رئيس التحرير
عصام كامل

هذه القوة العربية المشتركة..اين العدو المشترك ؟



قلنا قبل ذلك في مقال سابق إنه لكي تؤسس الدول العربية قوة عسكرية مشتركة وواحدة فعلينا كي تنجح الفكرة أن نحدد أولا العدو أو الأعداء المستهدفين من لك..فلا يعقل أن تكون أولويات بعض الدول وأهدافها خلاف الدول الأخري وأهدافها.. وكانت كلمات الزعماء في القمة أكبر دليل على أجندة كل دولة ومخاوفها التي تدفعها للسعي لتشكيل القوة الواحدة..فمصر مثلا تضع الإرهاب في أولوياتها الأساسية تليها أي مخاطر تهدد البلدان العربية من أعدائها..وبالتالي فمحاربة داعش والإرهابيين في ليبيا مثلا سيكون من بين أهدافها.


بينما السعودية ودول الخليج لم يكن الإرهاب من بين أولوياتها بل منها من طالب برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة وهو يعلم أن البديل القوى الآن له هي تنظيمات وجماعات إرهابية في الأساس!

إذن.. وبغير أي نية لإحباط أحد نسأل وبدوافع وطنية قومية ولأسباب موضوعية: كيف يمكن إدارة قوة عسكرية ـ أي قوة عسكرية في العالم ـ دون تحديد عدوها؟ ليس هذا فحسب وإنما أعداؤها مختلفون؟  وما هي آلية اتخاذ القرار بداخلها؟ هل سيكون لها قائد واحد سيأتمر الجميع بأوامره؟ ومن أي دولة سيكون؟ للدولة الأقوي عسكريا والتي ستقدم أكبر عدد من الجنود والخبراء العسكريون أم للدولة التي ستدفع أكثر؟ وماذا لو كانت آلية اتخاذ القرار بالإجماع..وهناك من يريد قتال داعش وهناك من يريد قتال غيرها لأسباب مذهبية تشعل النار إثر مما تطفئها أو على من لا يشكل خطرا حقيقيا أو على الأقل هناك مخاطر أكثر سخونة وأهمية منه؟

أسئلتنا بدافع الحرص على نجاح المشروع إلى يجب أن يكون بداية لعمل عربي مشترك وناجح ودائم ينهي عقود من الفشل ومن التشرذم ومن التشتت..عمل عربي واحد عليه أن يعطي الأمل للأجيال الحالية والقادمة..عمل مشترك يستبعد الفشل حيث إن الفشل في مثل هذه الظروف كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معان !
إخلاص السيسي ومثاليته وآماله الكبيرة لا تكفي..واعتقادنا أنه يعرف أنها لا تكفي.. وهذا ما ننتظره الأيام المقبلة !
الجريدة الرسمية