رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا حققت عاصفة الحزم؟! «٤»


لأن القصف الجوي لم يحقق الأهداف المعلنة لعاصفة الحزم حتى الآن والتي تتمثل في إنهاء سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة فإن التوقعات زادت مؤخرًا بقرب الحرب البرية.. حتى الوقت الذي اتخذه البرلمان الباكستاني برفض مشاركة باكستان في الحرب ولو جوًا لم تحبط هذه التوقعات وإنما زادت تحديدًا بخصوص مشاركة مصر في الحرب البرية.


وإذا كانت الحرب الجوية اقتضت حسابات دقيقة فإن الحرب البرية سوف تحتاج إلى حسابات أخرى أكثر دقة وربما أطول وقتًا، خاصة أن الأوضاع على الأرض في داخل اليمن شديدة الصعوبة والتعقيد.

فإذا كان الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح لهم وجود عسكري منظم داخل اليمن من خلال المجموعات العسكرية التابعة للحوثيين ووحدات الجيش النظامي التابعة للرئيس اليمني السابق، فإن الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ليست له تشكيلات عسكرية منظمة واضحة المعالم.. بل إنه كل يوم جديد يكتشف خيانة قيادات عسكرية جديدة له فيقوم بإقالتها.. وكل الموجود على الأرض في مواجهة حلف الحوثيين وصالح من مجموعات تشكلت بمبادرات شعبية يطلق عليها فصائل مقاومة ومجموعات أخرى قبلية شكلتها القبائل.. وهكذا القوات غير اليمينية التي سوف تدخل اليمن والمرشح هنا بالطبع قوات سعودية أساسًا ثم مصرية سوف تواجه قوات عسكرية منظمة ومدربة ضدها ولن يساندها سوى المجموعات المقاومة والمجموعات القبلية التي لم نستطع حسم أمر السيطرة على مدينة عدن حتى الآن.

أما خارج اليمن فإن الترحيب الدولي لعاصفة الحزم أو فلنقل التفهم الدولي لها قد يتقلص وربما يتلاشى مع انتقالها من حرب جوية إلى حرب برية، وهذا أمر يتعين أن يحسب له الحلفاء العرب كثيرًا من الحساب.

ينبغي القول إن كلًا من مصر والسعودية تهتمان بألا يتحول اليمن إلى استنئزاف عسكري واقتصادي لهما، ولذلك سيفكران مليًا قبل اتخاذ قرار الحرب البرية في اليمن.
الجريدة الرسمية