رئيس التحرير
عصام كامل

احذري.. الصراخ في وجه الأبناء يصيبهم بالعدوانية والاكتئاب


الصراخ، ظاهرة جديدة تسللت إلى حياتنا وبيوتنا وأصبحت مرضا خطيرا بل وباءً مزعجا ينتشر كالنار في الهشيم، فلا يكاد يخلو منه بيت أو تنجو منه أسرة لديها أطفال في المراحل التعليمية المختلفة إلا أن للصراخ تأثيرا سلبيا على نفسية الأبناء مستقبلا.


أكدت رولا خلف الاستشارية النفسية والتربوية، أن الصراخ يعد عقابًا فاشلًا لأنه يشيع في البيت مناخًا متوترًا يمس كل من يعيشون فيه، كما أن البيت الذي تعلو فيه الأصوات هو مناخ مناسب لإنتاج أفراد مرضى بأمراض نفسية، كالقلق والاكتئاب، فالطفل الذي تصرخ أمه دائمًا في وجه وتؤنبه باستمرار، سيشعر تلقائيًا بأنه فرد غير مقبول والجميع يبغضونه ولا يرتاحون لتصرفاته.


وأضافت "خلف"، أن الصراخ في وجه الأطفال يحدث ما يسمى بالرابط السلبي لدى الطفل، بمعني أنه يذكره بمواقف سيئة يتألم لتذكرها وتجترها ذاكرته بمجرد سماع الصراخ وقد يدوم معه طوال حياته ومهما كبر فإن أيْ رفع للصوت أمامه يعيد لديه تلك المشاعر السلبية التي استشعرها وهو طفل ضعيف.

وتابعت "خلف"، إن أسلوب الصراخ في وجه الأبناء يمثل قدوة سيئة لهم في التعامل مع الآخرين، حيث يتشربون هذا السلوك ومن ثم يبدءون في ممارسته تجاه الأطفال الأصغر منهم في العائلة والمدرس وقد نرى البنت تصرخ في وجه أمها أو أبيها والولد كذلك، ليصبح من العبث حينئذ أن ننهاهم عن ذلك، كيف وقد ربيناهم على الصراخ وكان هو وسيلة التفاهم بيننا وبينهم؟.

وأوضحت "خلف"، أن من نتائج الصراخ الدائم في وجه الأطفال أنه ينتج جيلًا مشاغبًا يتسم بالعصبية والعناد وربما العدوانية.
الجريدة الرسمية