رئيس التحرير
عصام كامل

الصندوق الأسود


لم تتعود مصر برئيس مصرى مثل عبد الفتاح السيسي يشعر بنبض الجماهير ويحترم إرادة الشعب كواحد من أبنائه، يملك القرار فيستخدم هذا الحق من أجل الوطن دون تردد، يحكمه مصلحة الوطن لا غير. جاء هذا في الضربة العسكرية بليبيا، وموقفه من المصالحة مع الإخوان، وأخيرا التغيير الوزارى، وحركة المحافظين.


جاء هذا الأسلوب في تقييم رجال الدولة، ومحاسبتهم بعد أن كان الجالس على مقعد وزارى يلتصق به سنوات وسنوات حتى لو كان من الوجوه غير المقبولةمن الشعب. لكن..لى تحفظ في طريقة إقصاء الوزراء..كان ذلك جليا في حالة الوزير هشام زعزوع وزير السياحة السابق.

لقد تم استدعاوه للعودة إلى مصر أثناء زيارته لبورصة برلين وسط دهشة الجانب الألمانى - علمًا بأن جدول أعماله كان يتضمن لقاء مع رئيس لجنة السياحة في البرلمان الألمانى، كما حدث إلغاء لمواعيد الوزير وارتباك جدول أعمال ممتلئ وتصريح له بأن مجموعة من شركات الزراعة والصناعة والسياحة الألمان برئاسة وزير الدولة للشئون الاقتصادية يعتزمون طرح المشاركة في استثمارات بمصر تقدر بنحو 2.5 مليار يورو..لماذا هذه الهرولة؟ ولماذا لا يترك الوزير لإتمام مهمته ونفويضة بالتوقيع خلال يوم أو يومين لعدم إحراجه مع احتمال ضياع فرصة أو صفقة لصالح الوطن قد تضيع؟ نفس الشيء حدث مع وزير الداخلية محمد إبراهيم الذي لم يعلم بإقالته وكان يحتفل بين ضباطه وقيادات الوزارة بيوم المجند بينما الوزير الجديد على مكتبه.

أما عن تعيين اللواء مجدى عبد الغفار وزيرا للداخلية فهو اختيار موفق..إذ إنه أحد قيادات جهاز الأمن الوطنى وقبلها أحد رجالات قطاع أمن الدولة السابق الذي مارس بعض التجاوزات بحق الشعب، إلا أن رجاله هم عيون مصر الأمنية ومصر الآن في احتياج لجهود كل رجل شريف من رجال أمن الدولة السابقين فهم صندوق أسود يختزن معلومات مهمة، وتحضرنى واقعة أخبرنى بها أحد لواءات شرطة مصر العظيمة السابقين بأنه أثناء تواجده مع ضابط أمن دولة صغير على مقهى.. فوجئ بالصغير ينتفض خارجا متجها للشارع ويمسك بزمام رجل..وعند استفسار اللواء عن ذلك أخبره الضابط بأن هذا الشخص مطلوب أمنيا..لهذه الدرجة كان الوعى والذاكرة عند هؤلاء الرجال...وتحيا مصر. 
الجريدة الرسمية