رئيس التحرير
عصام كامل

انفجار في مبنى «ماسبيرو» !!


لا أحد ينكر جهود الجهات الأمنية في مواجهة الحرب القذرة ضد مجموعة دنيئة من الإرهابيين، الذين ينفذون جرائمهم الخسيسة، ثم يختفون كما الأشباح، وخفافيش الظلام..


ولا ننكر أيضًا حجم تضحيات جنودنا البواسل، بدمائهم وأرواحهم؛ لإعادة أمن واستقرار هذا الوطن.. لكن أي مراقب منصف سيلاحظ وجود تقصير أمني في الخطط التي تعدها الجهات المعنية؛ لاصطياد الإرهابيين، أو إحباط مخططاتهم الإجرامية قبل تنفيذها..

وما حدث من تفجير لبرجي الكهرباء المغذيين لمدينة الإنتاج الإعلامي، وانقطاع البث عن القنوات الفضائية، يدل على وجود هذا التقصير.. فهذا التفجير «الكارثي» أصاب أحد أهم أعمدة الدولة، وكشف عن تدني القدرات الأمنية، والإجراءات الاحترازية لمنع وقوع هذه العمليات الإرهابية، أو على الأقل، منع وقوعها في أهم القطاعات الحيوية بالدولة.

لن أخوض في سرد الأهداف من وراء هذا العمل الإجرامي.. ولن أُذَكَّرَ الجهات الأمنية بأن الإرهابيين، وعلى رأسهم تنظيم الإخوان، وكل المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي، لديهم «تار بايت» مع الإعلام والإعلاميين، منذ ثورة «30 يونيو»؛ لاعتقادهم بأن الإطاحة بـ«محمد مرسي»، ورجالهم الذين يُحاكمون حاليًا، كانت بسبب الآلة الإعلامية المعارضة لرئيسهم «المعزول».

إنني لا أستبعد أن يعاود هؤلاء الإرهابيون تفجير هذين البرجين المغذيين لمدينة الإنتاج الإعلامي من جديد، على غرار ما فعلوه بقسم ثالث العريش، أو ما فعلوه بخط الغاز.. مستفيدين من حالة التراخي الأمني عقب كل حادث، وانشغال المسئولين بالإدلاء بتصريحات جوفاء لوسائل الإعلام..

كما لا أستبعد أن يكون مبنى الإذاعة والتليفزيون على رأس المنشآت المستهدفة من جانب هؤلاء الإرهابيين، ولم لا؟فربما يكون «ماسبيرو» - الصوت الرسمي للدولة - «مخترقًا».. وتفجيره سيكون بمثابة «الجائزة الكبرى» لهؤلاء الخونة المأجورين؛ لأنه سيحدث دويًا هائلًا، ويضع الحكومة في حرج بالغ محليًا، وعالميًا، كما أنه سيعيد ثقة «الكفيل» في قدرة هؤلاء «الخونة»، ويجعله «يفك الكيس»، ويلقي إليهم بأموال مغموسة بدماء أبناء وطنهم.

إننا في وقت لا يحتمل «التهريج»، وأي مسؤول لا يجد في نفسه الكفاء لإدارة منصبه، عليه أن يرحل فورًا، غير مأسوف عليه.. كما أن قوات الأمن مطالبة بأن تكون على درجة عالية من اليقظة، والحذر في آن واحد، واتخاذ إجراءات وتدابير مناسبة لحماية المنشآت الإعلامية، من صحف، ومواقع إليكترونية، وقنوات تليفزيونية رسمية، ومحطات فضائية خاصة.. ولعل أبسط هذه الإجراءات، زيادة عدد قوات التأمين، وتشديد إجراءات التفتيش، والتمشيط الدائم لمحيط هذه المباني الحيوية.


حفظ الله مصر من كل سوء.

الجريدة الرسمية