رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي.. "فك" السحر الأفريقي!


حكاية رجل طيب لا أنساها أبدا وأكررها لكي نتعلم الدرس، الحكاية عندما لاحظ أحد العاملين في شباك تذاكر إحدى دور السينما..

الرجل الطيب يأتي كل ليلة ولمدة أسبوعين؛ لمشاهدة نفس الفيلم المعروض، لفت نظره هذا الأمر الغريب، فدفعه فضوله إلى سؤاله عن سبب مشاهدته نفس الفيلم كل ليلة؟؟.. فأجاب الرجل الطيب: في نهاية الفيلم يسقط البطل بحصانه في حفرة، وأنا أحضر لكي أرى البطل هل سينتبه إلى الحفرة أم لا؟.. وللأسف بطل الفيلم لا يتعلم ويسقط كل ليلة!!

السؤال ما هو الدرس من هذه القصة؟.. ماذا نتعلم من قصة هذا الرجل الطيب؟.. معا نحاول الربط بين هذه القصة وما حدث في مشكلة سد النهضة؟.. هل البطل السيسي مثل بطل الفيلم أم أنه خرج من رحم مصر التاريخ والحضارة ليغير كل هذا؟

وأيضا نسأل هل هناك عصا سحرية تدخلت لحل المشكلة التي كانت ولا تزال تؤرق الشعب المصري؟!.. هل ظهر فجأة اختراع جديد توصل إليه العلماء لحل المشكلة بإضافته إلى مياه النيل مثلما حدث في فيلم "أرض النفاق" فتتغير الأفكار والتصرفات إلى النقيض؟!.. هل ذهب أحد إلى شيوخ السحر في أفريقيا لحل العمل المعمول من أيام الرئيس أنور السادات.. ومبارك.. ومرسي المعزول؟!.. هل عاد فجأة الصواب لعقول قادة الدول الثلاثة (أثيوبيا –السودان - مصر)؟!

من المؤكد كل هذا لم يحدث، ولا أحد يمكنه الادعاء بشيء منه، ولكن الذي حدث أن السيسي تعلم الدرس، ولم يفعل مثل بطل الفيلم، فلم يفعل مثل السادات ويرفض مجرد الحوار أو لقاء الوفود الأثيوبية (1976)، أو يفعل مثل حسني مبارك ويتجاهل تقارير المخابرات المصرية للواء أحمد عبد الرحمن (في نهاية الثمانينيات)، الذي قدم تقارير تؤكد أن هناك دراسات من الجانب الأثيوبي لإقامة العديد من السدود، وهذا لن يتم إلا من خلال دعم خارجي، وأوضح اللواء أحمد عبد الرحمن أن الكيان الصهيوني والأمريكان ليسا بعيدين عن هذا، ولم يتعامل بغباء المعزول محمد مرسي.

الذي حدث هو أن السيسي لم يستخدم عضلاته.. بل استخدم عقله، وبحنكة وجدية المصري صاحب حضارة آلاف السنين، بالعقل والمنطق يمكن أن يلين الحديد، أو بالعقل والمنطق تصل إلى قلب المشكلة، وجعل المشكلة تؤرق الجميع، مشكلة أثيوبية مصرية سودانية، وبالتالي على الجميع أن يشارك في حلها، جعل المشكلة ليست مصرية أو ستضر مصر فقط، المضار الجميع أثيوبيا والسودان، أيضًا بل الوحدة الأفريقية بالأحرى المصلحة الأفريقية، هذا كله قلب موازين المشكلة كلها، وتمت أولى خطوات الحل النهائي للمشكلة.

وكان رائعا أن يحول السيسي العلاقة المصرية الأثيوبية إلى شراكة في العديد من الاستثمارات، وتبادل المصالح بين الشعبين.

وبالرغم من ذلك، علينا أن ندرك جيدا أن القادم أصعب، وعلينا أن ننتبه إلى أن أعداء مصر لن يملوا من اختراع المشاكل والعقبات في طريق تقدم مصر في أي مجال، وخاصة مع أشقائها الأفارقة، القادم أصعب وبإذن الله مصر قادرة على العودة إلى مكانتها اللائقة، وتعود مصر (أم الدنيا)!
الجريدة الرسمية