رئيس التحرير
عصام كامل

عجبني فكره ولم يعجبني أسلوبه


شاهدت الحملة الشرسة التي تشن هذه الأيام على المفكر إسلام بحيرى فقد تابعت كل حلقاته من البداية وشاهدت المناظرة التي تمت بينه وبين الشيخ محمود شعبان في برنامج تونى خليفة من سنتين تقريبًا حيث كان إسلام لم يعرفه الكثير ولم ينل شهرته فعجبنى فكره ولم يعجبنى أسلوبه.


تابعت أكثر من ثلاثمائة حلقة من حلقاته عن كثب فلم أر في كلامه أي ازدراء للدين بل العكس هو من هدم الكثير من المفاهيم الخاطئة التي ظل الكثير وأنا منهم يفكرون ويسألون ويحكمون عقولهم ويبحثون عن إجابات لكل هذه الأسئلة فلم يجدوا ولم تقنعهم إجابات المشايخ الذين كان يهرتلون دفاعًا عن أشياء خاطئة ظنًا منهم إنها من ثوابت الدين هم تدارسوها جيلًا بعد جيل وكانوا يعتبرون أن الخوض فيها يؤدى بصاحبه إلى الكفر.

وقد سبق إسلام بحيرى كثيرون تكلموا وخاضوا في أمور أكثر تعقيدًا مما تكلم فيها إسلام ولكن لحظ إسلام أنه عرض حلقاته في قناة يراها الملايين فنال شهرته وكثر مشاهدوه وزاد من اقتنع به فزاد الحقد عليه لأنه فقط قال إن الدين ليس علم وأنه نزل للناس وليس لبعض الناس فالإسلام ليس به كهانوت كالمسيحية أو اليهودية. وعندما تحدث إسلام عن أهل الذكر وقال إن المشايخ ليسوا من قصدهم القرآن بأنهم أهل الذكر وأنها أتت موجهة لمجتمع بعينه إنما اليوم فقد أتم الله دينه وأصبح الدين متاحا لأى إنسان يريد أن يعرفه وحتى حفظة القرآن كان يُخاف عليهم لأنه كان لا توجد وسيلة لحفظ القرآن إلا بالحفظ أما اليوم فوسائل الحفظ الإلكترونية أصبحت عديدة وكثرت المطابع والهيئات المراقبة وما إلى ذلك.

فكل من هاجم فكر إسلام بحيرى لم يسمعه والأزهر ومشايخه غير قادرين على مناظرته الحجة بالحجة ولكنهم يتصيدون له الأخطاء وذلات اللسان ويدبرون له المكايد والإشاعات وهذا إن دل على شىء إنما يدل على عدم قدرتهم على الرد عليه بالحجة.
وأعيب على إسلام عصبيته الزائدة والتي ربما يفهمها البعض خطأ فإسلام بحيرى ببرنامجه قد هدم الأفكار التي تشين الإسلام والأفكار التي سُفكت الدماء بسببها من خلال كتب بن تيمية وأحاديث وردت في البخارى ومسلم ولا أدرى لماذا يصرون عليها ألم يحذف البخارى نفسه ألف وخمسمائة حديث هي من الأحاديث الصحيحة من وجهة نظره ولم يوردها في كتابه ؟ الإجابة بلى قد حذف.

فأنا درست في الأزهر الشريف لمدة عام كامل دراسات دينية وشاهدت بعين رأسى كمية التعقيدات في تفسير الحديث والقرآن وكانت تدور في رأسى الأسئلة والتي إن سئلت حتى بتحفظ كانوا ينظرون إلى وكأننى كفرت وتخيلت إن العيب في فهمى أنا وضيق أفقى فكنت ألتزم الصمت.

لذلك أوجه كلمة إلى إسلام بحيرى وأقول له أنت على حق ولكن كن خفيف الظل وتعلم المزاح قليلًا وتعلم أن تكون هادئ الطبع فكل من يحكمون عقولهم هم معك والذين يهاجمونك معزورين فهم يعتبرون الحمام إلى وقتنا هذا خلاء (خرابة مهجورة) يجب دخولها ونحن نستعيذ بالله.

هم صدقوا أن في إحدى جناحى الذبابة دواء وصدقوا أن هناك عالم ألمانى أخرج هذا الدواء وسيصدقون أنه سيعالج السرطان بهذا الدواء وهذا لأنهم يعتبرون أنه حديث صحيح للنبى عليه أفضل الصلاة والسلام في حديث البخارى "إذا وقعت في إناء أحدكم ذبابة فغمسوها فإن في إحدى جناحيها داء وفى الآخر دواء".
فمازال أمامنا الكثير فهل من مثابر ؟ لك الله يا إسلام بحيرى
الجريدة الرسمية