رئيس التحرير
عصام كامل

سجينة الحب


جلسا معا ليرتشفا فنجان القهوة كالعادة، وراحت تستدرجه في الكلام، فوصفت له جمال الدنيا وروعتها، لكن ذكرته بالفصول الأربعة، كى يقدر قيمة ألوان الزهور، ودفئ الشمس، ولطافة الجو في الربيع.


من جهة أخرى.. ذكرت له أن دنياها دائمة الشتاء رياح.. رعود ونار تأكل أحشاءها، عواصف تساعدها على الالتهاب، لا مفر ولا رجوع.

بداية طريق لا نهاية له، خيانة كذب، أقنعة على وشك السقوط وأنها في انتظار أن تشرق شمس تذيب قمم الجبال من الثلوج، حدثته عن أشخاص يجري في عروقهم العشق المشؤوم مثل الغذاء المسموم، لا دواء ينفع، إلى متى يعبثون بقلوب الآخرين.. حدثته وبكل صدق أنها عندما تسمع صوته.. وكأن ريحا ساخنا يدخل أذنها، نظراته أسهم لاهبة تطأ عينيها حين يلمس يدها تحترق بنار الغدر، بكل حزن وأسف أخبرته أنهما وصلا لمفترق الطرق، ولم تعد تسير في درب واحد وفي الاتجاه نفسه معه.

لقد أهمل زهرتها ولم يعد يسقيها أو يعتني بها، وراح يبحث عن رحيق للزهور في حديقة أخرى.

يا له من ماكر، لم يكن صادقا، ملامح الملائكة لم تعد تناسبه.. لأنها كشفت خفايا حكايته معها قالت له: بقلب مجروح
دقاته متسارعة وكأنه سيخرج من بين الأضلع.. لو أنك بكل عفوية أطلقت سراح الطائر الجميل من لسانك... لكان غرد حبا في صدري.

لقد أقسمت يوما.. أنك ستبقى وفيا لحبي.. عفوا أيها الرجل.. أما أن كل شئ.. أو لا أكون.
Advertisements
الجريدة الرسمية