رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي والمصارع والمعجزة!!


كان المريض في حالة خطرة جدا.. كان رياضيا ومصارعا معروفا تعرض لأزمة صحية مفاجئة وصادمة للجميع، وصل بها أو وصلت به إلى مرحلة لم يتوقعها أحد.. كل شيء في جسده لا يعمل وخصوصا العقل والقلب.. الضغط مرتفع والسكر عالٍ والنبض ضعيف، وتبذل محاولات مستميتة لإبقائه على قيد الحياة والمحاولات بها بعض - بعض - من الأمل!


واستجاب الجسد الواهن المنهك للضربات الكهربائية.. صدمة بعد صدمة.. ثم محاولة بعد أخرى، وجاءت النتائج مبشرة.. يلوح معها الأمل في الأفق.. الأيدي تدب فيها الحياة من جديد وتذهب البرودة من الجسد المنهك.. ويعمل القلب ويبدأ في ضخ الدماء، وتتمدد الأوردة تستقبل جريان السائل الأحمر فيها ومنه إلى الرئة تحمل إليها الأكسجين اللازم للتنفس.. وفجأة تتحرك الأيدي ثم الشفاه تتمتم بما لا يفهمه أحد، وليس مهما أن يفهمه أحد، فالمهم أن تدب الحياة في الجسد المريض، وأن يستجيب الرحمن الرحيم الكريم الوهاب لدعوات الداعين وأن ينفخ فيه من روحه سبحانه وتعالى من جديد وقد كان..

وتطور الأمر إلى شرب الماء وحركة العينين ثم إلى تذكر الأشخاص والأشياء والأحداث.. ومنها إلى الأكل والرؤية.. ولكن كل المحاذير الممكنة.. لا حركة.. لا طعام ثقيل.. لا أملاح.. لا دهون.. لا غضب.. لا انفعال.. لا تدخين.. لا زيارات.. لا صحف.. لا نشرات أخبار.. لا شيء على الإطلاق إلا أن يبقى الجسد على قيد الحياة بدلا من موته أو على الأقل بدلا من وفاة بعض الأعضاء، ما قد يتسبب في غيبوبة طويلة أو شلل لبعض الأعضاء؛ نظرا لاضطراب القدرة على التحكم.. وفجأة - فجأة - يتدخل أحدهم وهو قريب للمريض، ويسأل الأطباء عن إمكانية أن يشارك المريض الملقى أمامهم في بطولة للمصارعة الحرة!!

كاد الأطباء يستدعوا الشرطة أو مستشفى الأمراض العقلية، ووسط الدهشة والدهشة ماذا يمكن أن تصفوا أنتم هذا الرجل قريب المريض؟ هل هو على حق؟ أم أنه يطالب بغير المعقول، وأن قريبه يحتاج لاسترداد عافيته أولا وبعدها صحته كاملة أو شبه كاملة.. ثم نشاطه كاملا أو شبه كامل.. ثم تعود العافية كاملة أو شبه كاملة.. ثم تتطور وتعود الطاقة كاملة أو شبه كاملة.. ثم كاملة.. وبعدها يذهب للتدريب ثم للتدريب الشاق وبعدها يمكن الكلام عن مشاركة المصارع المريض في مباريات للمصارعة.. ما رأيكم؟، هل تصدقون أيضا أن قريب المريض انضم له كثيرون يطالبون بالطلب نفسه؟، ماذا ستقولون عنهم؟، وما علاقة ذلك كله بالسيسي؟، هل تعرفون ما علاقته؟.. المئات وربما الآلاف يطالبون السيسي بأن تحارب القوة العربية المشتركة إسرائيل!!

هكذا مرة واحدة.. وأن هذا هو الدليل الوحيد على صدق الدعوة لتشكيل الجيش الواحد!!.. ولا فرق بين جسد الأمة المنهك الضائع الذي نقاتل من أجل وقف تمزقه وجمع شتاته.. فقط نحلم بوقف تمزقه وجمع شتاته وبين المصارع المريض!

نعم هو مصارع.. وخصومه في انتظاره وهم خصومه بالفعل لا ينكر أحد ذلك.. لكن هل يمكن أن يحدث ذلك بتخطي كل الخطوات السابقة؟!

البعض لا يخالف العقل والمنطق فيما يقوله فقط وإنما الطبيعة أيضا!!
ملحوظة: إياك أن تنسى أنك حكمت على نفسك بينك وبين نفسك قبل أن تكمل المقال!!
الجريدة الرسمية