مصر في قلب عاصفة الحزم
منذ اللحظة الأولى لإعلان مصر تأييدها لعاصفة الحزم التي بدأتها فجر أمس المملكة العربية السعودية ودول الخليج ضد الحوثيين في اليمن قالت مصر إنها مستعدة للمشاركة فيها جويا وبحريا وبريا، وهذا هو المهم، رغم أن السعوديين لم يفصحوا عن إمكانية تطور هذه العاصفة الجوية إلى عاصفة برية.. هذا يعنى أن القرار المصرى بالمشاركة في هذه الحرب لم يكن قرارا دعائيا إنما كان قرارا بمشاركة كاملة في تلك الحرب، رغم أننا نخوض بالفعل حربًاعلى جبهات مختلفة الآن في مواجهة إرهاب أسود شرس.
والمفترض أن هذا القرار سبقته حسابات كثيرة عسكرية وسياسية وإستراتيجية تحدد حجم المشاركة والنتائج التي ستترتب على هذه المشاركة، فضلا بالطبع عن الأهداف المنشودة من هذه المشاركة خاصة أن الذاكرة المصرية ما زالت تحتفظ حتى الآن بذكرى المشاركة العسكرية المصرية في اليمن منذ عدة عقود مضت والتي سبقت هزيمة يونيو 1967.
غير أن الوضع الآن مختلف فإن مصر تشارك في حرب اليمن الجديدة والسعودية ودول الخليج كلها معها وليست ضدها بل إن هذه الحرب تؤيدها أيضا دول إقليمية مثل تركيا وباكستان ودول عالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية ولا تعارضها روسيا والصين..بما يعنى أن المشاركة المصرية في حرب اليمن لن تكون استنزافا عسكريا أو تشتيتا إستراتيجيا لمصر مما يهدد أمننا القومى.
وهنا تبدو مجددا أهمية الاقتراح المصرى الذي سبق أن بادر به السيسي لإنشاء وتأسيس قوة عسكرية عربية موحدة..فهذه القوة هي التي يمكن أن تضطلع بما يحدث في اليمن حاليا.
