رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قصة «سايس» للبحث عن لقمة العيش.. «أبوملك» ينظم ركن السيارات بميدان الجيش.. لجأ للمهنة بعد توقف عمله بأحد المصانع إبان الثورة.. يتحصل على 150 يوميًا.. ويؤكد: «عملي قان


«هتركن يا باشا» بهذه الكلمة يبدأ «أبو ملك» مسيرته اليومية بحثًا عن لقمة العيش، فيخرج «عبد الكريم» كل صباح من منزله، إلى العمل بميدان «الجيش» الذي يعتبره بيته الثاني، فهذه الوظيفة لا تحتاج إلى أوراق رسمية أو وقت محدد، بل تحتاج إلى خفة ومرونة، ولباقة؛ حيث ينتظر قدوم السيارات لتركن بجوار الرصيف، فيتقدم «أبو ملك» في اتجاه السائق، ويخبره «هتركن يا باشا»، فتكون الإجابة بنعم، فيحصل في النهاية على ما يتراوح من 3 جنيهات إلى 5 جنيهات، على السيارة الواحدة.

عمل قانوني 100%

يقول «عبد الكريم» الذي تجاوز سنه الخمسين: إنه يعمل سايسًا، ويؤكد أن عمله قانوني 100%، وأن الساحات مؤجرة من الحي، ما يعطيه الأحقية في العمل بحرية دون مواجهة أي مشكلة، موضحًا أن عمله لا يقل أهمية عن رجل المرور؛ حيث يساعد أصحاب السيارات على ركن سياراتهم في هدوء ويراقبها حتى مغادرته.

استغلال المهنة
ويضيف أن هناك من يسيء لمهنته، ويفرض رسوما على أصحاب السيارات، ولا يقدم مقابلها التذكرة ليأخذ ثمنها في جيبه، بالإضافة إلى أن البعض يمارس المهنة دون أي قانون، ويكون أغلبهم من بلطجية المنطقة الذين نشطوا بعد الثورة، وهذا يؤثر بالسلب على باقي العاملين بالمهنة، قائلًا: «الحسنة بتخص والسيئة تعم».

رجل مرور
ويضيف أبو ملك: «أعمل هنا منذ 7 أشهر، فلم يسمح بوجود سايس داخل الميدان، ولكن بعد ترميم الميدان، ووجود قاعة مناسبات «السلام»، أصبح المكان يحتاج إلى من ينظمه، وهنا جاء دوري في العمل هنا كسايس، فأنا رجل مرور السيارات الراكنة».

وتابع قائلًا: «لم أعمل سايسا طوال عمري، بل بعد ثورة 25 يناير، لتوقف المصنع الذي أعمل به، ومع احتياجي للأموال لسداد نفقات الأسرة، اقترح صديق علىّ العمل سايس على بوابة نادي الظاهر، فهناك قاعة أفراح، ومن الممكن أن أحصل على أموال من المقبلين نظير تنظيم السيارات، الأمر الذي قوبل بالرفض من إدارة النادي».

اشتباكات مع البلطجية
وكشف «عبد الكريم» عن أن الفكرة لم تخرج من عقله، فبحث عن أماكن يقف فيها لتنظيم السيارات، وهذا ما حدث بالفعل، ولكن لم تتركه المشاكل، منها المشاجرة مع البلطجية، الذين يريدون الحصول على المال، أو طرده من المكان الذي يقف به، ولكن منذ 7 أشهر تمكن من الوقوف في مكان ثابت.

150 جنيها
يؤكد «أبو ملك» أن المبلغ الذي يتحصل عليه من كل السيارات، يغنيه عن البحث عن عمل آخر، الذي يصل إلى 150 جنيها يوميًا، وهذا على حسب السيارات التي تقوم بالركن داخل الميدان، وساعات العمل، ويضيف: «أعمل منذ الـ 10 صباحًا إلى الساعة السابعة أو الثامنة مساء، لأذهب إلى البيت مع أطفالي، وأرتاح لبدء يوم آخر يشبه سابقه».
الجريدة الرسمية