رئيس التحرير
عصام كامل

ثقافة «فيس بوك» وأصحاب السوء.. خطر داهم على ابنك


التربية الصالحة هي مسئولية الأبوين وواجبهما المقدس في هذه الحياة، لكن مؤخرا ظهرت حالة من العزلة الاجتماعية بين الآباء والأبناء، فكل الروابط التي تربط بين الأسرة الواحدة تتمزق يوما بعد يوم، تارة بالتكنولوجيا الحديثة وتارة بالحرية المطلقة وتارة أخرى بالإهمال وكل ذلك يصب في مجرى لتفاقم مشاكل إدمان الشباب وهروب الفتيات والضياع..

تقول نهى معروف أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية إن التربية مسئولية الأب والأم وهي واجبهما الذي يجب أن يؤدياه على أكمل وجه، والتربية يجب أن تتم في إطار مكتمل الجوانب من أهل وأصدقاء ومدرسة واستخدام لوسائل التقنية الحديثة، وكل أمر يجب أن يتم في شكله المتوازن لأن أي أمر إذا زاد على شكله الطبيعي يؤدي إلى عواقب وخيمة، لأن أبناءنا حاليا يتعرضون إلى كثير من المستجدات والمتغيرات التي تؤثر في سلوكهم لذلك يجب على أولياء الأمور الانتباه جيدا لهذه المستجدات، فمثلا لو تحدثنا عن مدى خطورة ترك الأبناء ليلا ونهارا على مواقع التواصل الاجتماعي فالطفل أو الشاب يتعرض للكثير من الثقافات والأفكار التي تؤثر في تنشئته وتعامله مع الآخرين، وللأسف يترك الوالدان أبناءهم دون رقابة وهذا يزيد من خطورة الأمر، وليس معنى ذلك أن يمنع الآباء أبناءهم من الجلوس على الإنترنت، لا بالعكس فالأبناء دائما لديهم فضول وشغف نحو كل ما هو ممنوع "فالممنوع مرغوب".


لكن تكمن الفكرة في احتواء الأبناء بعيدا عن الضياع من مؤثرات خارجية وأصحاب سوء وثقافة مفروضة علينا حاليا هي ثقافة تدميرية لعقول الأطفال وأخلاقهم من أفلام هابطة وأفلام يبحثون هم عنها لمشاهدتها، حل كل هذه الأمور في التوازن في العلاقة بين الأبناء والآباء ومشاركتهم في كل أفعالهم دون أن يشعروا أن هذا نوع من أنواع التجسس أو تقييد لحريتهم، فيجب إعطاؤهم القدر الطبيعي من الحرية وليست حرية مطلقة لأن الحرية المطلقة تبني شخصية غير مسئولة.
الجريدة الرسمية