رئيس التحرير
عصام كامل

كيف نستفيد من مياه الصرف الصحي


هناك العديد من المصارف التي تصب مياه الصرف الصحى في البحيرات الشمالية وهى المنزلة والبرلس وادكو ومريوط والتي يسميها الأهالي بمصارف الموت وتصب ما يقرب من 10 مليارات متر مكعب من مياه الصرف الصحى غير المعالح سنويا فى البحيرات مما يلوث المياه ويتسبب فى كثير من الأمراض ويقتل الثروة السمكية حتى أن كثيرا من الصيادين قد هجروا البحيرات بعد موت الثروة السمكية.


ومن أمثلة هذه المصارف، مصرف بحر البقر: ويصب في بحيرة المنزلة ويبلغ طوله نحو 190 كيلو مترا، ويمتد من جنوب القاهرة مارا بمحافظات القليوبية والشرقية والإسماعيلية والدقهلية، ويستقبل مخلفات الصرف الصحي غير المعالج من التجمعات السكانية على جانبيه أو من شبكات الصرف الصحي مباشرة من المدن المطلة عليه.

مصرف كتشنر ويصب في بحيرة البرلس ويبلغ طوله 85 كيلو مترًا، ويعتبر أخطر مصرف بعد مصرف بحر البقر، حيث يبدأ ذلك المصرف بمحافظة الغربية، ويمر على محافظة الدقهلية، مرورًا بعدد من مراكز كفر الشيخ، ويحمل إضافة إلى الصرف الصحى الصرف الصناعي الناتج من مصانع المحلة الكبرى، وكفر الزيات وطنطا وبسيون ويطلق عليه سكان محافظات الغربية والدقهلية وكفر الشيخ مصرف الموت.

وهذه المصارف قتلت الحياه في البحيرات وقتلت الثروة السمكية بل وقتلت البشر أنفسهم بما أصابتهم به من أمراض
ويعتبر تغيير مسار هذه المصارف إلى الصحراء لزراعة مليوني فدان من النباتات التي تنتج الوقود الحيوى وأهمها أشجار الهوهوبا والجتروفا والتي تروى بمياه الصرف الصحى المعالج من المشاريع الضرورىة في الوقت الحالى الذي نعانى فيه من أزمة في الوقود ولتنقية البحيرات وإعادة الثروة السمكية إليها، وإعادة الحياة إلى سكان البحيرات الذين كانوا يعيشون في رغد من العيش قبل تلوث البحيرات وأصبحوا يعانون الفقر والمرض والبطالة.

إن هذا المشروع له آثار اجتماعية كثيرة مثل عودة آلاف الآسر التي هجرت البحيرات نتيجة التلوث والذي أصاب السكان بالأمراض خاصة الأطفال لقلة مناعتهم حيث وصلت نسبة الإصابة بهم إلى 80% حيث إن معظم طعام أهل المنطقة من الأسماك والأرز وذلك نظرا لاحتواء الأسماك على عناصر ثقيلة تصيب الأطفال بالأورام والفشل الكلوي ومن نتائج المشروع أيضا ارتفاع المستوى المعيشى للسكان نتيجة عودة الثروة السمكية إلى البحيرات والتي كانت تعد من انقى البحيرات في العالم وتعيش به اغلى انواع الأسماك والتي كانت تصدر للخارج ويعيش عليها آلاف الأسر ويستلزم الأمر تطهير البواغيز لدخول مياه البحر إلى البحيرات وهذا يعتبر أكبر مشروع للثروة السمكيه في مصر.

ادعو الحكومة إلى دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع والعائد المادى من ثمن الوقود الحيوى وقيمة الثروة السمكية والعائد الاجتماعى وعدد الأيدي العامله التي ستعمل بهذا المشروع وتحديد المسارات الجديدة لمصارف الصرف الصحى وحفرها بالشركات التي تنهى عملها في حفر قناة السويس وتحديد المناطق الصحراوىة التي ستزرع بمياه الصرف الصحى بعد تنقيتها لتصبح صالحة للزراعة وتدريب الأيدي العاملة بالمشروع وهناك العديد من الشركات المصرية والأجنبية العاملة في مجال تنقية المياه ولديها التكنولوجيا الكفيلة بذلك.
الجريدة الرسمية