيما يتعلق بالري بالغمر بطريقة خاطئة ساعد على استخدامها أن الفلاح لا يدرك أهمية المورد المائي فهو يتعامل بما يفيد أرضه فقط، بجانب إهدار 8 مليارات متر مكعب سنويًا من توصيل المياه من أسوان للحقول بسبب شبكات الصرف في بعض الأماكن وزيادة نسبة الملوحة في أماكن أخرى، وهو ما حاولت وزارة الري تفاديه من خلال توفير الفواقد المائية ونجحت في توفير 3 مليارات متر مكعب سنويا.

*أطلقت حملة وزارة الري حملة "إنقاذ النيل" لإزالة التعديات كيف تراها؟
هي وسيلة من وسائل ترشيد المياه في نهر النيل وتقليل نسبة التلوث، خاصة أن إستراتيجية وزارة الري تعتمد على تقليل نسبة التلوث بجانب تنمية الموارد المائية خاصة.

*وكيف ترى التعامل مع المؤسسات الحكومية المعتدية على النهر؟
التعامل مع المؤسسات الحكومية المعتدية على نهر النيل أسهل بكثير من التعامل مع القطاع الخاص، فالمؤسسات الحكومية لا تمانع ولكنها تحتاج فقط إلى موارد مالية لتجد البديل.

*أعلن وزير الري عن بدء العمل في مشروع توشكى في خلال شهور قليلة كيف ترى المشروع وفائدته؟
مشروع توشكي هو أحد المشاريع الجيدة وكانت مشكلته أن هناك بعض الفئات لم ترحب بالمشروع في البداية بل وصل الأمر إلى محاربته، بجانب سوء توزيع المهام وهو ما أدى إلى تعطيله، أما عن فائدته فهو يحقق لمصر في هذا الوقت إضافة ضمن مشروع التنمية المستدامة التي اتخذها المهندس إبراهيم محلب طريقًا لوزارته فهو يحتاج فقط إلى الإرادة السياسية. 

*كيف ترى مشروع المليون فدان الذي أعلن عنه الرئيس وبدأت فيه وزارة الري؟
مشروع المليون فدان هو مشروع يدعو للتفاؤل لكن هناك مشاريع أفضل يمكن إقامتها من خلال ترشيد المياه في الأراضي القديمة للاستفادة منها في استصلاح أراض أخرى.

*هل المياه الجوفية قادرة على تلبية احتياجات المشروع؟ وما هي أخطار استخدامها؟
دراسة المناطق التي يتم الزراعة فيها هو أمر واجب خاصة أن المياه الجوفية مهدرة في الصحراء الشرقية وغير متجددة في الصحراء الغربية وهو ما يجعل الزراعة اعتمادا على تلك المياه تتطلب نوعا من الحذر، أما عن حفر الآبار العميقة فهو سلاح ذو حدين خاصة أن هناك بعض الآبار تنضب بسبب طريقة حفر الآبار العميقة وهو ما يجب الحذر منه خاصة أنها مستقبل للأجيال.

*كيف ترى بناء سد النهضة؟ وما هي الأضرار المتوقعة على مصر؟
هناك 3 سيناريوهات لتأثير سد النهضة على مصر، وفقًا للدراسات الفنية، وهي أن يؤثر على حصة مصر والسودان بنسبة 8 مليارات متر مكعب سنويًا، أو تقليل حصة المياه نسبة 14 مليارا، فيما يأتي السيناريو الأخير بتقليل 19 مليار متر مكعب سنويًا.

*وما هي الحلول لتفادي تلك الأخطار في حالة اكتمال بناء السد؟
أولا يجب النظر إلى أن وثيقة الخرطوم ستمنع أن يكون الخطر جسيما ولكن هذا لا ينفي وجود خطر على حصة المياه وهو ما يجب أن تستعد له مصر في الفترة المقبلة، بجانب علاقة مصر بدول حوض النيل ومدى التجانس فيها لأن هذا سيمثل النقاط المحورية لعدم التضرر من بناء السد فالعلاقات الجيدة ستكون مفتاح عودة مصر لدول حوض النيل.
الجريدة الرسمية