رئيس التحرير
عصام كامل

ماما أمريكا !



أمريكا أمريكا أمريكا شيكا بيكا
تلعبك على الشناكل وتجيب عاليك واطيك
همبورجر يعنى لحمة وزحمة يادنيا زحمة
هلفوت ومالكش لازمة وماحدش دارى بيك


ده كان رأى د. مدحت العدل في ماما أمريكا، لما كتب كلمات أغنية " أمريكا شيكا بيكا "
والتي غناها الفنان محمد فؤاد، ضمن أحداث الفيلم الذي يحمل نفس الاسم، والذي كان يحكى عن مشاكل الشباب مع الهجرة غير الشرعية، وحلم الوصول لأمريكا، بلد الحريات والحوريات بالنسبة لهم، ولكن اسمحلى يا دكتور أن أتفق وأختلف معك، في معنى بعض كلماتك، وأن "همبورجر" يعنى لحمة أينعم ده صحيح ولكنه أحيانًا بالمفهوم الأمريكانى قد يعنى "كفتة". 

وخصوصًا إذا كانت الكفتة، دى جهاز اسمه "سى فاست" اخترعه واحد اسمه اللواء عبد العاطى، لعلاج مرضى فيروس " سى" والإيدز، واشتهر باسم عبد العاطى كفتة، لأن التعبير خانه في التشبيه، ولأننا شعب بنقول على نفسنا دمنا خفيف، وما بنعملش أي حاجة في الدنيا، غير التنكيت، والتريقة على خلق الله، والهلفوت اللى مالهوش لازمة عندنا، طبعًا له ألف لازمة عند ماما أمريكا.

وخلينا نبتدى الحكاية من أولها، مفارقة غريبة، طالعتنا بها وسائل الإعلام، خلال الأيام القليلة الماضية، عبارة عن خبرين، بطلتهما مدينة نيويورك الأمريكية، الخبر الأول بيقول فوز الإعلامي المصرى، "باسم يوسف" بجائزة أفضل مذيع على مستوى العالم، عن برنامجه "البرنامج" والذي كان نسخة طبق الأصل، من برنامج المذيع الأشهر في أمريكا " جون ستيوارت ".

ومن المعروف أن " باسم يوسف " من أشهر الإعلاميين الذين انتقدوا فترة حكم الإخوان، وحكم محمد مرسي، الرئيس الإخوانى، وقد تفاعل معه الشعب المصرى، المخنوق من الإخوان أساسًا، لأنه كان وسيلتهم في تفريغ شحنة الكبت والغضب، الذي يشعرون به منهم، ولكن رغم تجاوزات باسم اللفظية، إلا أن برنامجه نجح نجاحًا باهرًا في هذه الفترة، وحصد نسب مشاهدة، وإعلانات تفوق الوصف.

لكن يبدو أن باسم قد أصابه الغرور، ولم يفهم نفسية الشعب المصرى جيدًا، خاصة بعد سقوط الإخوان في ثورة 30 يونيو، والتي كان للجيش المصرى، وقائده المشير عبد الفتاح السيسي، الدور الأعظم فيها، خاصة بعد انحياز الجيش لإرادة الشعب المصرى، وعزل محمد مرسي، والدعوة لانتخابات رئاسية جديدة، أخذ باسم في مهاجمة الجيش المصرى وقائده، وهذا لم يقبله الشعب المصرى، خاصة بعد الهجوم الشديد على جهاز "السى فاست" الذي أعلن عنه الجيش، وبدأ في التريقة والتنكيت، على مخترع الجهاز وعلى الجيش المصرى، بطريقة فجة ومهينة، أثارت الشعب المصرى، الفخور بجيشه وقائده عبد الفتاح السيسي، والذي أصبح فيما بعد رئيسًا لمصر، وطالبوا بوقف برنامج "البرنامج" ورغم هذا الرفض، كان لباسم يوسف ومحبيه، الدور الأكبر في تأليب الرأى العام على جهاز الجيش، ومخترعه اللواء عبد العاطى.

وبعد وقف برنامج "البرنامج" من قبل القناة المنتجة له، سواء على خلافات مادية بينهما، أو مراعاة لمشاعر المصريين، غير المتقبلين لإهانة جيشهم، سافر باسم يوسف إلى أمريكا، بعد تلقيه عرضا للعمل محاضرا في جامعة هارفارد، التي تعتبر من كبرى جامعات أمريكا، ثم بعد ذلك تم تتويجه كأفضل مذيع في مهرجان نيويورك، على مستوى العالم.

الخبر الثانى والذى كان سبب المفارقة هو أن شركة فايزر للأدوية، وهى من كبرى الشركات العالمية، والتى مقرها الرئيسى مدينة نيويورك، اختارت اللواء عبد العاطى، صاحب اختراع جهاز الكفتة، والذي بهدله باسم يوسف وفرج عليه خلقه، وغنى، ورقص، وقبح على سمعته، وسمعة الجيش، ليكون رئيس قسم البحوث في الشركة، بمرتب يفوق الـ2 مليون دولار سنويًا، للاستفادة بأبحاثه في علاج مرضى الإيدز، وهو البرنامج الذي أعلنت الشركة عن بدئه، ده إلى جانب مجموعة من الشباب والطلبة النابغين المصريين والذين أعلنت الشركة عن تبنيهم وتعيينهم للاستفادة منهم، وكله في مدينة نيويورك الأمريكية، يعنى باسم يوسف يشتم ويقبح، في اختراع الجيش، ويؤلب عليه الرأى العام المصرى، ثم يحاضر ويكرم في أمريكا، واللواء عبد العاطى يُسب ويُهان، ونسخر من اختراعه، ثم يكرم في أمريكا، ويُعين مدير أبحاث في كبرى الشركات العالمية بملايين الدولارات، للاستفادة باختراعه وأبحاثه، إنها ماما أمريكا، وسياستها يا سادة، تسخن وتضرب أسافين، من تحت الحزام، في كل المناطق العربية، الغنية بالموارد الطبيعية، والبشرية، وتوقع أبناء الوطن الواحد مع حكوماتهم، أو بينهم وبين بعضهم، أو حتى بين الرجل وامرأته، ثم "تطبطب" هي وتدلع وتظبط وتكرم، وبعدين تشقط، وتلقُف، خير بلادنا، وخيرة شبابنا وولادنا، ثم تتركنا واقعين في بعضنا، وكله بالبولوتيكا.

ماهى دى أصل أمريكا الشيكابيكا:
أمريكا يعنى ضرس وتحت الضرس فص
كاوبوى يحب رقص دولاراته تشتريكا
Advertisements
الجريدة الرسمية