رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل أسبوع رئاسى تاريخى.. «السيسي» يزور الخرطوم.. يبحث تعزيز العلاقات مع دول حوض النيل.. يوقع على «مبادئ سد النهضة».. يلتقى رئيس وزراء إثيوبيا في أديس أبابا.. ويجتمع برئيس «


شهد الأسبوع الماضى، زيارة تاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي، لكلٍ من السودان وإثيوبيا، حيث استهل الجولة بالعاصمة السودانية الخرطوم، وكان في استقباله الرئيس السوداني عمر البشير.


مراسم الاستقبال الرسمي
وعقب إجراء مراسم الاستقبال الرسمي التي شملت استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين، توجه الرئيسان إلى القصر الجمهوري بالخرطوم، حيث تم عقد جلسة مباحثات ثلاثية مُغلقة بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي "هيلاماريام ديسالين"، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث، وتلا ذلك مراسم التوقيع على إعلان المبادئ الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، بمشاركة عدد من ممثلي بعض دول حوض النيل، كما ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة بمناسبة التوقيع على إعلان المبادئ.

أديس أبابا
وغادر بعدها الرئيس السيسي الخرطوم، حيث وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في مستهل زيارته الرسمية لإثيوبيا، عقب توقيع إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة الإثيوبي، وكان في استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام ديسالين، والسفراء العرب وسفراء دول حوض النيل، بالإضافة إلى السفير المصري في أديس أبابا، وأعضاء السفارة المصرية.

جلسة مباحاثات مع ديسالين
وعقب إجراء مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين، التقى "السيسي"، رئيس الوزراء الاثيوبي في جلسة ثنائية استهلها الرئيس بالإعراب عن سعادته بزياة إثيوبيا، منوها إلى أن إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه بالخرطوم، يعد خطوة أولى على طريق المزيد من التعاون بين الدول الثلاث، وهو الأمر الذي يتطلب إبرام اتفاقيات تفصيلية تطبق وتوضح جميع جوانبه.

التنمية والرخاء لشعوب الدول الثلاث
وأضاف الرئيس أن التوقيع على إعلان المبادئ جاء تعبيرًا عن إرادة قوية، تدفع باتجاه الحرص على استكمال مسيرة التفاهم والتنسيق، بما يحقق التنمية والرخاء لشعوب الدول الثلاث.

وأكد الرئيس أن هذا التوجه المصري، يعد تطبيقا عمليا لإستراتيجية مصر الجديدة للانفتاح على أفريقيا وهي الإستراتيجية التي حرصه على صياغتها منذ خطاب التنصيب في يونيو 2014.

دول حوض النيل
وأوضح الرئيس أن التعاون والتنسيق الذي تشهده علاقات مصر مع كل من إثيوبيا والسودان، يتعين أن يتطور ليشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وأن يتسع ليضم كافة دول حوض النيل وكذا دول القارة الأفريقية بأكملها، وهو الأمر الذي يتطلب توافر الإرادة السياسية المشتركة وتوجيه الطاقات وتسخير الإمكانيات لتحقيق آمال وطموحات الشعوب الأفريقية التي تتطلع إلى الكثير من قادتها.

مياه النيل
من جانبه، رحب رئيس الوزراء الإثيوبي بالرئيس السيسي، مؤكدا أن زيارته إلى إثيوبيا، تعد شرفا عظيما، وستترك أثرا كبيرا لتعميق التفاهم بين الشعبين المصري والإثيوبي، وأكد "ديسالين" أنه وإن كانت مياه النيل تمثل جوهر التعاون الحالي بين مصر وإثيوبيا والسودان، إلا أن التعاون بين الدول الثلاث، لن يقتصر على موضوعات المياه، ولكنه سيمتد إلى آفاق أرحب لتحقيق التنمية والرخاء لشعوبها.

ونوَّه ديسالين إلى أن توقيع إعلان المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبي، يرسي القواعد العامة والخطوط العريضة للتعاون ولعمل الخبراء الفنيين الإثيوبيين والمصريين، بما يعطي إشارة بدء قوية لمستقبل أفضل للعلاقات بين البلدين في إطار من التعاون والاحترام المتبادل الذي يعد مصدر سعادة للأصدقاء وإحباط للأعداء.

مسيرة التعاون
وأكد الرئيس السيسي، حرص مصر على اتخاذ خطوات جادة وبذل جهود مخلصة لاستكمال مسيرة التعاون والتفاهم التي بدأت بتوقيع إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة الإثيوبي، منوهًا إلى أنه مثلما يتطلع الشعب الإثيوبي للتنمية فإن الشعب المصري يؤكد كذلك على حقه في التنمية، أخذًا في الاعتبار أن نهر النيل، يُعد مصدرًا وحيدًا للحياة في مصر.

وأضاف الرئيس أن الفتور الذي شاب العلاقات المصرية الإثيوبية في عقود سابقة، يتعين أن يصبح تاريخًا نتجاوزه جميعا، ونعمل جادين على عدم تكرار حدوثه مرةً أخرى.

ونوه ديسالين إلى الفرصة الطيبة التي تتيحها الزيارة لتعميق كافة مجالات التعاون بين البلدين في إطار الإخاء الذي يجمع بينهما وبما يعود بالنفع عليهما على كافة المستويات الثنائية والإقليمية والدولية.

واستعرض "ديسالين" قوة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين سواءً من خلال شريان الحياة الذي يجمع بينهما متمثلًا في نهر النيل، أو على الصعيد الديني من خلال علاقة وارتباط الكنيسة الإثيوبية تاريخيًا بالكنيسة القبطية المصرية.

جسور الثقة
وأوضح الرئيس السيسي، أن إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث بالخرطوم ساهم بلا شك في بناء جسور الثقة والتفاهم بين الدولتين والشعبين المصري والإثيوبي، مشددًا على أن تطبيقه العملي، يتطلب إبرام اتفاقيات أخرى أكثر تفصيلًا لتوضيحه وتطبيقه بما يضمن تحقيق المنفعة الاقتصادية لإثيوبيا وعدم إلحاق أي ضرر بمصر.

ونوه السيسي إلى أن المرحلة القادمة، تقتضى إتمام إنجازات هامة ومُحددة، أهمها البدء في صياغة الاتفاقيات التفصيلية المشار إليها والاتفاق السريع على المكاتب الاستشارية التي ستقوم بإعداد الدراسات، وتشجيع وسائل الإعلام وقادة الرأي ومراكز الأبحاث في البلدين على تهيئة المناخ اللازم لتعزيز وتطوير العلاقات.

وعلى صعيد دعم العلاقات الثنائية، أشار الرئيس إلى العديد من أوجه التعاون القائمة بين البلدين والتي تساهم مصر من خلالها في عملية التنمية في إثيوبيا سواءً على الصعيد الاقتصادي أو على مستوى التعاون في مجال تدريب الكوادر والتنمية البشرية.

وتم تخصيص 50 منحة دراسية كاملة للطلبة الإثيوبيين للدراسة بالجامعة البريطانية في مصر، كما منح مستشفى سرطان الأطفال 57357، أجهزة طبية عالية القيمة للجانب الإثيوبى، فضلًا عن تدريب 150 طبيبًا إثيوبيًا في مجال علاج سرطان الأطفال.

ووجه "ديسالين" الشكر للرئيس على المنح الدراسية والمساعدات المصرية المقدمة لإثيوبيا، ولاسيما في مجال الصحة، منوهًا إلى أهميتها بالنسبة للشعب الإثيوبي.

مواجهة الإرهاب
وتناولت المباحثات استعراضا لعدد من القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما ما يتعلق بقضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية، فضلا عما يمثله الإرهاب من تحد جماعي يستلزم تضافر الجهود من أجل دحره والقضاء عليه.

وفي ختام اللقاء، وجه الرئيس الدعوة لرئيس الوزراء الإثيوبي لحضور مراسم الاحتفال بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، وأعرب "ديسالين" عن سعادته بتلقي هذه الدعوة الكريمة، مؤكدًا تطلعه للمشاركة في مثل هذا الحدث التاريخي.

رجال الأعمال المصريين والإثيوبيين
كما التقى الرئيس السيسي، عددا من رجال الأعمال المصريين والإثيوبيين، بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي "هيلا ماريام ديسالين"، الذي حرص على حضور اللقاء، تعبيرًا عن اهتمامه بتنمية وتشجيع الاستثمارات المصرية في إثيوبيا وزيادة أنشطة الأعمال المصرية فيها ومضاعفة التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة ستعود بالنفع على الشعبين المصري والإثيوبي وعلى القارة الأفريقية ككل.

الرئيس الإثيوبي مولاتو تشومي
كما عقد الرئيس السيسي لقاء مع الرئيس الإثيوبي مولاتو تشومي، الذي أكد فتح صفحة جديدة للعلاقات مع مصر، تقوم على بناء الثقة، وتحقيق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة، منوهًا إلى أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، وأعرب عن تطلع بلاده لتوسيع هذا التعاون إلى أقصى درجة ممكنة.

وشكر السيسي، الرئيس الإثيوبي على حسن الاستقبال والروح الأخوية الإيجابية التي تسود أجواء الزيارة، مشيدًا بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين.

وأكد الرئيس حرص مصر على التعاون والتنسيق الفعال مع إثيوبيا، منوهًا إلى أن مصر تتعامل مع ملف التعاون مع إثيوبيا بقلب مفتوح وأيادٍ ممدوة بالخير لما فيه صالح الشعبين الشقيقين.

بطريرك إثيوبيا
كما التقى الرئيس السيسي، بطريرك إثيوبيا «متياس الأول»، الذي أعرب للرئيس عن ترحيبه البالغ وسعادته بزيارته لإثيوبيا، كما جدد شكره للرئيس على حفاوة الاستقبال التي لقيها في مصر من الرئيس، وكذا من قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية.

ونوَّه البطريرك الإثيوبي للعديد من الزيارات التي قام بها لتفقد الكنائس والأديرة المصرية وكذلك مدينة الإسكندرية، فضلا عن لقائه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

وأعرب البطريرك عن سعادة الكنيسة الإثيوبية البالغة بتوقيع إعلان المبادئ في الخرطوم، معتبرا ذلك خطوة على طريق زيادة التقارب بين البلدين.

وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي
كما التقى الرئيس السيسي، وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي، برئاسة السيد محمد رشيد، نائب رئيس المجلس الفيدرالي وألقى الرئيس السيسي، كلمة أمام البرلمان الإثيوبى، شدد خلالها على الصلات التي تجمع بين مصر وإثيوبيا، مؤكدًا ضرورة التعاون لتحقيق مصلحة الشعبين، داعيا الرئيس الشعب الإثيوبي، لفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات المصرية الإثيوبية، يتطلع فيها الشعبان إلى مستقبل ملئ بالرخاء، مؤكدا أن الشعبين بحاجة إلى بناء جسور الثقة، قائلًا: "نريد أن نسد قنوات الشك والريبة، بين البلدين".

رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
كما التقى الرئيس السيسي، في مقر إقامته بأديس أبابا برئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في إثيوبيا، حيث أكد الرئيس أن ما تقوم به مصر من توطيد أواصر التعاون، وما تقدمه من رسالة محبة لإثيوبيا، يعد تنفيذًا لتعاليم الإسلام النبيلة، وروحه السمحة التي تحض على التآلف والتفاهم والعيش المشترك.

وأكد رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أهمية تعزيز العلاقة بين الأزهر الشريف ومسلمي إثيوبيا، والعمل على إيفاد المزيد من الدعاة الأزهريين للعمل في إثيوبيا والتعريف بصحيح الدين الإسلامي، وكذا زيادة أعداد المنح الدراسية المخصصة لدراسة الطلاب الإثيوبيين في الأزهر الشريف.
الجريدة الرسمية