رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رجاء النقاش يكتب: ماذا فعلنا لإحياء ذكرى العندليب


في مثل هذا اليوم ومنذ ثمانية وثلاثين عاما في 30 مارس 1977 رحل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وفى الذكرى الثالثة لوفاته كتب الكاتب رجاء النقاش مقالا بمجلة الكواكب عام 1980 بعنوان ماذا فعلنا من أجله يقول فيه:


ها هى ذكرى عبد الحليم حافظ تتكرر عاما بعد عام، والأيام كلما مرت علينا أثبتت لنا أن عبد الحليم حافظ كان أجمل وأعذب مما تصورناه حتى وهو حى بيننا، وأنا واحد ممن كانوا يحبون عبد الحليم في حياته، ولكننى لم أتصور أبدا أنه سيصبح بعد رحيله أكثر نجاحا وتأثيرا مما كان عليه وهو حى.

أنه يمثل الصدق والأصالة والجمال الحقيقى الذي لا شبهة فيه، وهذه الصفات كلها تنكشف لنا يوما بعد يوم، وتدهشنا وتسكرنا بخمر حلال، نشربها من صوت عبد الحليم النقى الصافى الذي هو صناعة إلهية خالصة.

ولكن ماذا فعلنا بهذا الكنز؟ هل أقمنا له متحفا في قريته؟ هل أقمنا عيدا سنويا في القرية التي أنجبته؟ يغنى فيه الناس أغانيه ويشاهدون أفلامه ويقيمون سوقا لشرائطه وشرائط غيره فيتحول عيد عبدالحليم إلى فن وفرحة ونشاط اقتصادى وسياحى بالدرجة الأولى.

لم نفعل من هذا شيئا حتى الآن، وفى الاحتفال السنوى بذكرى عبد الحليم نتكلم ونتكلم ولا نقدم شيئا غير الكلام، فهل يمكن أن نصحو وننتبه وندرك أن عملا واحدا صغيرا أكثر نفعا وبركة من مليون كلمة من الكلام الناعم النائم الجميل؟
Advertisements
الجريدة الرسمية