رئيس التحرير
عصام كامل

سلم أمرك لله يا سيادة الرئيس !


أقولها بكل وضوح وصراحة..سلم أمرك لله.. أقولها للرئيس السيسي الذي قال بكل وضوح وصراحة وجرأة أيضا.. مطلوب ثورة دينية.. قالها ورددها وأمر بها في أكثر من مناسبة - كأول رئيس مصري - دون خوف أو تردد لوجه الله والمسلمين والوطن.


في البداية..أصحاب العقول المغلقة التي لا ترى النور ولا تريد أن تراه انتفضت وكأن ثعبانا ساما أو حية رقطاء لدغتهم لدغة الموت.. يا للهول.. يا دى المصيبة.. يا نهار أسود.. ثورة على الدين ؟! وهل يحتاج الدين ثورة عليه؟.. دارت ماكينة الهنك والرنك..الرجل كفر.. الرجل يطالب بتغيير الدين.. الرجل دخل عش الدبابير ولن يخرج منه سالما.. الرجل يعتدي على ثوابت الدين ويريد هدمه !!

وبينما هؤلاء يقولون ذلك هنا.. كان هناك في الغرب من فهم الرسالة واضحة وهم لا يدينون بالدين الإسلامي.. فهموا رسالة الرئيس دون لبس أو تلبيس.. الرئيس يريد تصحيح الخطاب الديني.. يريد مواجهة الإرهاب بتصحيح المفاهيم المغلوطة.. بخطاب واضح.. وسطي.. ليس فيه تشدد.. الرئيس يدرك أن الغلو جاء من تفاسير موجودة في كتب التراث التي وضعها بشر يخطئ ويصيب، وجاء من أفعال في تاريخ المسلمين وليس من الإسلام.. الرجل يعرف أن الفرق بين الدين والتدين قد تلاشى، ولذلك وجب الوقوف للتصحيح.. الفرق بين الدين والتدين لو تعلمون عظيم وكبير!

الغرب فهم الرسالة ووصف الرئيس الذي أطلق الدعوة بالرئيس الشجاع الذي لا يخاف غير الله.. الغرب أشفق على السيسي من عواقب هذا الولوج المحفوف بالمخاطر.. فمن هذا الذي يجرؤ على القول إن هناك حاجة إلى ثورة دينية !

هنا عندما أدرك أولو الأمر الرسالة بعد أن زادهم الرئيس من الشعر بيتا وقال "مطلوب ثورة للدين وليس على الدين".. كان الماء داخل (الحلة) قد وصل إلى حالة الغليان وبدا في التحول إلى بخار حيث لا يمكن تحجيمه أو السيطرة عليه.. فكان كل من لا يعلم صار عليما، وكل من لا يفقه صار فقيها.. اختلط الحابل بالنابل فضاعت الفكرة الرئيسية وتلاشت معالم الدعوة التي أطلقها الرئيس وتفرغ الجميع للجميع وانقسم الفسطاط إلى أكثر من فسطاط كل واحد منهم شحذ لسانه بدلا من عقله وتحول إلى آلة سب أو شتم واجتهد في البحث عن ألفاظ السب والتحقير ليطلقها من منصات الإعلام (اللي عاوز جنازة يشبع فيها لطم).. تحولت الشاشات إلى بوتاجازات للتسخين المستمر فانصهرت الوجوه الشمعية واحترق الجلد حتى ظهر العظم.. الجميع فقدوا القدرة على الحوار وقرع الحجة بالحجة.. وانبرى البعض وهم أقرب إلى الجهل من العلم ولا يملكون من أدوات علوم الدين إلا قليلا يطلبون مناظرات على الشاشات بدلا من طلبها في القاعات المغلقة الهادئة.. فظهرت الأجندات على السطح.. أرادوا أن يصححوا الخطاب الديني على طريقة السيرك وألعاب البلياتشو حيث صاحب اللعبة الخطرة ينال أعلى التصفيق والهتاف، وإذا سقط على رقبته فهو شهيد العمل والواجب ولازم يندفن في مقام ويصبح له مريدون..

دعوة تصحيح الخطاب الديني ذهبت كرها إلى المحكمة.. التصحيح يحتاج إلى حكم قضائي.. الدين لا يقيد حرية العقيدة ( لكم دينكم ولي دين) صدق الله العظيم، (وذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) صدق الله العظيم.. شيوخنا تركوا الرد للتصحيح وذهبوا إلى المحكمة، وعند الطرف الآخر خروج عن العرف والسياق والأدب في الخطاب (وجادلهم بالتي هي أحسن) صدق الله العظيم.. من يريدون تصحيح الخطاب الديني لا يدركون هذه الآيات لكنهم يقرءونها..

تصحيح الخطاب الديني بأيدي هؤلاء أخذنا إلى مكان آخر أشد وطأة وظلاما مما نحن فيه.. الحوار الزاعق الفج دخل بنا إلى حظيرة الدواعش حيث الاستتابة والتكفير والحرق والقتل فنرى – لا قدر الله - عثمان وعلى والحسين تسيل دماؤهم من جديد ونرى فرج فودة ترديه طلقات الرصاص صريعا مرة أخرى. 

يا سيادة الرئيس، لا تطلب من هؤلاء تصحيح الخطاب الديني لأنهم فهموا رسالتك خطأً وابحث عن غيرهم، وسلم أمرك لله فقد بلغت الرسالة.
m.elazizi@hotmail.com
الجريدة الرسمية