رئيس التحرير
عصام كامل

الإذاعات الإقليمية طوق نجاة لمحاربة الإرهاب


غدًا العيد الرابع والثلاثون لإذاعة القاهرة الكبرى، هذه الإذاعة التي أنشئت عام 1981م، وانطلق معها تأسيس شبكة الإذاعات الإقليمية، وأصبح لكل إقليم من أقاليم مصر صوت مسموع، ينفذ من خلاله، ويعبر عن ذاته، ومن هنا يأتي دور الدولة في العناية بهذه الشبكة الإذاعية التي من خلالها تستطيع أن تحارب الفكر الإرهابي الذي يتغذى على بعض عقول أبناء مصر، كل على حسب ثقافته وعاداته وموروثاته الفكرية، ولعل آخر هذه التغذية ما حدث في جنوب الصعيد من تأجيج مشاعر بعض المسلمين تجاه إخوانهم المسيحيين بسبب الشروع في بناء كنيسة تحمل اسم شهداء مذبحة ليبيا الأخيرة.


إن الأساس الذي تبني عليه الجماعة الإرهابية بيوتهم الواهية يختلف باختلاف كل محافظة، ولن أقول كل إقليم، فما يتم استخدامه في أسوان أو المنيا أو أسيوط على وجه الخصوص، يختلف عنه في الإسكندرية ومطروح وسيناء وغيرها، ومن ثم فإن محاربة هذا الفكر الإرهابي لن يكون إلا باستخراج دواء من داخل البيئة الحاضنة له، وهذا ما تملكه شبكة الإذاعات الإقليمية، فالصعيد الذي عاني ما عاني من إهمال المسئولين، أصبح لزامًا على كل محافظ أن يكون له لقاء شهري مع الإذاعة الإقليمية؛ ليعلم أبناء محافظته على ما تم من إنجازات خلال شهر، وأن يستقبل شكواهم خاصة وأنه لا توجد مجالس محلية منتخبة يمكنها الإشراف على خطط المحافظات، وبذلك يكون المواطن على بينة من أمره، ولا يكون عرضة لاستقبال الشائعات التي يشعلها الفكر الإرهابي، والتي يوقد بها نيرانًا تأكل عقولًا مسالمة. فكم مرة خرج محافظ على مواطني محافظته بحوار مفتوح؟! والإذاعة يمكنها أن تذهب بوحدة بث مباشر إلى مكتب سيادته دون تكليفه مليمًا واحدًا! أي إن الإذاعة المصرية تقدم خدمة من ذهب على طبق من ذهب، ولكن المسئولين يرفضون، إذًا لمن يعملون؛ فإن لم يسمعك أحد فأنت لم تقل شيئًا.

يا سيادة رئيس الوزراء...
إصدر قرارك لكل محافظ بأن يجري حوارًا شهريًّا مع الإذاعة الإقليمية، يكشف فيه عمّا قدمه على أرض الواقع لمواطني محافظته. إصدر قرارك يا سيادة رئيس الوزراء بتخصيص مكتب للإذاعة الإقليمية داخل ديوان كل محافظة بأقل التكاليف؛ ليكون قريبًا من صاحب القرار؛ فينقل ما يتم فورًا، وينقل الاجتماع الدوري للمحافظ وكل القيادات مع رؤساء الأحياء والمراكز والمدن في كل محافظة.

إن مجهودات الإذاعات الإقليمية كبيرة ولا تحصى، يعملون ولا ينتظرون جزاءً ولا شكورًا...يقومون بعمل القوافل الطبية، والبيطرية، والتوعوية، يذهبون إلى كل القرى، يعملون بثبات على محو الأمية قدر استطاعتهم، يتحلون بالفكر التحرري المبدع، يعملون بروح الشباب، وينتظرون من كل محافظ أن يمنّ عليهم، ويجري حوارًا معهم، وهو أحوج ما يكون إليهم.

إلى رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية أبو العلا حبيب، وإلى المبدع ولاء عسكر مدير عام إذاعة القاهرة الكبرى، وإلى كل فريق العمل، كل عام وأنتم بخير.. صوتكم مسموع، وعملكم موفور، وننتظر منكم المزيد مع باقي إذاعات الشبكة الإقليمية.
الجريدة الرسمية