برلنتي عبد الحميد تكتب: «ليلة مع العمدة»

نشرت مجلة صباح الخير 1958، موضوعا تحت بعنوان "ليلة مع العمدة"، والذي كتبت فيه الممثلة برلنتى عبد الحميد تقول:
منذ أربع سنوات تقريبا، كنت في فرقة يوسف وهبى، وقررت الفرقة القيام بجولة فنية في الوجه القبلى، واستقر بنا المقام في قرية نائية، في نفس اللحظة التي وصلنا فيها، سمعنا عن وقوع جريمة قتل مزق فيها الجناة جثة القتيل، وقادنا يوسف وهبى، للمبيت في دوار العمدة.

وما كدت أواجه العمدة لأصافحه كبقية زملائى، حتى لمحت في عينيه أكثر من معنى شيطانى، فاقشعر بدنى، لكنى تمالكت على نفسى حتى طلع النهار، وذهبنا إلى مكان التصوير، وبعد التصوير فوجئنا بمن يقول لنا أننا سنضطر إلى المبيت لعدم وجود مواصلات، ورفضت مع أعضاء الفرقة هذا الاقتراح حتى لا نعود إلى دار العمدة "الوقح".

اضطر يوسف وهبى، أن يحجز لنا حجرتين في فندق ببلدة مجاورة، وبمجرد أن دخلت دار العمدة أحضر حقيبتى، غادرت السيارة التي كانت ستقلنى مع زملائى إلى الفندق، فقد نسيونى، وتذكرت نظرات العمدة وانهارت أعصابى وأخذت أجرى في الشوارع المهجورة أكثر من نصف ساعة.

فوجئت بسيدة مسنة تستوقفنى وتسألنى هل أنت من "المشخصاتية"، وحكيت لها مشكلتى وأنا أبكى، وقادتنى العجوز إلى مسكنها الذي وجدته حجرة واحدة قذرة ليس بها إلا حصيرة وقلة قذرة اضطررت للشرب منها، كما اضطررت أن أنافق العجوز حتى راحت في النوم، فارتحت قليلا حتى طلع النهار وأرسل لى يوسف وهبى سيارة أخذتنى.