رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. جمال فرويز يعترف: أنا مازوقي.. كنت بكره مبارك ولما قابلته قلت له بحبك ياريس


  • المصريون جابوا محمد على لأنهم غير مؤهلين للحكم
  • الشباب يقلد حركة تامر حسنى للسكرتيرة في فيلم عمر وسلمى في الأعياد 
  • السيسي كعبد الناصر الأقرب لقلوب المصريين 
  • الإخوان كسروا نفسية المصريين واتحسنت بعد 3 يوليو 
  • الشعب المصرى غير مؤهل لثورة ثالثة نفسيًا لأسباب اقتصادية 
  • التحليل النفسي لشخصية المصري أثبت أنها "تتلذذ بتعذيب نفسه" 
  • السينما سبب رئيسي في زيادة معدلات الجرائم وارتكابها بأساليب غريبة 
  • المصريون أصبحوا يتصفون بـ"اللامبالاة" نتيجة تكرار أعمال العنف 
يعتبر التحليل النفسي أمرا من الأمور المهمة في حياة الأفراد والشعوب أيضًا، فالتحليل النفسي يكشف عيوب الشخصية والمجتمع ككل، ومن ثم يساهم في وضع حلول منطقية لهذه المشاكل بدلًا من أن تتفاقم ويصبح المجتمع مريضًا بمرض مستعص لا علاج له، ويعتبر المجتمع المصرى من المجتمعات التي تعانى من العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية نتيجة الظروف المختلفة التي مر بها المجتمع، والتحولات الجذرية التي شهدها بعد الثورات المختلفة، فأصبح خبراء علم النفس أمام مجتمع مر مؤخرًا بثورتين، هما ثورة 25 يناير، و30 يونيو، بكل ما حدث فيهما وما نتج عنهما، وحالة العنف التي شهدها المجتمع نتيجة تصرفات جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها، وحول هذه التغييرات وغيرها من القضايا المهمة، حاورت "فيتو" الدكتور جمال فرويز، الاستشارى النفسى، وقدم عرضًا شاملًا للتغييرات التي طرأت على نفسية المصريين، وطبيعة الشخصية المصرية، ومعدلات الجرائم وأساليبها، والمتغيرات التي ظهرت على الساحة المجتمعية، إضافةً إلى تحليل نفسي لشخصية الرؤساء منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى نص الحوار:


*برأيك، ما أهم التغييرات التي طرأت على نفسية المصريين بعد ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو؟
- توجد عدة منحنيات مرت بها نفسية الشعب المصرى بعد الثورتين، فبعد ثورة 25 يناير، تحسنت الحالة النفسية للمصريين بشكل غير متوقع بعد إسقاط نظام مبارك بما شمله من تخلف وتأخر في جميع المجالات، ثم انحدرت الحالة النفسية وتراجعت تدريجيًا نتيجة حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر بعد ثورة يناير، ومع حكم المجلس العسكري أيضًا، وفى حكم جماعة الإخوان الإرهابية حدث نوع من الانكسار لنفسية المصريين، وعادت الروح المعنوية للتحسن مرة أخرى بعد إسقاط حكم الإخوان وبداية حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، "بس المشكلة أن الشعب مقدرش يفرح قوى نتيجة الحالة الاقتصادية والمشكلات التي يعانى منها الاقتصاد، والرئيس إذا استمر يراعى الشعب ويرأف بحالتهم فهذا سيدعم الحالة النفسية لهم".

*هل نفسية الشعب المصرى مؤهلة لتقبل فكرة قيام ثورة ثالثة الآن، بعد حديثك عن الظروف والتحديات الاقتصادية؟
المسألة ليست في تقبل أو رفض نفسية المصريين للثورة، لكن الأساس يكمن في ضرورة وجود مبررات تدفع المصريين لتقبل قيام ثورة ثالثة، الشعب المصرى له سمات يجب أن تحترم، وبالعودة إلى الماضى، وقراءة تاريخ الثورات جيدًا "ثورة 1919، وثورة 1952، وثورة يناير، وثورة 30 يونيو"، نجد أنها تمت في ظل ظروف اقتصادية جيدة، وأنها تمت لأسباب أخرى، منها مثلًا ما حدث في ثورة 30 يونيو التي قامت بسبب كره الإخوان وليس لأسباب اقتصادية، "الآن لا يمكن الحديث عن ثورة لأسباب اقتصادية، ولو فكرنا بالمنطق في أن نقيل السيسي أو ننهى حكم المؤسسة العسكرية لن نجد بديلا، ولا يوجد فصيل جاهز لحكم البلد، والناس أكثر ارتياحا لهذا الحكم لأنه يعطيهم إحساسا بالأمان".

*هل الشعب المصرى له طبيعة خاصة كما يقال؟
بالطبع، المصريون لهم طبيعة خاصة ومختلفة عن باقى الشعوب، وفى التصنيف النفسى للشعوب، تصنف شخصية الشعب المصرى ضمن "الشخصية المازوقية"، وهى شخصية تتلذذ بتعذيب ذاتها، ولا أقصد بهذا الكلام أن الشعب كله يتبع هذه الشخصية، ولكن في علم النفس التصنيف يعنى أن هذه الشخصية ظاهرة في المجتمع وتخطت نسبة الـ 25%، والشخصية المازوقية يدفعها تلذذها بتعذيب ذاتها إلى الرضا بالأمر الواقع وعدم الثورة عليه كنوع من التعذيب، فمثلا الشعب صبر على مبارك رغم أنه أفسد البلاد في جميع المجالات، "أنا مثلا كنت انتقد حكم مبارك كثيرًا مع المرضى أثناء علاجى لهم، ولكن عندما تقابلت معه قلت له أنا بحبك وربنا يخليك لينا، ولما روحت له البيت قلت له أنا حاسس إنى عايز أعيط ياريس انى معاك النهاردة".

*ما هي المعايير التي استندت عليها في وصف الشخصية المصرية بأنها شخصية مازوقية؟
المعايير التي استند إليها علم النفس في وصف الشخصية المصرية بأنها شخصية مازوقية من أهمها أنها شخصية تميل دائمًا إلى التقليل من نفسها وهذا نوع من تعذيب النفس، إضافةً إلى أنها شخصية تعشق كل ما هو غريب وأجنبى رغم أنها قد يكون أقل مما يوجد لدينا في المجتمع، فمثلا عندما خرج الفرنسيون من مصر، وكان المصريون أمام قرار اختيار حاكم لجأوا إلى محمد على بدلًا من أن يختاروا حاكما مصريا، وذلك لاقتناعهم بأنهم غير مؤهلين للحكم.

* معدلات الجرائم وأسلوبها أصبح مختلفا ومستفزا في الفترة الأخيرة حتى تجاه الحيوان مثلما حدث في واقعة قتل كلب شبرا، برأيك، ما هي أسباب ارتكاب الجرائم بهذا الأسلوب؟
-السينما سبب رئيسى في زيادة معدلات الجريمة، وارتكاب الجرائم بأسلوب مختلف على طبيعة مجتمعنا فمثلا واقعة قتل الكلب مقتبسة من فيلم إبراهيم الأبيض، وأنا لا أعترض على مناقشة السينما للجرائم وعرضها وعرض أفلام تناقش قضايا الجنس، لكن المشكلة الأساسية تكمن في أن هذه الأفلام تقدم لشعب مستواه الثقافى والتعليمى منحدر، مما يجعله يقلد ما يشاهده فقط دون أن يفهم طبيعة القضية التي يطرحها الفيلم والغرض منها، فمثلاُ فيلم عمر وسلمى كان البطل يقوم بعمل حركة للسكرتيرة أصبح الشباب يقلدونها في الأعياد، وأصبح التقليد أعمى دون أي تمييز للفرق بين السينما والواقع.

*هل ترى أن الشعب المصرى أصبح يعانى من اللامبالاة، نتيجة الاعتياد على أعمال العنف والإرهاب؟
نعم المصريون اعتادوا على أعمال العنف، وأصبحوا يعانون من اللامبالاة تجاهها، وأصبحت أعمال العنف مع التكرار لا تؤثر على المصريين، إضافةً إلى أنهم أصبحوا أكثر عنادًا وتحديًا لكل أعمال العنف وهذا ما لا يريد أن يستوعبه الإرهابيون، لأنهم لا يفهمون طبيعة الشخصية العنادية للمصريين، "المصريون اعتبروا الموضوع حرب مع الإرهاب".

*بالحديث عن فيديوهات تنظيم "داعش" الإرهابى، ما هي الرسالة التي ترغب المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في إيصالها للشعب المصرى من ورائها؟
-فيديوهات "داعش" هدفها ترويع الشعب المصرى، لكن من صنعها تجاهل الطبيعة النفسية للمصريين، ونسى أنه شعب عنيد بطبعه، واستطاع أن يحول هذه الفيديوهات إلى مادة للسخرية والتهكم، وأمريكا وإسرائيل يعانون من الغباء ولا يمثلون أي تهديد للشعب المصرى نظرًا لغبائهم المتناهى، لكن سبب نجاحهم في أحيان كثيرة يعود إلى الشعب المصرى الذي يعطيه فرص للنجاح لأننا لا نقرأ التاريخ.

*قدم لنا تحليلا نفسيا لشخصية الإرهابى؟
شخصية الإرهابى تتأثر بعدة عوامل، منها ما هو وراثى وما يعود إلى عوامل التربية والأسرة، ومنها ما ينمى من خلال الخبرات الحياتية، والإرهابى دائما تبدأ شخصيته في التكوين من سن مبكرة تبدأ من 15 سنة، برفض الواقع والتمرد عليه، كما ينتمى هذا الشخص إلى أسر متوسطة أو أقل من متوسطة الحال، يقوم في بداية حياته بعملية تعويضية في المجتمع يبحث من خلالها عن أسلوب يعوض حرمانه من مباهج ومتع الحياة، فيلجأ أحيانا إلى طريق الدين وتفسيره طبقا لهواه وهوى من يفسرونه له، وتزداد في هذه الفترة كراهيته للمجتمع، وهذا شق من الإرهابيين، أما الشق الآخر منهم فيبحث عن المال والشهرة والمتاع، كالزواج أكثر من مرة، وإن فشل في الحصول على المال فهو يلجأ إلى العنف.
وهو شخصية سيكوباتية عاجزة، يلجأ إلى العنف والسرقة والاغتصاب والقتل والتدمير، ويبدأ من نقطة الغضب بالألفاظ التي يسعى فيها إلى تكفير كل من أمامه طبقا لهواه، ثم يتحول إلى غضب حركى باستخدام السلاح والعبوات الناسفة، كما أن الإرهابى شخص ضعيف ويسيطر عليه الفشل والانهزامية، ولا يجيد التفكير بعقله، بل ينتظر من حوله حتى يفكرون له ويعطونه الأوامر لأنه لا يجيد اتخاذ القرار بمفرده، كما أنه شخص مضلل.

*من أكثر الرؤساء منذ حكم جمال عبد الناصر وحتى الآن، قدرةً على التفاعل مع الجماهير، وأكثر اقترابًا منهم؟
-الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تمتع بحب المصريين وذلك نظرًا لأن الظروف التي تولى فيها مسئولية حكم مصر كانت في صالحه خاصةً أنه قام بثورة مع الضباط الأحرار للقضاء على الحكم الملكى وساندها الشعب وظهر عبد الناصر بصورة البطل، أما الرئيس محمد أنور السادات فقد ظلمته الظروف التي تولى فيها الحكم لأنه تولى بعد جمال عبد الناصر وشهد عصره عدة توترات وظروف صعبة، لكنه استطاع أن يكسب المصريين بعد حرب أكتوبر 1973، أما مبارك فقد كان في بداية حكمه محبوبًا من المصريين، لكنه فقد هذا الحب بعد ظهور ملف التوريث وزيادة معدلات الفساد.
أما الرئيس المعزول محمد مرسي، فكان يقوم فقط بتنفيذ أوامر مكتب إرشاد جماعة الإخوان الإرهابية مما تسبب في شعور المصريين بأن البلد ليست بلدهم، ويعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي أقرب الرؤساء لقلب الشعب المصرى، لأنه يتحدث ببساطة في خطاباته وبلغة قريبة للمصريين، ويخاطبهم بحب، ويعمل بجهد من أجل الوطن.
Advertisements
الجريدة الرسمية