رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلامي جعفر عبد الكريم: الفتوى ليست وظيفة مذيع التوك شو ورأيه يحتفظ به لنفسه


  • زحمة مصر وناسها سبب عشقى لها
  • السلطة في العالم العربى مشغولة بأفكارها الشخصية
  • الشباب العربى لم يحقق أحلامه ولم يجد من يستمع له
  • لا توجد خطوط حمراء في "شباب توك"
  • لن أعمل في أي مكان يقيد حرية الرأى والتعبير
  • الإعلامي ليس جزءًا من الحوار
  • نشأتى في دول مختلفة علمتنى أن أحترم الإنسان

ولد ونشأ في ليبيريا، ثم سافر إلى سويسرا ودرس هناك فترة، وبعدها انتقل إلى ألمانيا، وفى فترة الجامعة درس في بريطانيا، وحصل على الدبلومة في فرنسا، وأخيرًا هو الآن في ألمانيا، إنه الإعلامي الشاب جعفر عبد الكريم مقدم برنامج "شباب توك" الذي يؤكد أنه في قناة "دويتشه فيله" الألمانية توجد حرية الرأى والتعبير، لا توجد خطوط حمراء، ولا هناك من يقول لك "افعل هذا أو لا تفعل ذاك".. وتلك المعايير هي أهم ما يبحث عنه في عمله.. جعفر سافر إلى العديد من البلدان العربية، رأى في الشباب طاقة مهدرة، كذلك يحدثنا عن سبب حبه لمصر، ورأيه في الإعلام المصرى، ويتحدث عن استفادته من العمل في الإعلام الألمانى، وسر إيمانه بالشباب العربى.

*كيف بدأت عملك في مجال الإعلام ؟
بدأت عملي في برنامج "شباب بلا حدود"، كنت أعد وأحرر وأكتب النص وأقرأ وأصور، كنت مسئولًا عن التقارير التي تعرض ضمن البرنامج، وقضيت ثلاث سنوات في هذا البرنامج، تنقلت خلالها بين مصر وألمانيا، كنت أقضي أسبوعين في مصر ومثلهما في برلين، وكانت هذا البرنامج مدرستى الإعلامية الأولى التي تعلمت فيها الكثير، حيث قضيت 3 سنوات مع الشباب داخل الاستديو وخارجه، وزرت جميع الأماكن في مصر، من أسوان مرورًا بالأقصر وشرم الشيخ وأسيوط وعددا من المحافظات وصولًا إلى القاهرة، التي زرت أغلب أماكنها مثل مدينة نصر والمعادى والهرم وحتى العشوائيات زرتها، وكل هذا أفادنى جدًا على المستوى الشخصىي والعملى.

*وكيف رأيت مصر بعد زيارتها ؟
بكل صراحة لم أنظر يومًا إلى مصر فقط من منظور التاريخ والحضارة والثقافة، فحبي لمصر لم يتشكل من هذا المنظور، لكن جاء نتيجة للأيام التي عشتها فيها، عشقت مصر بـ "زحمتها وصوتها العالى"، الشمس في مصر مختلفة، النيل لا مثيل له، والأهم هو أهلها، بالطبع مصر هي التاريخ والأصالة، لكن الأهم بالنسبة لى هو ما عايشته فيها، وأصدقائى الذين تعرفت عليهم بها وجعلونى أحبها أكثر، أصبحت أصدق الآن مقولة إن من يشرب من ماء النيل لا بد وأنه سيعود لزيارة مصر.

*وما رأيك في الإعلام المصرى ؟
لا أستطيع أن أعطى رأيى في الإعلام المصرى، فقد تعلمت كصحفى وكإعلامى أنى لست في موقع تقييم لأى إعلامي آخر أو محطة تليفزيونية، أنا فقط أنقل آراء الناس.

*قمت بتغطية إعلامية لأحداث الثورة في مصر وتونس وليبيا، كيف رأيت الفرق بينها؟
كان شيئا مهما بالنسبة لى أن أكون في موقع الحدث حتى أعرف كيف يفكر الناس، أرى حياتهم اليومية والتحديات التي يواجهونها عن قرب، لن أقارن بين بلد وآخر، ولكنى سأتحدث عن الشباب الذين رأيتهم في هذه البلدان وغيرها، فالشباب العربى لديهم مواهب وقدرات وطاقات كبيرة، ورأيت فيهم حماسا وأحلاما كبيرة، لكن الصعوبات والتحديات التي تواجهه أكبر بكثير، هم فقط يريدون أن يعيشوا بحرية وكرامة وأن يحققوا أحلامهم.


*حدثنا عن برنامجك الذي تقدمه حاليًا "شباب توك" ؟
الفكرة الأساسية التي نعتمد عليها في البرنامج أن يكون هناك صوت للشباب، وهذا هدف مهم لـ "دويتشه فيله" ولى شخصيًا، الهدف أن يتحدثوا بحرية كاملة في كل المواضيع الخاصة بالثقافة والدين والسياسة والمجتمع والجنس وغيرها من الموضوعات، ومن هنا قررنا أن نقدم هذا البرنامج الذي يخاطب جميع الشباب في الدول العربية، وفى نفس الوقت يفتح البرنامج مجالا للحوار بين الشباب العربى في ألمانيا والشباب الألمانى لتبادل الخبرات، والأهم هو حرية الرأى والتعبير واحترام حقوق الإنسان.

*هل هناك خطوط حمراء في برنامجك ؟
لا يوجد في برنامجى كلمة "ممنوع" أو "عيب"، ونتمتع بحرية كاملة في مناقشة كل المشاكل والموضوعات المهمة، فلا أحد يأتى ليقول لى لا تناقش هذا الموضوع، أو لا تفعل هذا أو ذاك، وفى رأيى لا بد أن يكون هناك حوار في كل الموضوعات الشائكة لنجد لها حلولا، ودائمًا تصلنى رسائل من الدول العربية باقتراحات لنناقشها في البرنامج، وتشكرنى على مناقشة موضوعات معينة، لم تكن لتناقش في بعض القنوات العربية.

*هل كنت ستتمتع بنفس الحرية لو كنت تقدم برنامجك على قناة عربية ؟
لم أعمل بأي قناة عربية من قبل لأقيم الوضع، لكن الحرية شيء مهم بالنسبة لى كصحفى وإعلامي، ولدى شروطى لقبول أي عمل وهى حرية الرأي والتعبير في عملى، وعدم التدخل فيه من قبل أي شخص، وقد وجدت هذا في "دويتشه فيله" التي تتبنى سياسة حرية الرأى وتترك لى المجال للتحدث في كل الموضوعات واحترام المشاهد والضيف، ولو ذهبت إلى أي مكان آخر ووجدت نفسي مقيدًا فيه فإني لن أكمل العمل فيه.

*جميع وسائل الإعلام في العالم موجهة لكن بنسب مختلفة، ما رأيك في هذا ؟
لا أستطيع تقييم أي وسيلة إعلامية، لم أعمل بقنوات أخرى لأعرف مساحات الحرية المتاحة لديها، لكن المعايير التي لدىّ هي التي تحدد قبولى للعمل في أي قناة، والتي ذكرتها سابقًا.

*هل ترى أن هناك حيادية مطلقة في الإعلام ؟
الحيادية هي هدف لكل صحفى وإعلامي، فأنا عندما أحضر لأى حلقة أكون حياديا وموضوعيا، وأترك المساحة للجميع لإبداء رأيهم، ولكى أكون صريحا ففى بعض الأحيان أجد صعوبة في ذلك، خاصة في أي موضوع يتعلق بحرية الرأى وحقوق الإنسان، فتلك المواضيع لا أتهاون فيها وأكون واضحًا تمامًا في رأيى فيها.

*وماذا تعلمت في المدرسة الإعلامية الألمانية ؟
المدرسة الصحفية الألمانية هىي التي تعلمت فيها واستفدت منها، تعلمت فيها كمذيع ألا أعطى رأيى وأننى لست جزءا من النقاش، فالإعلامي لا رأي له ولا ينبغي أن يتخذ اتجاها سياسيا خلال مزاولته عمله، تعلمت ألا أظل أتحدث لمدة عشر دقائق و"أفتى" وأعطى النصائح، فهذا ليس عملى، عملى هو أن أعطى المساحة للضيوف للتحدث، تعلمت كذلك أن أسأل الضيوف في حقائق مبنية على إحصائيات وليس تخمينات، لكى يكون الحوار عقلانيا وليس عاطفيا، تعلمت أيضا أن رأيى الشخصى لا مجال له في عملي، لكى أحافظ على مصداقيتى أمام جمهورى وضيوفى.

*هل بالفعل هناك دورة برامجية جديدة في "دويتش فيله" ؟
نعم هناك دورة برامجية جديدة، فهناك برنامج إخبارى جديد، وبرنامج "جمع مؤنث سالم" الذي ستذيعه "دويتشه فيله" بالاشتراك مع "أون تى في"، والذي ستقدمه الزميلة ريم ماجد، كما سيتم تغيير شكل برنامج "شباب توك".

*كيف سيتغير "شباب توك"؟
البرنامج سيذهب إلى الشباب في بلدانهم ولن يقتصر على استضافتهم في الاستديو فقط، وذلك ابتداءً من يوليو القادم، سنزور مصر والمغرب والأردن ولبنان ودبى وغيرها من الدول، والهدف المباشر من ذلك هو أن نحتك بالشباب ونناقشهم في مشاكلهم في أماكن مختلفة، فالهدف ألا يكون هناك حاجز بيننا وبين الشباب.


الجريدة الرسمية