ثالوث الخطر !

العشوائيات قنابل موقوتة، ففيها يجتمع ثالوث الخطر "الفقر والجهل والمرض"، وسكانها صيد سهل للإرهاب والتطرف والإجرام.. ولعل مراجعة متأمل لخريطة العنف في مصر تدلنا بوضح على أنه كلما ازداد الفقر والجهل عشَّش التطرف في العقول والأمكنة وهو ما يحتاج إلى مزيد من الدراسات الاجتماعية لوضع هذه الحقيقة موضع العلاج في ضوء حوادث التطرف والإرهاب الأخيرة.

الجهد المبذول لعلاج العشوائيات لا يزال دون المأمول؛ فلا تزال هناك 1300-1700 منطقة يعيش فيها 15 مليون نسمة على مساحة 37.5% من المدن المصرية، تستحوذ القاهرة وحدها على ثلث سكان العشوائيات وتحتاج إلى تنمية حقيقية تخرجها من ظلمات الجهل وبراثن الإرهاب ومهاوي الجريمة.

إن تطوير هذه العشوائيات يجعلها قيمة مضافة وطاقة بناءة.. فلماذا لا يتبنى كل رجل أعمال في نطاق دائرته تطوير إحدى العشوائيات.. ولماذا توقف بعضهم عن ذلك، وقد بادر بالفعل إلى هذا العمل التنموي المحمود.. ألا يدركون أن غضبة الفقر مدمرة، وأن ثورة الفقراء بلا رشد ولا عقل.. وهل يأمن الأغنياء شر الجوعى إذا ما ثاروا وانتفضوا ؟!
ونكمل غدًا..