رئيس التحرير
عصام كامل

خربت والحمد لله!


هل تجرؤ دولة إقليمية عربية مهما بلغت من القوة في محيطها أن تقدم على عملية عسكرية واسعة النطاق دون علم أمريكا؟.. الجواب القاطع كما قالت نجاة الصغيرة ما أظنِّش يا حبيبى.


لسنا بحاجة إلى ذكاءٍ متوهِّجٍ ولا قدرات تحليلية خارقة للعادة لنقرر أن أمريكا ما زالت اللاعب الرئيسى في المنطقة..تلعب في العالم العربى التعيس من شرقه إلى غربه إلى شماله إلى جنوبه إلى وسطه ومقدمته ومؤخرته وقتما شاءت وشاء لها الهوى.

الحلو بانِت لِبِّتُه، نجحت أمريكا في جرجرتنا إلى اقتتال عربى عربى بحَقْن المنطقة بفيروس التعصب الدينى النشط، والغريب أن فيروس التعصب الدينى لا ينشط إلا في الجسد العربى فقط.المواجهة المقبلة والمرعبة هي مواجهة سنية شيعية ومن لا يرى من ثقوبِ الغربالِ أَطْبَش.

فقدت لعبة داعش بسوريا والعراق بريقها، وباتت على وشك الانتهاء، والقرار الأمريكى هو الحفاظ على نظام بشار الأسد بما تيَسَّر من جيش كان مُكَرَّمًا فصار مُخَرَّمًا..جيش لن يَهِشَّ ولن يَنِشّ.

سحبت أمريكا العرب من أقصى الشمال في الشام إلى أقصى الجنوب في اليمن أي إلى المؤخرة..ألم أقل إنها تلعب حتى في المؤخرة ما شاء لها الهوى؟!

أسمع من يقول وما دليلك؟..يا سيدى هل لديك ذرة من شك أن العملية العسكرية التي اشتركت فيها عشر دول كانت تتم دون موافقة ومباركة من أمريكا؟..هذه واحدة..الثانية راجع القانون الدولى وميثاق الأمم الأمم المتحدة لتدرك مدى مخالفة ما تم لهما، وما يستتبعه ذلك من عقاب لا يبقى ولا يذر لمن يخالفهما..

ثم يا سيدى لا تلتفت لما قلته..دعنى أحيلك لتصريح نائب مبعوث الرئيس الأمريكى لقوات التحالف "بريت ماجيرك" في مقابلة مع فضائية العربية الحدث الخميس 26 مارس المنصرم، بعد سويعات قليلة من انطلاق "عاصفة الحزم".. قال إن الولايات المتحدة أقامت مركز قيادة وتنسق جهودها مع دول مجلس التحالف الخليجى في الحملة الجوية ضد الحوثيين، مؤكدًا أن واشنطن ستحارب بكل قوتها من يعتدى على المملكة العربية السعودية وتم إبلاغ الرياض بذلك.

لقد عُرِّبَت الحروب..وإذا عُرِّبَت خُرِّبَت..علينا أن نقر أننا نعيش مرحلة من أسوأ مراحل العمر في تاريخنا..لكن العقل يقول إن السياق العام يفرض علينا طريقة تعاطى الأحداث بالقدر الذي يبقينا على قيد الحياة.. نتعاطاها مهما كانت مُرَّة كالحبوب.. أو مؤلمة كالحُقَن.. أو مُخْجِلَة كما هو الحال في طريقة تعاطى اللبوس.
الجريدة الرسمية