رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا ومستقبل "عاصفة الحزم"!


عاصفة الحزم مستمرة حتى يتحقق الأمن في اليمن.. هكذا جاء رد الملك سلمان خادم الحرمين على المطالبات الأمريكية التي تطالب بالإسراع بإنهاء هذه العاصفة وعدم استمرارها طويلا.. الرد جاء في كلمة خادم الحرمين أمام القمة العربية التي ألقاها ثم غادر شرم الشيخ مصطحبا معه الرئيس اليمني على متن طائرته.


إن الولايات المتحدة لم تبخل على السعودية والتحالف العربي المشارك في عاصفة الحزم بتأييدها لهذه العاصفة.. بل إنها أعلنت على لسان مصدر مسئول فيها عدم سكوتها إذا ما تعرضت السعودية لأي عدوان، والمقصود هنا بالطبع عدوان إيراني.. ومع ذلك فإن التأييد الأمريكي لعاصفة الحزم جاء مشروطا بعدم استمرارها طويلا، أي أن يتم إنهاؤها سريعا لاستئناف الحوار الوطني في اليمن الذي كانت ترعاه الأمم المتحدة، والذي لم يسفر عن شيء سوى تمادي الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح في تنفيذ مخططهم في السيطرة على ربوع اليمن وكل مؤسسات الدولة فيه.

ولعل ذلك كان سبب تردد بعض التصريحات المنسوبة لعدد من المسئولين في دول الخليج بأن عاصفة الحزم لن تستغرق سوى بضعة أيام ولن تطول لعدة أسابيع أو أشهر على غرار ما قرره أوباما بالنسبة لحرب داعش والتي أعلن أنها سوف تستغرق سنوات.

غير أن قول الملك سلمان حول استمرار عاصفة الحزم حتى يتحقق الأمن في اليمن يأتي ليحسم الأمر.. فهذه العاصفة لها هدف محدد واستمرارها مرهون بتحقيق هذا الهدف.. وهذا يفتح الباب الآن أمام كل الاحتمالات بدءا من استمرار الغارات الجوية للتحالف العربي ضد أهداف حوثية أو أهداف تخص الرئيس السابق على عبد الله صالح، وانتهاء باحتمال تطور هذه الغارات الجوية لتشمل عمليات برية أيضا.

فالأمن في اليمن سوف يتحقق فقط بقبول الحوثيين بالتراجع عن انقلابهم ضد الرئيس الشرعي وخططهم لفرض سيطرتهم على اليمن والقبول بالحوار والتفاوض الذي تدعو إليه الأمم المتحدة ومعها المملكة العربية السعودية ودول الخليج.. وهذا لم يتحقق حتى الآن، رغم أن حليفهم على عبد الله صالح تقدم بمبادرة لوقف القتال والعودة لطاولة المفاوضات.

وهذا يعني أن موعد انتهاء عاصفة الحزم في يد الحوثيين والإيرانيين الذين يؤيدونهم.. وعلى من يطالب بالإسراع بإنهاء هذه العاصفة أن يوجه طلبه لإيران ومعهم الحوثيين وليس للتحالف العربي.
الجريدة الرسمية