رئيس التحرير
عصام كامل

د. محمود أبو زيد وزير الرى الأسبق: مبارك أوصلنا مع إثيوبيا لطريق مسدود


  • قدمت لـ«نظيف» حلا للتعديات على النيل و"محدش رد عليا"
  • آثار سد النهضة خطيرة على مصر والحل "اتفاق مكتوب بضمان أمريكا"
  • أحذر.. دول أخرى ستفعل ما فعلته إثيوبيا وتقيم سدودا
  • اقتراحى بإنشاء مجلس أعلى للمياه يرأسه وزارة الري قوبل بالتجاهل
  • نظام مبارك لم يدرك أهمية وزارة الرى باعتبارها أمنا قوميا
  • إثيوبيا لا تعترف بالاتفاقيات الدولية
  • التعديات على النيل تضاعفت خلال الثلاث سنوات الماضية بشكل غير مسبوق
  • إثيوبيا استغلت تراخي النظام المصري بعد ثورة يناير 
  • الكلام عن هدم السد بفعل عوامل جغرافية "عفى عليه الزمن" 
  • سد النهضة يعطي الفرصة لدول أخرى في بناء سدود عملاقة على النيل
  • حروب المياه "واردة " وإسرائيل تمارس دورها التحريضي 
  • السيسي يحمل عبء فشل سابقيه

رغم رفضه أي حديث عن الماضي، واعتراضه على أن يقتحم أحد خزائن أسراره، إلا أنه عاتب على نظام مبارك، ويكشف عن أنه قدم لـ«نظيف» حلا لإزالة تعديات الهيئات الحكومية على النيل و"محدش رد عليه".

ويكشف في حوار خاص لـ "فيتو" عن أن اقتراحه بإنشاء مجلس أعلى للمياه ترأسه وزارة الري قوبل بالتجاهل، ويرى أن مبارك أوصلنا مع إثيوبيا لطريق مسدود لأنه لم يدرك أهمية وزارة الرى باعتبارها أمنا قوميا.

إنه الدكتور محمود أبوزيد وزير الري الأسبق الذي تولى وزارة الموارد المائية لمدة اثنى عشر عاما في نظام مبارك، الرجل بدا متحفزًا في كل كلمة يقولها تتعلق بالعهد الماضي أو الحاضر في حواره مع «فيتو»، وإلى نص الحوار:

*بداية كيف ترى المفاوضات في سد النهضة، ووثيقة الخرطوم التي أعلن عنها وزير الموارد المائية الدكتور حسام مغازي؟
مفاوضات سد النهضة شائكة ويجب أن نتعامل على أساس أن الدولة التي أمامنا "إثيوبيا" هي دولة لا تعترف بالاتفاقيات الدولية وهو ما يزيد من صعوبة المفاوضات بجانب التسويف التي تتبعه وتمثل في تأجيل اختيار المكتب الاستشاري لسد النهضة أكثر من مرة، لذلك الحل في الوصول إلى اتفاق مكتوب تضمنه الولايات المتحدة الأمريكية.
*اتفاق الخرطوم أكد أن بناء السد سيراعي عدم الإضرار بمصر هل يمكن ذلك؟
سد النهضة سيكون له آثار خطيرة على مصر ولا جدال في ذلك، والحديث عن أنه لا ضرر كما تردد إثيوبيا غير صحيح ولكن الأضرار منقسمة ما بين ضرر جسيم وضرر محتمل وهكذا، وإثيوبيا اعترفت أن هناك أضرارا ولكنهم يؤكدون أن تلك الأضرار بسيطة.
*كيف يمكن أن تواجه مصر تلك الأضرار في حالة وقوعها ؟
دراسات السد لم تتغير وكفاءته لم تتغير منذ أن تم وضع تصوره ولذلك يجب علينا الآن أن نعد خطة لمواجهة الأضرار وليست لمنعها لأن منع البناء أو هدم السد بفعل عوامل جغرافية كما ردد البعض كلام "عفى عليه الزمن" ويجب على كل الأجهزة أن تعمل لمواجهة تلك الأضرار ومن المحتمل أن تقيم دول أخرى سدودا.
*لماذا تصر إثيوبيا على بناء سد النهضة وهل هو السبيل الوحيد للتنمية كما تقول؟
إثيوبيا تريد الكهرباء و80% من المواطنين هناك لا تصل إليهم كهرباء ولكن المشكلة الحقيقية أن سد النهضة لا يوفر تلك الكمية المطلوبة لتوصيل الكهرباء وهي 6 آلاف ميجا وات وبالتالى ستقوم ببناء سدود أخرى بغض النظر عن أي أضرار، بل الأصعب أنه من الممكن لدول أخرى أن تفعل ما فعلته إثيوبيا
*هل نحن مقبلون على حروب على المياه كما تشير بعض الدراسات العربية والأفريقية؟
حروب المياه قد تحدث في الشرق الأوسط لأن الأزمة المائية فيها كبيرة، وكل حروب الشرق الأوسط كان للمياه نصيب فيها لكن الأمر بعيد في منطقة نهر النيل لأن هناك حلول بديلة وبعض الدول تستطيع توفير المياه مثل مياه جنوب السودان ومياه نهر الكونغو.
*هل لإسرائيل دور في تلك الحروب سواء من خلال المشاركة أو التحريض المباشر؟
إسرائيل لها دور في بناء سد النهضة، من خلال تحريض دول حوض النيل، كما أنها تسعي إلى بناء ممر موازٍ لقناة السويس من خلال إنشاء خط بين البحر الميت والبحر الأبيض وهي القناة الموازية لقناة السويس وهذا سيسبب ضررا لمصر وهو المشروع الذي تمت منه المرحلة الأولى التي تمثلت في توقيع اتفاقية نقل المياه من البحر الأحمر إلى خليج العقبة.
*كيف تري حملات إزالة التعديات على نهر النيل التي أطلقتها وزارة الري ؟
الحملة جيدة ولكن هناك خطوات يجب أن تكون بالتوازي، خاصة أن التعديات على نهر النيل تضاعفت خلال الثلاث سنوات الماضية بشكل غير مسبوق، ولذلك يجب أن تكون هناك تشريعات قوية وتغليظ العقوبات للردع، بجانب قانون النيل الموحد.
*المشكلة الأكبر في إزالة التعديات على نهر النيل هي النوادي والهيئات الحكومية المعتدية على نهر النيل كيف يتم التعامل معها ؟

المباني الحكومية مشكلة كبيرة، والوزارة قامت في عهد مبارك وحكومة أحمد نظيف بتقديم خطة إلى مجلس الوزراء لنقل تلك النوادي والهيئات خارج إطار القاهرة وكان الاختيار حلوان وقمنا بتقسيم منطقة في حلوان لتستوعب تلك النوادي، وقدمنا المشروع و"محدش رد علينا".
*من يتحمل فاتورة المياه وما وصلنا إليه من تهديد بسبب سد النهضة؟
التأثير تراكمي وإثيوبيا استغلت تراخي النظام المصري بعد ثورة يناير لتعلن بدءها لبناء سد النهضة وبسبب الأحداث تم التراخي في التعامل مع الملف.
*هل هناك أجهزة مسئولة عن ملف المياه تتابعه باعتبارها أمنا قوميا ؟
في الحقيقة أننى طالبت عندما كنت وزيرا للرى بإنشاء مجلس للمياه يكون هو المسئول عن هذا الملف وكل متعلقاته ويكون مجلس أعلى يرأس وزارة الري ولكن لم ينظر إلى هذا الاقتراح.
*توليت الوزارة في عهد مبارك لمدة 12 عاما، هل كان الرئيس الأسبق مسئولا عن تدهور العلاقات مع أفريقيا؟
مبارك لم يحسن التعامل مع الدول الأفريقية خاصة بعد حادثة محاولة اغتياله في أديس أبابا ونستطيع أن نقول إن مبارك أوصلنا مع إثيوبيا إلى طريق مسدود.

*هل يستطيع الرئيس السيسي العودة بمصر مرة أخرى إلى أفريقيا؟

الرئيس السيسي يحمل عبئا ثقيلا في ملف المياه وخطواته في الملف الأفريقي لها ملامحها وهو ما تمثل في قوله لزعماء إثيوبيا لا بد من وجود اتفاق مكتوب فيما يخص سد النهضة، وتحركاته السياسية إلى الصين وبعض الدول الأخرى كان لها أثرها.

*هل المنح الأفريقية إحدى الوسائل لعودة مصر مرة أخرى إلى أفريقيا؟
المنح الأفريقية إحدى السبل وسيكون لها نتائج طيبة ولكن هناك طرقا أخرى تعيد مصر لموقعها مثل التجارة والتصدير والاستيراد كما كان يحدث في وقت سابق وتحديدا مع شركة النصر حينما كانت تقوم بتصدير السيارات، ويجب قبل هذا كله دراسة احتياجات كل دولة بجانب استخدام الدين، فالبعثات الدينية ما زالت في بعض الدول الأفريقية ويمكننا الاستفادة منها. وكذلك إعادة موقع مصر للدول الأفريقية لا بد أن يكون له أولوية ومن الأفضل إنشاء وزارة دولة للشئون الأفريقية. 
*هل كان يدرك نظام مبارك أهمية وزارة الري ؟
نظام مبارك لم يدرك أهمية الوزارة باعتبارها وزارة سيادية تتناول قضية أمن قومي والاهتمام الكافي لم يصل إلى وزارة الري حتى الآن فهي وزارة"مظلومة".
*كيف ترى الوزراء الذين تم تعيينهم بعد تركك للوزارة خاصة بعد الثورة ؟ 
كل وزير منهم كان له دور وبصمة ولا نستطيع إنكار دوره ولكن الأفضل لوزير الري أن يكون من داخل الوزارة وأن يكون عمل فيها لسنوات بدلًا من أن يأتى أحد من خارجها وقتها يصبح الأمر أصعب بكثير.
الجريدة الرسمية