رئيس التحرير
عصام كامل

التوقيت الصيفى.. وبيان الإفتاء !!


البيان التالى نشرته الصحف وأغلب المواقع الإلكترونية عن دار الإفتاء. بيان دار الإفتاء حمل الرأى الشرعى في "التوقيت الصيفى".
أخذت بالك ؟


الرأى الشرعى في التوقيت الصيفى..سألوا دار الإفتاء عن حكم العمل بتغيير الساعة.. ردت دار الإفتاء بفتوى. لم تقل دار الإفتاء إنه لا صالح لها بالتوقيت الصيفى..لم يقل المشايخ في دار الإفتاء إنه لا دخل لهم بتقديم الساعة أو تأخيرها..دب المشايخ فتوى من العيار الثقيل..حملت الفتوى رقما صادرا عن الإفتاء..يعنى أصبحت فتوى مسجلة..يعنى رأيا شرعيا..يعنى حكما دينيا في شرعية أو عدم شرعية العمل بالتوقيت الصيفى.

يعنى مصيبة..يعنى بلوى لو تعلمون.
في مقدمة ابن خلدون أشار الرحالة وعالم الاجتماع التاريخى إلى فترة "الملمات الاجتماعية".. الملمات الاجتماعية هي "أوقات الأزمة في المجتمعات المسلمة".. ملامح "الملمات" أو "الشدائد" لدى ابن خلدون أن يدخل الدينى في غير الدينى، ويحال غير الدينى على الدينى.

طلب فتوى دار الإفتاء عظيم الدلالة.. فهناك "فئات اجتماعية" على نطاق واسع لم تعد تفرق بين الدينى وغير الدينى. وإصدار الإفتاء الفتوى، إشارة إلى أن مشايخ دار الإفتاء هم الآخرون يدخلون الدين في غير الدين !

إن جيت للحق فتوى الإفتاء تخض.. والسؤال الذي خرجت الفتوى إجابة عنه يخض أيضا..ويخلع القلوب، في واقعة مثيرة وسط الحديث عن تجديد الخطاب الدينى، وتعديل الخطاب الدينى.. وتحسين الخطاب الدينى.. وأى حاجة الخطاب الدينى.

لو كنت مكان مشايخ الإفتاء.. لكنت أصدرت فتوى بأن "التوقيت الصيفى" ليس من أمور الشرع..إنما من أمور الدنيا. كنت انتهزتها فرصة للإعلان شرعا أن ما لله لله وما لقيصر لقيصر. خصوصا في الوقت الذي لعب بعضهم بما لقيصر فجعله لله، وما لله جعله لقيصر..فصار غير الدينى دينيا، والدينى ليس دينيا.. فتفجرت القنابل باسم الله، وزرعت المفتجرات باسم الشرعية..وسنة النبى عليه الصلاة والسلام.

طيب إذا غُم الأمر على المسلمين.. من عليه رد الغم، وفتح الأبصار؟ إذا تشابه البقر.. وغُشيت القلوب.. من المفترض فيه بيان الصحيح.. وثنى البدع، وإنكار ما يؤدى إلى فتح الذرائع ؟

مفترض أن مشايخنا على خط التماس الآن مع مجتمع يصف برامج فيفى عبده بالفن الراقى.. بينما يطلب فتوى في "شرعية تأخير الساعة". مفترض أن مشايخنا هم دشمة الدفاع الأخيرة، في شارع يتعقب كيم كاردشيان بالمايوه على مواقع التواصل حتى الساعات الأولى من الفجر، ثم يطلب إيقاف برامج إسلام بحيرى، ويتداول على فيس بوك صورة لجواز سفره الذي هرب به من الكويت !!

ماذا قال بيان دار الإفتاء ؟
قال: تقديم أو تأخير الساعة ليس تبديلًا لخلق الله، وهى من الأمور الاجتهادية التي يخول فيها اتخاذ القرار لولى الأمر وأهل الحل والعقد لمصلحة الأمة.. 

أضافت الفتوى: "وحتى لو كان الإنجليز هم الذين بدءوا العمل به، فمجرد ذلك لا يجعله خطأً أو حرامًا إلا إذا ثبت أنه يفوِّت مصلحةً معتبرةً على الأمة، فإذا لم يثبت ذلك فلولى الأمر الحقُّ في الإلزام بذلك، ولا يكون فعلُه هذا تغييرًا لخلق الله ولا تعديًا لحدود الله، خاصة أنه لا يغير الحقائق، وهى أن الليل والنهار آيتان من آيات الله يتعاقبان".
إن جيت للحق.. كثيرا ما يخذلنا المشايخ.
Twitter: @wtoughan
Wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية