رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أثري: المصريون القدماء أصحاب أول سفن ناقلات للجنود في العالم


أكد الباحث الأثري أحمد عامر، أن المصريين القدماء أصحاب أول سفن قامت بنقل الجنود في العالم، وكان ذلك في عصر الأسرة السادسة في الفترة من 2420: 2280 ق.م، حيث تم العثور على أثر بالغ الأهمية مدون على مقبرة الوزير "وني" قال عنه علماء الآثار إنه أول إشارة للخروج إلى البحر في سفن من "ناقلات الجنود" ويسرد لنا النص قصة تكليف الوزير "وني" بالقضاء على اعتداءات بعض فصائل جيش "الأكاديين" وقبائل البدو في شمال سيناء على القوافل والبعثات التعدينية المصرية التي كانت ترسل إلى هناك لاستخراج خام الفيروز والنحاس والمعادن الأخرى.


وكان جيش "الأكاديين" قد زحف إلى بعض المناطق السورية ثم بدءوا يستعدون للزحف جنوبًا لغزو مصر، ما دعا مصر إلى إرسال جيشها بقيادة "وني" لوقف هذا الزحف، وقد ظهر دور هذه السفن واضحًا بقوة في عهد الملكين الملك "سقنن كا رع" والملك "كامس"، حيث إنه قد اشتهر في عهدهما استخدام السفن النهرية الضخمة كناقلات للعتاد الحربي والجنود والجيوش التي كانت تتم تعبئتها ونقلها عبر النيل متوجهة إلى الدلتا للقيام بالعمليات الحربية والهجمات المتعاقبة على قواعد الهكسوس.

وأثبتت النصوص التاريخية أن الملك "كامس" كان يُبحر بسفنه من ناقلات الجنود وناقلات العتاد الحربي بطول النيل من طيبة - الأقصر حتى الفرع الشرقي للدلتا، وأنه كان يستخدم سفينته كقاعدة لقيادة العمليات الحربية، كما أننا نجد نصبا تذكاريا أقامه "كامس" بمعابد الكرنك يذكر فيه "أبحرت شمالًا لأضرب الآسيويين...وقضيت الليل في "سفينتي" وقلبي فرح...وضربت العدو ودمرت أسواره...وكان جنودي كالأسود".

وأشار "عامر" إلى أنه كان هناك نص آخر مدون باللغة "الهيروغليفية" على نفس مقبرة "وني" أيضًا يحكي أنه كان مكلفًا بتجهيز وقيادة سفن كبيرة لنقل أحجار الجرانيت من محاجر أسوان على سفن عريضة مبنية من خشب السنط، ويفخر "وني" بأنه قد أشرف على بناء سفينة جديدة من تلك السُفن التي استغرق بناؤها سبعة عشر يومًا فقط.

وظهر "وني" وهو يفتخر بأنه استطاع التغلب على الصخور التي تعترض مجرى النيل في منطقة الجندل الأول بجنوب أسوان والتي تجعل الملاحة مستحيلة حيث إنه قد قام بإرسال عدة سفن إلى هناك مجهزة بالرجال والأدوات اللازمة لتعميق وتطهير المجرى النهري الذي حفره المصريون القدماء في عصور سابقة على عصر "وني" حيث استطاعوا تحويل مجرى النيل ليلتف حول منطقة الجندل الأول متلاشيًا صخورها وأصبح هذا المجرى الجديد صالحًا للملاحة فيه بالمراكب والسفن النهرية، وبذلك يعترف التاريخ الإنساني بأن المصريين هم أصحاب أول سفن قامت بنقل الجنود وأيضًا هم أول شعب استطاع تحويل مجرى واحد من أعظم أنهار الدنيا.
الجريدة الرسمية