البسي الحجاب..طيب..اخلعي الحجاب

يبدو أن مشاكل مصر جميعها انحسرت في غطاء الرأس الذي انفجر من كثرة الحشر والضغط حتى طفحت على المصريين داخل البيوت وفى الشوارع والمقاهي. جدير بالذكر أن الخبر الأكثر تكرارا على مواقع السوشيال ميديا بعد خبر وفاة مبارك هو خبر أن الأزهر أفتى بأن الحجاب عادة وليس فرضا، وهي الأخبار التي تلهب حماسة المصريين وتجعلهم يتداولونها كما يتم تداول التهاني والتبريكات في الأفراح إلى حد الملل.

ونتيجة ذلك الطفح الذي طفح على المصريين ظهرت فئتان في المجتمع يتقاتلان من أجل إثبات وجهة نظرهما وأنهما الأحق، فالفئة الأولى تتطالب المرأة بارتداء الحجاب وإلا سيكون مصيرها النار لأن الحجاب فرض، والفئة الثانية تتطالب المرأة بخلع الحجاب لأن الحجاب فكر همجي وعقيم، واحتار المصريون بينهم فلم ندر هل تخلع المرأة الحجاب أم تلبس المرأة الحجاب، وكأن المرأة عبارة عن شاشة تلفاز يتصارع عليها زوج وزوجته على تغيرها فهى تريد مشاهدة المسلسل التركي وهو يريد مشاهدة المصارعة الحرة والتلفاز لا يملك من أمره شيئا يشاهد فقط الصراع الزوجي ويتسلى بمتابعة الصراع الرهيب التقليدي.

ولكن الغريب في الأمر أن الطرفين يريدان فرض رأيهما إما بالقوة وإما بالترهيب وإما بالتظاهر، فيخرج علينا شخص لو ذكرت اسمه أمام 99% من المصريين لن يعرفوه فنحن مجتمع "لا يعرف" بطبعه وثقافتنا تنحصر بين المسلسلات التركي والأفلام الهندي فهي قمة الثقافة للمصريين، ويطلب هذا الشخص من سيدات مصر التظاهر من أجل خلع الحجاب !!

عجيب أمر ذلك الرجل فطوال حياتي لم أسمع عن مظاهرات مثل هذه من قبل، فأنا أعرف أن المظاهرات تكون احتجاجا على قوانين سيئة أو سياسات مسئولين أدت إلى تدهور الأوضاع أو المطالبة بحق غير مكفول وغير موجود، وهذا الأمر لا ينطبق على الحجاب، فالحجاب في مصر لا يوجد ما يجرمه ولا يوجد قانون يأمرك بخلع الحجاب فهي حرية شخصية مكفولة للجميع " فيقول عز وجل في كتابه " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " أي أن الله عز وجل ترك للإنسان حرية الإيمان به أو الكفر به فما بالك بالمظهر الشخصي هل تعتقد أن الله سيأمرنا ولن يجعلنا نختار ما نرتدي هل تعتقد أنك مخير في الإيمان بالله ومجبر في ارتداء الحجاب !!

بل يتمادى ذلك الشخص ويقول " 99% " من العاهرات محجبات " فكيف له أن يعرف ذلك هل هناك مركز تعبئة وإحصاء خاص بالعهر والدعارة.. أم أن هذا مجهود شخصي منه فينزل إلى أماكن ممارسة الرذيلة لعد العاهرات المحجبات !!

والأغرب في الأمر أن الطرفين المتصارعين حول الحجاب لم يتفقا على شىء سوى سب المعارضين لهم، فتجار الدين ممن يطالبون بتحجيب المرأة يرون معارضتك لهم كفرا بل وأنك إذا سمحت لزوجتك أو أختك أو بنتك بخلع الحجاب فأنت كافر وديوث، بينما الطرف الثاني الذي يريد من المرأة خلع الحجاب يرى في معارضتك جهلا ورجعية وعنصرية وأنك إنسان متخلف.

أيها السادة المرأة ليست لعبة تدار على راحتكم، دعو الإنسان يقرر ويفكر فلقد ميزنا الله بالعقل لنفكر لنكون خلفاء له في الأرض ولسنا تابعين لحفنة من البشر نأتمر بأمرهم ونسير على نهجهم فلسنا عبيدا ولن نكون.

أن الله ينظر إلى قلوبكم لا أشكالكم.. وبأفكاركم سنجد يوميا تظاهرات من أجل لبس النقاب تارة ومن أجل لبس الثياب البيضاء القصيرة تارة ومظاهرات أخرى تتطالب بارتداء " الهوت شورت " صيفيا وغيرها وغيرها وتصبح حياتنا الشخصية ملكا لغيرنا
أرجوكم أوقفوا عنصريتكم فلا هذا دين الإسلام ولا هذه الليبرالية والعلمانية التي تلطخوهما بأفعالكم الشاذة لستم أوصياء علينا ولسنا عبيدا لكم.

أخيرا سيدتي لا تستمعي لأحد فكرى واتبعي قلبك الحجاب ملبس لا يفرق عن الفستان أو الحذاء أو البلوزة ارتدى ما تشائين فالحجاب مجرد غطاء رأس لا غطاء عقل يمكن لأناقتك أن تكتمل بالحجاب أو بدونه.
وكما قال الفنان الراحل سعيد صالح " حطي كالونيا.. حطي جاتوه " فافعلى ما يرتاح له قلبك ويقتنع به عقلك ولا يؤذي غيرك.