رئيس التحرير
عصام كامل

بلطجية الداخلية


قضاء مصر أثبت بالفعل مدى شموخه ونزاهته وحيادية موقفه؛ لذلك أصدر أحكامه ببراءة جميع مجرمى وقتلة النظام المخلوع رغم جميع الأدلة التى أخفت بسطوعها نور الشمس؛ واستمرارا لنزاهته وشموخه أصدر حكمه بالإعدام شنقًا على الأبرياء فى مجزرة بورسعيد.


ولأن قضاءنا عادل فأريد أن أسال شيوخه أين من حرض ومن ساعد ومن اتفق وماهى البراهين والأسانيد التى اطمأنت إليها المحكمة فى حكمها الصادر.

ولأن الأمن لايستقيم الإ بالعدالة؛ لذلك فالدماء تجرى أنهارًا فى كل ميادين مصر؛ ولا عجب عندما نرى بلطجية الشرطة يخرجون بأياديهم الملطخة بدماء الأبرياء رافعين لواء الحق فى المناداة بحقوقهم؛ متناسين سجلهم الإجرامى فى التعذيب والقتل والتزوير وتلفيق التهم للضعفاء والمقهورين.

بلطجية وزارة الداخلية يعتقدون أنهم بذلك سيضعون المواطن بين مطرقتهم وسندنة إرهاب الرئيس وجماعته ؛ وتناسوا مرة أخرى أن سقوطهم الكبير عوضته لجان شعبية تصدت لمخططهم الشيطانى لإلقاء الرعب فى القلوب .
 
قضاء مصر وجهاز داخليتها لم ولن يجرؤ على التصدى للعصابات التى تستطيع وقتما شاءت أن تقف ضد المساءلة والمحاسبة والقانون وبقدرتها اللعب كيفما شاءت بأمن الوطن دون أن يعترضها أحد منهم .

فبلطجية وزارة الداخلية بجهلهم وقلة إدراكهم وغبائهم السياسى تناسوا أن الثوار يملكون الآليات التى تمكنهم من التصدى لمن يحاول العبث بمستقبل الثورة؛ ومحاولات النبش فى قبور الشهداء وسرقة الأحلام والآمال من العيون؛ لم يصل إلى عقولهم الإجرامية أن من أسقط طاغية باستطاعته إسقاط ألف غيره.

وإلى رفاق الثورة أقول: النهايات تؤكد دائمًا أن البدايات هى الحقيقة العلمية؛ ومن يتعامل مع المشكلات الصغيرة دون وضع حلول جذرية للمشكلات الكبيرة فمن المؤكد أنه سيصطدم فى النهاية بتلك المشكلات؛ وهذا ليس له سوى تعريف واحد وهو الوقوع فى شراك اللامبدئية والفشل الذريع؛ فاحذروا فإن مايحدث فى مصر الآن يسير فى طريق العودة مرة أخرى للحكم العسكرى وفرض سطوته وهيمنته على كل مقاليد الدولة؛ وإلا فالعبث بأمن الوطن وفرض الإرهاب وسفك الدماء سيكون هو العقاب .
 
عليكم أن تعلموا أنه فى ذروة الانتفاضة الثورية تكون معادلة اختيار الوقت الأنسب للانقضاض على الخصم هى الأصعب؛ لذلك لابد من وضع سيناريوهات مختلفة ومتعددة بتكتيكات واقعية علمية تسير على طريق النضال نفسه ومنشغلة بما يشغل بال البسطاء والفقراء والكادحين القادرين على إظهار مدى قوتهم وقدرتهم وإمكانياتهم فى خلع الحاكم الطاغى والإطاحة به مهما كانت قوته .

ولن يحدث ذلك إلا إذا توافرت بالثورى مقومات الجرأة والقوة والثورية والإيمان بالمبدأ الذى يعطى ثقة هائلة لجموع الثائرين فى نضالهم ؛ واحذروا التمسك بمخططات قديمة نفدت صلاحيتها ولم تعد قادرة على التكيف مع متطلبات المرحلة النضالية الحالية؛ فما كان فى السابق ذا قيمة؛ أصبح الآن فاقدًا بريقه وقوته.

الجريدة الرسمية