رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "صفاء" ضحية جديدة لإهمال الأطباء.. توقف قلب "الممرضة" أثناء وضع مولودها بمستشفى المبرة في أسيوط.. إصابة خلايا المخ بالتلف بسبب جرعة البنج الزائدة.. ووالدها يطالب السيسي بالتدخل


يحتفل العالم في شهر أبريل الحالى باليوم العالمي للصحة، بينما تغرق المستشفيات المصرية في بحر من الإهمال وتدنى مستوى الخدمات المقدمة بها، وسط غياب من المسئولين.


غيبوبة
لم تتخيل "صفاء" ابنة محافظة أسيوط أن مولودها الذي تنتظره على أحر من الجمر سيتسبب في حزن أهلها، رغم أنها لم تفارق الحياة عند ولادته ولم يولد ميتًا، لكن هي من غابت عن الحياة ولم تفارقها روحها، فقد دخلت في غيبوبة منذ الثالث من فبراير الماضي حتى اليوم، قضت منها عشرة أيام بمستشفى المبرة خلال عملية الوضع، حتى تدهورت حالتها، ونقلت بعد ذلك إلى مستشفى صحة المرأة بالعناية المركزة، لتقضى بها 55 يومًا، ولكن حالتها ازدادت سوءًا، وتم نقلها إلى مستشفى المخ والأعصاب بأسيوط منذ 21 يومًا، وحتى اليوم وهى طريحة الفراش غائبة عن الوعى تعاني من نوبات صرع وتشجنات دورية كما جاء بتقارير الأطباء المعالجين لها.

بدأت حكاية صفاء فوزي شعبان كما قال والدها الحاج "فوزي" لـ "فيتو"، حينما كانت في الشهر الأخير من الحمل رفضت الحصول على أجازة من عملها كممرضة بمعهد الأورام، التابع لجامعة أسيوط، نظرًا لانخفاض عدد الممرضات وزيادة عدد المرضى، وتابعت حملها كغيرها مع أحد الأطباء ويدعى "عماد"، والذي طلب منها التوجه إلى مستشفى المبرة قبل الوضع بأيام لحجز أحد الأسرة به، ولكن لم تجد سريرًا خاليًا وبعد ثلاثة أيام اتصل بها ليخبرها بتوفير سرير لها بالمستشفى، وذهبت برفقة والديها وزوجها وإخوتها، لإجراء عملية ولادة قيصرية وتأخر الطبيب خلال العملية فقد خرجت حالتان.

الطبيب الهارب
واستكمل والدها بنبرات حزينة قائلًا: "أخبرتنى إحدى الممرضات أثناء جلبها لجهاز القلب أنها أغمى عليها، وتوقف قلبها، وتم نقلها إلى العناية وهى في غيبوبة تامة وحاولنا الاتصال لما يقرب من ثلاثة أيام بالطبيب، لمعرفة حالتها وفى كل مرة يقدم وعدًا بأنه سيأتى لمتابعة حالتها، وقام عدد من الأطباء بالمستشفى التي تعمل بها بزيارتها ونصحوا الأطباء المعالجين وأهلها بعدم حصولها على أدوية منومة ثانيةً، وقام الطبيب بإعطائها المنوم، وقمت بتقديم شكوى، قام على إثرها وكيل النائب العام بمعاينة الحالة بالمستشفى والتحقيق مع الأطباء، وبعد اليوم التاسع تدهورت أكثر حالتها فأصر أحد الأطباء ويدعى "عمرو فاروق" على تحويلها إلى مستشفى الجامعة ولكن المستشفى رفض تحويلها ولكن إحدى زميلاتها اتصلت بأحد الأطباء الذي يدعى "فرجانى" والذي تمكن من نقلها لمستشفى الجامعة للعلاج بعد تدهور حالتها.

وأضاف والدها " أنها في حالة غيبوبة منذ ما يقرب من سبعين يومًا وهى في العناية العصبية وتعانى من غيبوبة وفقدان للوعى وقام والدها بالذهاب للأطباء لعلاجها ودفع أضعاف ما يطلبونه ولكنهم رفضوا".

البنج الزائد
وأوضح والدها "فور التقدم بشكوى وقام وكيل النائب العام بالتحقيق جاء في تقريره أن سبب تدهور حالتها توقف قلبها لمدة سبع دقائق ونصف أو ثمانية دقائق، وأشار طبيب آخر أن البنج الزائد تسبب في حدوث جلطة بالمخ، وتسبب "النشين" الذي تم تركيبه لها في زيادة تدهور صحتها، وقام الدكتور "أنور محمد" بتحويلها إلى هذه المستشفى ومتابعة حالتها حتى اليوم".

واختتم "والدها" حديثة قائلًا: "أنا كتبت بدال الشكوى أربع شكاوى للمحافظ ولا وصلنى أي رد، وكتبت شكوتين للنيابة، وجاء وكيل النائب العام، ومقدرش يبص في وش بنتى من حالتها المتدهورة، وبناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الصحة ومحافظ أسيوط، التدخل لعلاج ابنتي، وحالتنا المادية بقت صفر، وبقول للمسئولين لله يا ناس يا اللى ماسكين المناصب شوفوا الناس الغلابة، وشوفوا الناس اللى فاتحة عيادات، وواخدة المستشفيات على حسابها، وأخطأت ومحدش حاسبها لحد النهاردة ولا حول لنا ولا قوة".

وقال محمد كامل عبد الحفيظ زوج صفاء إن عدم سرعة إنقاذها داخل غرفة العمليات وعدم تواجد جهاز إنعاش القلب بعد توقفه لأكثر من ثمانية دقائق، أثناء جلب الجهاز من طابق آخر، بواسطة إحدى الممرضات، مما أثر على المخ وتسبب في حدوث جلطة وريدية، وضمور ببعض الخلايا والتهابات قائلًا: "جابوا الجهاز من تحت وطلعوه لفوق ولو جهاز الإنعاش موجود في العمليات ودكتور التخدير موجود جمب المريضة مكنش ده حصل والحالة بقالها تلات شهور دلوقت مش مستجيبة وكل يوم نصرف علاج يقارب 1200 جنيه والمسئولون في التأمين الصحي رفضوا صرف أي نوع من العلاج ورفض مدير المستشفى صرف الفواتير واحنا صرفنا ما يقرب من 30 ألف جنيه لحد دلوقت على الحالة والتأمين الصحي رفض الصرف نظام تعقيد وبس".

وأضاف زوجها تقدمنا بشكاوى في عدة جهات منها الشئون القانونية بالتأمين الصحي والنيابة العامة وقسم ثان أسيوط ونقابة الأطباء وشكوى لمحافظ أسيوط قائلًا: "روحت بنفسي عشان أقدم الشكوى للمحافظ الأمن منعنى قالى رايح فين يا أستاذ ؟ قولتله عاوز أطلع للمحافظ أو حتى سكرتير المحافظ قالى ممنوع يا أستاذ، لف من ورا عند مكتب خدمة المواطنين، وروحت مكتب الخدمة اديته الشكوى أعطاني وصل وقالى ابقى تعالى بعد شهر قلتله إن شاء الله لما تكون المريضة ماتت هبقى آجي، ولحد دلوقت مش قادرين نوصل لمسئول من المسئولين الكبار لأنهم يمنعوننا من الدخول". 

وطالب زوجها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الصحة بمعاقبة الأطباء المسئولين عن تدهور حالة زوجته وتوفير طاقم طبي لعلاجها أو أحد الأطباء المشهورين لعلاجها وهذا هو أهم مطلب لهم حسب قوله، وصرف مقابل الفواتير التي دفعها من التأمين الصحي والتي تجاوزت الثلاثين ألف جنيه.

الجريدة الرسمية