رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أَبشر يا سيسي


من الموت تخلق الحياة، ومن دم شهداء مصر تحيا مصر... مصر الآن تحمل ما تنوء الجبال بحمله، رجالها من القوات المسلحة يُغتالون يوميًّا، ورجال شرطتها يتناثرون أشلاءً كل يوم، ووصل الأمر إلى محاولة وأد مستقبلها بعد أن طالت يد الإرهابيين أبناءنا من الكلية الحربية، إنها حرب البقاء، إنها حرب الوجود، إنها خطة إبادة مصر بهيروشيما مختلفة، أعدت خصيصًا لنا، وأصبح السالب يعانق الموجب ليصعقا مصر، ويرداها قتيلة، وبعد مقاومتنا بقوة لحروب الجيل الرابع، لاحظنا أن تيارًا شرسًا يترصد بدولتنا المدنية، مدعومًا من قبل الوهّابيين وغيرهم، وما أن لفظه المجتمع، وكشف حيله وألاعيبه الخبيثة، إلا وشاهدناه يلعب على أجساد ميتة، وإذ فجأة يخرج علينا جنود الغرب، وسفراء النوايا المدمرة؛ لينهشوا جسدنا العاري.


وخرج علينا الشوباشي، وهو يحتضن السلفيين والإخوان؛ ليعطيهم قبلات الحياة؛ فيعودوا إلى المشهد على حسابنا، فلا تبالوا بما يدعيه الشوباشي، فليس غريبًا عليه هذا الفعل! أليس هو من أراد أن يهدم فوق رءوسنا محراب اللغة العربية عندما أعلن ثورته على قواعدها وعلى سيبويه؟! أليس هو من أراد أن يلغي المثنى وجمع المؤنث السالم؛ فنتعامل مع القرآن كأعجميين؟! إذن الرؤية واضحة، ويفضحون أنفسهم بأنفسهم، إنه لاعب رئيسى ضمن فريق هدم الدين، بدأها بمحاولته هدم اللغة العربية التي حوت كتاب الله "القرآن الكريم"، ولو أنك مددت الخيط لتوصلت بدون مجهود إلى حقيقة نواياه.

إن جميع أعداء مصر وكارهيها يحاربونها الآن، أي أنهم جميعًا يحاربون نظامها، أي أن الكل اتفق على السيسي الذي ارتضاه الشعب المصري رئيسًا له، ومن ثم فقد أصبحت مصر بين شقي الرحى، وإن شئت فقل بين المطرقة والسندان، وهذا يُتَرجَم بأن العسر قد ازداد، وكاد أن يصل إلى الحلقوم، أي أنه في نزعه الأخير؛ لأنه يصعب علينا أن نتخيل أن مصر ستظل في حالتها المأساوية بين الموت والحياة على مدى ثلاث مراحل، مرحلة ما بعد مبارك، ومرحلة مرسي وجنوده، ثم مرحلة الانتقال من الموت إلى الحياة.

إن البشارة يا سيسي تأتيك من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، الذي علّمنا أن الأزمة كلما اشتدت انفرجت، ويقيننا أننا أصبحنا على مشارف الانفراجة الكبرى، فهنيئا ثم هنيئا لكل من ثبَّته الله على حب الوطن، وهنيئا ثم هنيئا لمن أعلى قيمة الوطن على مصالحه الشخصية، وهنيئا ثم هنيئا لمن جعل الله له درء المفسدة أولى وأحب إليه من جلب المصلحة، وهنيئا ثم هنيئا لكل من صبر ولم ينجرف مع التيار...أبشر يا سيسي، واشتدى أزمةُ تنفرجي...إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا...ووالله لن يغلب عسرٌ يسرين.
Advertisements
الجريدة الرسمية